طرق تطوير مهارة الاستماع لدى الطفل

وتحتاج مهارة الاستماع إلى تدريب مُستمِرّ كي تتطوَّر، وقد تبيَّن أنّ الأطفال الذين يتمتَّعون بمهارة استماع جيِّدة غالباً ما يصبحون بارعين في التواصل والتفاعل مع الآخرين؛ ممّا يُمهِّد لهم الطريق نحو مستقبل مشرق.

وتتعدَّد الطرق والوسائل التي تُساعد على تطوير مهارة الاستماع لدى الأطفال، وهي تتوزَّع بين البيئة المدرسية، والمنزل، وتقديم الدعم من الوالِدَين، وفي السطور الآتية توضيح بعض هذه الطرق:

التحدُّث مع الطفل باستمرار: المزيد من الاستماع

لتعزيز مهارات الطفل في الاستماع، لا بُدّ من تخصيص وقت يوميّاً للتحدُّث معه، ومشاركته الأحداث المختلفة التي يمرّ بها الوالِدان؛ كالحديث عن رحلة التسوُّق، أو وقت العمل، وتوجيه الأسئلة له عن كيفية قضائه يومه؛ سواء أكان في البيت، أم في المدرسة، أم في الحضانة؛ إذ تُسهم هذه الطريقة في تعزيز قدرته على الاستماع والانتباه.

ولا بُدّ أن يشعر الطفل أثناء الحديث بأنّ الطرف المقابل مُنتبِه له ويوليه اهتمامه وتركيزه كلّه؛ الأمر الذي يُسهِم في تنبُّهه لحديث مَن حوله أكثر، ومن ثَمَّ تطوير مهارة الاستماع لديه.

سرد القصص: تحدّي القدرة على الاستماع

لتحويل وقت القراءة إلى مغامرة مفيدة، وتطوير مهارة الاستماع لدى الطفل، يمكن للأم أو الأب سرد القصص له، والتوقُّف أثناء القراءة؛ لتوجيه سؤال له عن توقُّعاته للأحداث القادمة، مع الحرص على تشجيعه على تفسير إجابته، وهذا حتماً سيساعده على التركيز مع القصَّة، والاستماع إليها جيِّداً؛ لفهمها، والتفاعل معها.

ومن جهة أخرى، يمكن تشجيع الطفل على إعادة سرد القصص التي يستمع إليها، وإعادة تقديم الأحداث والشخصيات، وعند عدم الرغبة في ضغط الطفل، يمكن الاكتفاء بتوجيهه نحو سَرد مُلخَّص للقصَّة.

تطبيق الأنشطة السَّماعية: التعلُّم والمُتعة معاً

يُتيح اللَّعِب مع الأطفال فرصة ذهبية لهم للتعلُّم وتطوير مهارة الاستماع؛ فمشاركتهم الأنشطة الحِرَفية -مثلاً-، يساعدهم في فهم التعليمات خُطوة بخطوة من خلال سماعها، ومن الممكن أيضاً عرض مجموعة مختلفة من الأصوات على مَسمَع الطفل، مثل: أصوات الحيوانات، أو أصوات المركبات، وتكليفه بالتعرُّف إليها؛ ممّا يُحدث فرقاً واضحاً في قدرة الطفل على التركيز والإصغاء إلى ما يُلقى على مَسامعه، واتِّباع التعليمات بدِقَّة.

اتِّباع نمط الحياة الصحِّي: جسد سليم وعقل مُتيقِّظ

يرغب الأهل عُموماً في أن يكون طفلهم مُستمِعاً جيِّداً وذا تركيز عالٍ، إلّا أنّهم قد لا يعلمون أنّ السِّرّ يكمُن في نمط حياة الطفل اليومي؛ فالتغذية الجيِّدة، وتناول الطعام الصحِّي، والحصول على قِسط كافٍ من النوم الهادئ، بالإضافة إلى تشجيعه على اللعب في الهواء الطلق، ودمجه بالآخرين، وتقليل وقت التعرُّض للشاشات الإلكترونية، جميعها عوامل تُسهِم في تحسين قدرته على الاستماع والتركيز.

التوعية بأهمية الاستماع: التجربة الذاتية أفضل طريق للتعلُّم

من الطرق المفيدة لتعليم الأبناء أهمية الاستماع أن يلاحظوا بأنفسهم ما يحدث عندما لا يستمع لهم أحد، كتذكريهم في موقف حصل معهم؛ مثلاً عندما كان يتحدث مع أحد أصدقائه عن لعبة جديدة وكان الآخر مشغولاً باللعب ولا يستمع للحديث، وهذه التجربة ستساعد الطفل حتماً في فهم شعور الشخص عندما لا يستمع له أحد.

وبعد أن يدرك الطفل أهمية الاستماع، يمكن مناقشة طرق تحسين مهارات الاستماع مثل التركيز على المتحدث، وتجنب المقاطعة، بالإضافة إلى توضيح كيف أن هذه المهارات تساعد على فهم أفضل، وتعزز الاحترام بين الناس.

التعزيز الإيجابي: التحفيز نحو الأفضل

يُعَدّ التعزيز الإيجابي أداة قوية لتطوير مهارات الاستماع لدى الأطفال؛ فعندما يشعر الطفل بتقدير واستحسان عندما يكون مُستمِعاً جيِّداً ونَشِطاً، يتولَّد لديه دافع قوي لمُواصَلة بذل الجُهد، وتحسين الأداء، ومن شأن الثناء والتقدير أن يزيدا ثقته بنفسه، ويُشجِّعاه على الاستماع بانتباه أكبر، وهذا السلوك الإيجابي يُشجِّع أقرانه على تقليد سلوكه الإيجابي، والعمل بجِدّ من أجل تحسين الاستماع، ومن ثَمَّ الانخراط في حِوارات بَنّاءة.

المراجع
[1] readingeggs.com, 8 Listening Activities for Kids
[2] mybrightwheel.com, How to Improve Active Listening Skills in Children
[3] babycenter.com, Fun activities to promote listening skills (ages 5 to 8)
[4] theschoolrun.com, Improving your child’s listening skills
[5] listenwise.com, Developing Listening Skills for Kids