جار التحميل...
لكلّ بيئة صفية مزاياها وإيجابياتها الخاصّة، وبالتالي لا يوجد نوع صحيح وآخر خاطئ بالمُطلق، إنّما يختار المعلّم ما يُلائمه وطلبته أكثر، أو يجمع بينهما على نحو يُحقّق الهدف المتمثّل في تحقيق العلم والمعرفة وتعزيز المهارات.
البيئة الصفّية التقليدية هي الغرفة الصفّية أو المكان المادّي الذي يُقدّم بها المعلّم المعرفة للطلبة الجالسين أمامه في مقاعد مرتّبة إلى جانب بعضها البعض على النسق ذاته بإلقاء دروسه أو محاضراته وفقاً للمناهج الموحّدة، وقيادة النقاشات والإشراف المباشر على الأنشطة، بينما ينخرط الطلّاب في ممارستها، أمّا تقييم مدى جودة تعلّم الطلّاب فيكون وفقاً للاختبارات المدرسيّة، ويُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعاً في أنحاء العالم كافة.
ويحدث التفاعل بين المعلّم والطلّاب وكذلك بين الطلّاب أنفسهم وجهاً لوجه، ويتمكّنون من الحصول على توضيحات فوريّة بشأن استفساراتهم وأسئلتهم عن الدرس، ويتلقّى الطلاب بالمقابل ملاحظات فوريّة أيضاً بشأن عملهم وأدائهم، وهو ما يُعزّز التواصل الفعّال والعلاقات الشخصية فيما بينهم فضلاً عن المعرفة والتعلّم.
يجتمع الطلّاب مع المعلم في غرفة الفصل الدراسيّ للتعلّم بالتجربة والخطأ، ويُشجّع فيها المعلّم طلّابه على استخدام خيالهم إلى جانب التفكير النقديّ والتفكير الإبداعيّ لحلّ المشكلات، وتهدف البيئة الصفية الإبداعية إلى تعليم الطلبة مهارات أخرى، مثل: تحديد الأهداف، والبحث عن المعرفة ومشاركتها، وبناء العلاقات، وتكوين وجهات النظر والأفكار الخاصّة عن الموضوعات المختلفة والاستفادة منها لإحداث تغيير.
إنّ تعلّم هذه المهارات وفقاً للبيئة الإبداعية يتطلّب توفير أدواتٍ ومشروعات وأفكار معيّنة، أبرزها: تجربة أنشطة جديدة ومتنوّعة باستمرار، وإلقاء الدروس بوسائل إبداعية باستخدام العروض التقديمية مثلاً، وإنشاء مكتبة تُمكّن الطلّاب جميعهم -حتى غير القادرين على شراء الكتب أو الوصول إلى المكتبات- من القراءة وتنمية الأفكار الإبداعية، وكذلك اعتماد فكرة إعطاء المهام المفتوحة التي لا تتضمّن إجابة واحدة صحيحة، بل تُتيح للطالب اكتشاف الحل باستخدام وسائل متعدّدة.
هذا إلى جانب استبدال المهام التي تعتمد في أساسها على الحفظ بمهام أخرى تعتمد على التفكير أو الافتراض والاستنتاج أو التخيّل، مع إعطاء الطالب الوقت المناسب والكافي للتفكير والخروج بحلول إبداعية بدلاً من فرض أوقات زمنية قصيرة تحولُ دون ذلك.
وتعتمد بيئة الصفّ الإبداعية على إنشاء تصاميم متنوّعة ومرنة قابلة للتغيير باستمرار تماشياً مع سير العملية التعلّمية على نحو أنسب في كلّ مرّة مع مراعاة تفضيلات الطلبة في هذا الشأن؛ فمثلاً بإمكان الطالب اختيار القراءة على مكتبه الخاصّ، بينما يختار طالب آخر الجلوس على أحد المقاعد في زاوية أخرى من الغرفة، وفي حالات أخرى يُمكن إعادة تنظيم الدّروج المكتبية على هيئة مجموعات أو على شكل حرف U عند الحاجة إلى العمل في مجموعات.
في البيئة الصفّية المُدمجة، يتم استخدام الموارد الرّقمية أو شبكة الإنترنت أو التعلّم الإلكترونيّ جنبًا إلى جنب مع طريقة الفصل الدراسيّ التقليديّ أو الإبداعيّ الذي يعتمد على أسلوب وجهٍ لوجه، ومن الأدوات الأساسية المُستخدمة فيه من قبل المعلّم والطالب؛ إلى جانب حضور الفصل الدراسيّ: الهاتف الذكيّ أو الجهاز اللوحي.
وتنقسم البيئة الصفّية المُدمجة إلى نوعين، فيُمكن أن يتناوب المعلم بين إعطاء الدّروس في الفصل الدراسيّ مرّة وعن بعد مرّات أخرى لاحقة، أو استخدام التكنولوجيا وأدوات التعلّم الإلكترونيّ داخل غرفة الفصل الدراسيّ نفسه.
وهذا النوع من البيئة الصفّية يُراعي أولئك الذين يُفضّلون التعلّم عبر الإنترنت أو المزج بين النوعين الصفّ المدرسيّ والتعلّم الإلكترونيّ في الوقت نفسه.
للبيئة الصفّية أنواع أخرى يُمكن أن تندرج ضمن إطار البيئة الصفّية التقليدية أو الإبداعية أو المُدمجة على السواء، مثل البيئة التنافسية التي يستخدم فيها المعلّمون المنافسة والتفوّق على الآخرين بعدّها وسيلة لتشجيع الطلّاب على إحراز تقدمٍ أكاديميّ أو اجتماعيّ أو كليهما، وكذلك البيئة التعاونية التي تُبنى على مشاركة فريق من الطلّاب معاً في إنشاء مشروعات جماعية.
إضافةً إلى البيئة التنموية التي تُركّز على تطوّر الطالب ونموّه المعرفيّ والمهاراتيّ، وتسعى إلى تعليمه كيفية التفاعل مع الآخرين ومع محيطه، وهذا النوع يتعلّق أكثر بالطلبة في مرحلة رياض الأطفال أو مرحلة ما قبل المدرسة.
المراجع
[1] classroomdirect.co.uk, How The Classroom Environment Can Help Improve Behavior
[2] uopeople.edu, What is a Traditional Classroom? How is it Evolving in the Digital Times?
[3] proctoredu.com, Traditional Classroom - Definition & Meaning
[4] drexel.edu, How to Inspire Creativity in the Classroom
[5] elmlearning.com, What is Blended Learning? A Guide to Everything You Need to Know