جار التحميل...
وقد يؤدّي هذا الوضع إلى الشُّعور بالوحدة والافتقار إلى الدعم العاطفي؛ ممّا يستدعي ضرورة البحث عن سُبُل للتكيُّف، والحفاظ على التواصل رغم المسافات، وخاصَّة عند سفر الزوج لفترات طويلة.
وفي ما يأتي بعض النصائح الفعالة لتعزيز التواصل مع الزوج المسافر، بما يُحافظ على عُمق العلاقة واستقرارها رغم المسافات:
أثناء فترة الغياب، غالباً ما يكون لكلٍّ من الزوجين جدول مختلف، الأمر الذي قد يُسبِّب صعوبة في التواصل أحياناً، وخاصَّة إن كان هناك فرق في التوقيت بين البلدَين؛ لذا، لا بُدّ من وضع خُطّة مناسبة تتضمَّن مواعيد التواصل اليومي، وتتماشى مع التزامات كلٍّ منهما، على أن تُعطَى هذه المواعيد أولوية قُصوى وأهمّية خاصَّة، فلا تُؤجَّل كثيراً.
بحُكم الغربة وظروف العمل، يكون الزوج بعيداً عن التفاصيل اليومية الصغيرة التي تعيشها عائلته وهو غائب عنها؛ ممّا يجعله في مَعزل عن حياتهم وأنشطتهم اليومية، ولسَدّ هذه الفجوة، وتحقيق التقارب العاطفي بين الطرفَين، لا بُدّ من الحرص على مشاركة الزوج المسافر التفاصيلَ اليومية الصغيرة، وتشجيعه على فعل الشيء نفسه.
في بعض الأوقات، قد يكون التواصل عبر المكالمات الهاتفية صعباً؛ بسبب ظروف العمل، ومشاغل الحياة، إلّا أنّ ذلك لا يمنع الزوجين من تبادل الرسائل النصِّية خلال اليوم.
ويمكنهما أيضاً إرسال صور الأشياء التي يرغبان في مشاركتها، مثل: شروق الشمس، أو وجبة الفطور، أو صورة حديثة لطفلهما، ولا بُدّ أيضاً من الحرص على إرسال رسائل في بداية اليوم، ونهايته، مثل: "صباح الخير" و"تُصبح على خير"؛ ممّا يُعزِّز شُعور الاتِّصال العاطفي بينهما.
لا بُدّ أن يُعبِّر كلا الزوجَين عن احتياجاتهما خلال فترة الغياب؛ فقد تحتاج الزوجة إلى الفضفضة عن بعض المشاعر، أو مشاركة مشكلة مُعيَّنة تمرّ بها، بينما قد يحتاج الزوج إلى التحدُّث عن هموم العمل ومناقشتها.
ولا ينبغي أن تكون المسافة عائقاً أمام هذا التواصل؛ إذ لا بُدّ الحرص على التعبير عن الاحتياجات للطرف الآخر بوضوح؛ لتعزيز الفهم المُتبادل، وبناء علاقة أقوى؛ ممّا يساعد في التغلُّب على التحدِّيات التي قد تطرأ بسبب الفراق.
ليس هناك أجمل من أن تجد الزوجة في خزانة الملابس رسالة لطيفة من زوجها أثناء سفره، أو أن يُفاجَأ الزوج ببطاقة رومانسية موضوعة في دفتر ملاحظاته.
وهذه المفاجآت الصغيرة من شأنها تقريب المسافات، وإشعار كلّ طرف بوجود الآخر إلى جانبه أينما كان، وتعزيز مشاعر الحبّ والارتباط بينهما، وبناء ذكريات جميلة، ومنح العلاقة لمسة من الدفء والحميمية؛ ممّا يُسهِم في تجاوز تحدِّيات الغياب.
من أكثر الأمور التي يفتقدها الزوجان أثناء فترة غيابهما بعضهما عن بعض تناول الطعام معاً على مائدة واحدة؛ ممّا يُشعِر كلّاً منهما بوحدة شديدة أثناء تناول الغداء أو العشاء؛ لذا، يمكن كسر هذه الوحدة بترتيب موعد عشاء مشترك، أو موعد غرامي افتراضي، يجمع الزوجَين عبر مكالمات الفيديو.
وببساطة، يمكن الاتِّفاق على موعد مُحدَّد يُحضِّر فيه كلُّ من الزوجَين وجبته الخاصَّة، أو الذهاب إلى مطعم مُعيَّن، وارتداء ملابس أنيقة؛ لتناول طعام العشاء أثناء مكالمة الفيديو.
لا ينبغي أن تكون عودة الزوج حَدَثاً عاديّاً للزوجة، وإنَّما ينبغي الاحتفال بها احتفالاً خاصَّة؛ كترتيب استقباله بتحضير عشاء رومانسي، أو نشاط مُميَّز، أو بهدية بسيطة تُعبِّر عن المشاعر.
وهذه التحضيرات تُضفي جوّاً من الحفاوة والشغف على اللِّقاء، وتُشعر الزوج بأنَّه مُرحَّب به، وبأنّ زوجته مُتحمِّسة لرؤيته، وتشتاق إلى وجوده، ومثل هذه اللفتات تُعزِّز الترابط بينهما، وتُخفِّف شُعور وحشة الاغتراب، ويجعل هذه اللحظات أكثر سعادة وخصوصية لكليهما.
المراجع
[1] focusonthefamily.com, Staying Connected When One Spouse Is Traveling
[2] marriage.com, 13 Ways to Cope With Husbands Who Travel for Work
[3] parentingpathway.org, Help for a Wife Whose Husband Travels