جار التحميل...
تم تعريف مصطلح القلق البيئي من قبل جمعية علم النفس الأميركية (APA) عام 2017 بأنّه "الخوف المزمن من الكوارث البيئية"، ولكنه لا يعدّ حالة قابلة للتشخيص رسمياً من قبل الأطباء النفسيين؛ نظراً لعدم إدراجه ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
يعرف القلق البيئي بأنه الشعور المفرط والمزمن بالخوف من الدمار البيئي والتغيرات المناخية ومدى تأثيرها على العالم، وعادةً ما ينشأ هذا الخوف نتيجة التعرض المستمر والمكثف للأخبار والمعلومات البيئية المتعلقة بالكوارث، مثل؛ الفيضانات، وحرائق الغابات، والأعاصير، والجفاف، سواء من خلال وسائل الإعلام، أو العمل في مجالات ذات صلة، ممّا قد يؤدي إلى حالة من الخوف تجاه البيئة ومستقبلها.
وغالباً ما يمتلك الشخص الذي يعاني من القلق البيئي مشاعر سلبية، تتمثل بعدم الثقة بالأحداث من حوله، وفقدان السيطرة، والقلق بشأن السلامة والرفاهية في الحاضر والمستقبل، كما يصاحب هذا القلق الانشغال الدائم بالأفكار المتشائمة حول تغير المناخ والبيئة، والشعور بالذنب حيال التأثيرات السلبية على البيئة التي يعتقد بأنه قد ساهم فيها.
وغالباً ما يؤثر القلق البيئي سلباً على رفاهية الفرد وصحته الجسدية والنفسية، بما في ذلك التسبب باضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتغيرات في الشهية.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات والنصائح التي تساعد الفرد على إدارة استجابته الخاصة للقضايا البيئية، والتقليل من حدة قلقه تجاهها:
من الطبيعي أن يشعر الفرد بالقلق والتوتر نتيجة التغيّرات في البيئة المحيطة به، لذا من المهم الاعتراف بهذه المشاعر وقبولها كجزء من التجربة الإنسانية الطبيعية، للتعامل معها بصورة صحيحة بدلاً من التهرب منها أو تجاهلها.
ولتحقيق ذلك، يُنصح بمشاركة المشاعر والأفكار المتعلقة بالقلق البيئي مع الآخرين، أو تدوينها بهدف فهمها وإدارتها بصورة أفضل.
لكي يتمكن الفرد من تحمل مسؤولياته تجاه البيئة، يجب عليه الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة من مصادر موثوقة، مثل؛ المنظمات البيئية الحكومية وغير الحكومية المعتمدة، ممّا يساعد في فهم أفضل لما يحصل في البيئة المحيطة، ويزيد من القدرة على التفكير بالأمر بمنطقية وواقعية دون مبالغة أو تقليل من أهميتها.
وفي الوقت ذاته، يجب تجنّب الانغماس المُفرط في متابعة المعلومات أو الأخبار المتعلقة بالمناخ والبيئة، فقد ينعكس هذا الأمر سلباً على الحالة النفسية، ويزيد من الشعور بالتوتر والقلق، خاصة إن كانت من مصادر غير دقيقة أو متحيزة أو تبالغ في عرض الأخبار.
يعد الشعور بالعجز من أبرز المشاعر السلبية المرتبطة بالقلق البيئي، لذا يمكن التعامل مع هذه المشاعر عبر التركيز على ما يمكن التحكّم به من أجل تحسين البيئة، وهو من أكثر الطرق فعالية.
ومن الخطوات الإيجابية الفعالة التي تساعد على التعامل مع القلق البيئي المشاركة في الأنشطة البيئية؛ كالانضمام إلى حملات التوعية أو التطوع في المشاريع البيئية، وكذلك اعتماد عادات صديقة للبيئة، مثل؛ تقليل النفايات، وإعادة التدوير، ومحاولة تقليل استهلاك الطاقة، وغيرها من الممارسات اليومية التي تمنح الفرد الشعور بالإنجاز والمساهمة في حماية البيئة.
يُنصح بقضاء وقت أطول في الطبيعة كوسيلة فعالة للتعامل مع القلق البيئي، مثل؛ التنزه، أو الجلوس في الحدائق لاستعادة التواصل الإيجابي مع البيئة، ممّا يساهم في تحسين المزاج، وتقليل مستويات القلق المتعلقة بالمشكلات البيئية، وبالتالي يؤثر إيجابياً على الصحة النفسية والرفاهية العامة، ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة.
يساعد التواصل مع الأشخاص المقربين من الأصدقاء، وأفراد العائلة، أو الأشخاص الذين يعانون من القلق البيئي أيضاً في الحصول على الدعم الذي من شأنه تخفيف الشعور بهذا القلق، وذلك بالتحدّث عن المشاعر والتجارب المرتبطة به، وتبادل الأفكار والحلول المحتملة له.
ختاماً، يجدر الذكر أنّ القلق البيئي بجانبه الإيجابي ما هو إلا تذكير بضرورة حماية البيئة، وذلك باتخاذ إجراءات تحوّل القلق إلى دافع للتغيير الإيجابي، ولكن يجب التنويه إلى أنّ المستويات الشديدة من القلق البيئي، والتي تؤثر على صحة الفرد وجودة حياته تتطلب مساعدة مهنية متخصصة مثل؛ الاستشاري النفسي، للحصول على الدعم والاستراتيجيات اللازمة للتعامل من القلق البيئي وآثاره.
المراجع
[1] medicalnewstoday.com, What to know about eco-anxiety
[2] mentalhealthcommission.ca, Understanding and Coping with Eco-Anxiety
[3] nhm.ac.uk, Eco-anxiety: how to cope at a time of climate crisis
[4] humanresources.vermont.gov, Coping with Climate Anxiety
[5] colorado.edu, 6 tips for coping with climate anxiety