جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتعزيز سعادته وتوازنه النفسي

نصائح التعامل مع الطفل الوحيد

12 ديسمبر 2024 / 3:49 AM
نصائح التعامل مع الطفل الوحيد
download-img
في بعض الأحيان، ولأسباب تتعلَّق بالظروف المعيشية، أو الاجتماعية، أو الأُسَرية، أو بالصحَّة الإنجابية، يكون للأبوَين ابن وحيد دون أخ أو أخت، ولتفادي شُعور هذا الطفل بالوحدة، لا بُدّ من التعامل معه تعاملاً خاصّاً؛ لإحاطته بالدعم العاطفي، وتشجيعه على التفاعل الاجتماعي اللازم، وبناء العلاقات مع أقرانه؛ بهدف تعزيز مهاراته الاجتماعية، وزيادة ثقته بنفسه.

تنمية مهاراته الاجتماعية

قد لا تُتيح الظروف للطفل الوحيد فرصة الاختلاط الكافي بالمجتمع؛ ممّا يُشعِره بالحاجة إلى تنمية مهاراته الاجتماعية، وتعزيز قدراته على التواصل والتفاعل مع الآخرين، من خلال ما يأتي:

تشجيعه على تكوين الصداقات

من أهمّ ما ينبغي تشجيع الطفل الوحيد عليه تكوين صداقات مع أطفال في مثل سِنِّه؛ عبر الاشتراك في الأنشطة الجماعية في المدرسة، أو النادي، أو الحيّ، والحرص على دعوة صديق أو مجموعة أصدقاء للَّعِب معه في منزله بين الفترة والأخرى.

قضاء المزيد من الوقت معه

ينبغي على الأب والأمّ أن يحرصا على قضاء المزيد من الوقت الممتع مع طفلهما الوحيد، واللَّعِب معه، ومشاركته اهتماماته المختلفة، وإجراء حِوارات شَيِّقة ومُحفِّزة معه؛ ممّا يُسهِم كثيراً في تطوير مهاراته في التواصل، ويُشعِره بأنَّه ليس وحيداً، بل ينتمي إلى عائلة تُحِبّه وتدعمه.

تعزيز قدرته على التعاطف مع الآخرين

يتمتَّع الأطفال الذين يعيشون في بيئة مشتركة مع أشقّاء آخرين بقدرة أكبر على التعاطف والتفكير في مشاعر الآخرين، إلّا أنّ الطفل الوحيد قد يفتقر إلى هذا الأمر؛ لذا، ينبغي على الأهل الحرص على تنشئة طفل قادر على التعاطف، وفهم ظروف الآخرين، واحترام مشاعرهم.

ويمكن بلوغ هذا الهدف؛ بتوفير فرص تُتيح للطفل مواجهة مواقف تُعزِّز قدرته على التعاطف، مثل: المشاركة في الأعمال التطوُّعية، أو تقديم المساعدة للجيران أو الأصدقاء؛ ممّا يُساعده في تطوير مهارات اجتماعية قوية، وتعزيز حِسّه الإنساني.

تعزيز استقلاليته

عادةً ما يتمتَّع الطفل الوحيد بالاستقلالية؛ إذ يكون مُعتاداً على اللَّعِب بمفرده، والنوم في غرفته الخاصَّة، إلّا أنّ هذا قد لا ينطبق على الأطفال جميعهم، وخاصَّة إذا منحهم الأهل اهتماماً زائداً؛ ممّا قد يؤدّي إلى عدم قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم كفاية، وهنا، تأتي أهمية تعزيز الاستقلالية خلال مراحل تنشئته؛ من خلال ما يأتي:

تكليف الطفل ببعض المَهامّ والمسؤوليات

لمساعدة الطفل على أن يصبح أكثر استقلالية، ينبغي تكليفه ببعض المسؤوليات والمَهامّ التي يتوجَّب عليه تنفيذها، مثل: بعض الأعمال المنزلية، أو مساعدة والده في تنسيق الحديقة، أو شراء بعض المستلزمات، وبما يتناسب مع سِنِّه وقدراته؛ إذ يحتاج الطفل الوحيد إلى تعلُّم كيفية استغلال وقته استغلالاً مُفيداً، وشغل نفسه إيجابيّاً، وهو يحتاج أيضاً إلى الشُّعور بأنّه مُهِمّ.

 

وعلى سبيل المثال، بدلاً من ترتيب سرير الطفل في كلّ مرة، أو تعليق ملابسه في الخزانة، أو وضع ألعابه في الصندوق المُخصَّص، لا بُدّ من تعليمه أنّ هذه المَهامّ مسؤوليَّته الخاصَّة التي ينبغي أن يتولّاها بنفسه؛ بالتشجيع، والدعم؛ حتى لا يجد الأهل أنفسهم يُنشِئون طفلاً اتِّكاليّاً يعتمد على الآخرين في كلّ شيء.

السماح له بحَلّ مشكلاته بنفسه

يشعر والدا الطفل الوحيد برغبة شديدة في توفير الحماية له طوال الوقت؛ ممّا يدفعهما إلى التدخُّل في مشكلاته جميعها، وهذا خطأ كبير؛ إذ قد يُؤدّي إلى نشوء طفل اتِّكالي وضعيف الشخصية. 

 

وبدلاً من ذلك، على الأهل عدم التدخُّل في بعض المواقف؛ ممّا يُتيح للطفل مساحة كافية للتصرُّف من تلقاء نفسه، والتفكير في حلول لمشكلاته، ويمكن الاكتفاء بتقديم النصيحة عند الحاجة إليها فقط؛ لتعزيز قدراته الاستقلالية، وثقته بنفسه.

تشجيعه على اكتشاف أنشطته المُفضَّلة

لا بُدّ أن يُخصِّص الأهل للطفل الوحيد وقتاً لممارسة الأنشطة الخارجية في الهواء الطلق، وهو أمر لن يساعده في التعرُّف إلى الأطفال الآخرين فحسب، وإنَّما سيجعله قادراً أيضاً على تجربة أنشطة عِدَّة بحُرّية تامَّة؛ ممّا يساعده في التعرُّف إلى الأنشطة المُفضَّلة لديه، ويُعزِّز استقلاليته، وفُرَص استمتاعه بوقته، حتى وإن كان وحيداً.

منح الطفل مساحة من الحُرّية

في العائلات التي تضمّ أكثر من طفل، يتوزَّع اهتمام الأب والأم على الأطفال جميعهم؛ ممّا يسمح لهم بمساحة من الحُرِّية، فلا يكونون مُراقَبين طوال الوقت، إلّا أنّ الأمر قد يكون مختلفاً للطفل الوحيد؛ إذ يتركَّز اهتمام الوالِدين به وحده؛ ممّا يُشعِره أنّه مُراقَب دائماً، وأنّ تصرُّفاته جميعها تخضع للتقييم والتوجيه، ومن ثَمّ يُقلِّل إحساسه بالاستقلالية.

 

لذا، ينبغي على الأب والأم أن يضعا هذا الأمر في الاعتبار، ويحرصا على منح الطفل الوحيد مساحة من الحُرّية؛ أي إتاحة الفرصة له في التصرُّف كما يشاء، والتعلُّم من تجاربه وأخطائه؛ كي يتمكَّن من تطوير مهاراته في اتِّخاذ القرارات، وبناء ثقته بنفسه؛ ممّا يُسهم في تكوين شخصيته المُستقِلّة والقوية.


 

المراجع

[1] parents.com, 12 Tips for Raising an Only Child
[2] healthline.com, 9 Parenting Tips for Raising an Only Child
[3] babyyumyum.com, The do’s and don’ts of raising an only child


December 12, 2024 / 3:49 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.