أنشطة ممتعة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة

أمّا تعلُّم كتابة الحروف الأبجدية، والبدء بتطوير المهارات الحركية الدقيقة اللازمة للسيطرة على القلم، فيبدأ في سِنّ الرابعة أو الخامسة، ويكون إتقانها في عمر الثماني سنوات.

وكانت دراسة أجرتها المجلة الدولية لبحوث البيئة والصحة العامة (IJERPH) سنة 2022، قد أظهرت أنّ الأطفال الذين ينخرطون في فعاليات وأنشطة مُتعلَّقة باللغة، والقراءة، والكتابة، في مرحلة الطفولة المُبكِّرة؛ أي في عمر ما بين السنة والنصف إلى الثلاث سنوات، هم أكثر احتمالية لأن يُصبحوا قُرّاء أفضل في وقت لاحق من حياتهم المدرسيّة.

ثمّ إنّ تطبيق بعض الأنشطة الممتعة يُعَدّ أمراً فعّالاً للَفت انتباه الطفل، وتحفيزه على الاستمرار في التركيز عند تعلُّم مهارات القراءة والكتابة، ممّا يزيد وعيه الصوتي بكيفية نُطق الحروف، وفهم المفردات، والاستماع الفعّال، بالإضافة إلى أنّها تُعزّز مهاراته الحركية الدقيقة التي تتطلَّب تناسُقاً ودِقَّة في حركة اليدَين والأصابع، وتُنمّي مهارات التفكير وحلّ المشكلات لديه، وفيما يأتي أبرز الأمثلة على أنشطة يُمكن تطبيقها مع الأطفال عموماً؛ لتعليمهم القراءة والكتابة:

تكوين الكلمات بمُكعَّبات الليغو

يُمكن تطبيق النشاط بلَصق حروف الأبجدية على مُكعَّبات الليغو (LEGO)، بحيث يحمل كلّ مُكعَّب حرفاً مُحدَّداً، بينما يحمل بعضها كلمات كاملة، ممّا يُمكِّن الطفل من تكوين الكلمة المطلوبة المُوضَّحة على مُكعَّبٍ مُعيَّن بتجميع مُكعَّبات الليغو التي تتضمَّن حروف تلك الكلمة إلى جانب بعضها بعضاً، وبهذه الطريقة يتعلَّم الطفل كيفية تكوين الكلمة دون الحاجة إلى مساعدة مع مرور الوقت.

قراءة القصص

قد يعتاد الطفل سماع القصص قبل النوم من والِدَيه، إلّا أنّ استبدال هذه العادة بالقراءة المُشتَركة معه أمر من شأنه أن يساعده في تعلُّم القراءة؛ إذ يساعده في التركيز أكثر على شكل الحروف والكلمة، وكيفيّة نُطقها لتصبح مألوفة لديه فيما بعد؛ فمثلاً، يُمكن قراءة سطر من القِصَّة، ثمّ إتاحة الفرصة للطفل بإعادة قراءته، أو قراءة القصة كاملة، ثمّ ترك المجال للطفل ليُعيد قراءتها بنفسه حسب قدرته على القراءة، الأمر الذي يُثري مفرداته اللغوية، ويزيد ثقته بقراءته، ويُفضَّل قراءة قصص مُلوَّنة وجاذبة تناسب عمر الطفل واهتماماته؛ لتقليل شعوره بالملل أثناء القراءة.

البحث عن الأشياء المَخفية

تسهم التجربة والخطأ في زيادة تركيز الطفل واستمتاعه بأنشطة القراءة والكتابة؛ إذ يُمكن طباعة حروف اسم الطفل على أوراق تحمل كلٌّ منها حرفاً واحداً، ثمّ تعليقها على الحائط، بحيث يجري في الوقت ذاته إخفاء بعض الأشياء والأدوات البسيطة التي يبدأ اسمها بالحروف المطبوعة، وتكمن مَهمّة الطفل في اختيار أحد الحروف، والبحث عن الشيء الذي يبدأ اسمه بالحرف ذاته، ليضعه تحته. 

استخدام معجونة اللعب

لا ينحصر الأمر في الكُتُب فحسب ليتعلَّم الطفل القراءة أو الكتابة؛ إذ إنّ هناك العديد من الوسائل التعليمية الأخرى التي تساعده في ذلك، ومن أبرزها معجونة اللعب التي تُعدّ من الوسائل الممتعة للتعلُّم؛ إذ تتوفَّر معها قِطع بلاستيكية بأشكال الحروف المختلفة، وما على الطفل إلّا مَدّ العجينة، ثمّ تقطيعها بواسطة القِطع البلاستيكية بحسب ترتيب الحروف الأبجدية، ويُمكنه تكوين الكلمات باستخدامها؛ كاسمه، أو غير ذلك، ويمكن أيضاً رَسم الحروف بخَطّ كبير على قِطَعٍ من الكرتون، ثمّ تكليف الطفل بوضع المعجونة على الرسمة مُشكِّلاً بها ذلك الحرف.

قراءة اللوحات والإعلانات في الخارج

قد يكون الذهاب إلى المتجر، أو المشي في الشارع، مُفيداً لتطوير مهارات الطفل في القراءة؛ إذ إنّ تهجئة الكلمات التي تتضمَّنها اللوحات الإعلانية، أو البضائع عند التسوُّق، يُساعد الطفل في تعلُّم قراءة مفردات جديدة لم يكن يعرفها من قبل.

كتابة الرسائل للإخوة

تساعد كتابة الرسائل مهما كانت بسيطة في تنمية مهارات الطفل التعبيرية والكتابية في آنٍ واحد، وببعض التوجيهات تصبح هذه الكلمات أكثر وضوحاً ودِقَّة، ويُمكن أيضاً أن يقرأ الطفل هذه الرسائل لإخوته قراءة مُعبِّرة؛ ممّا يُرسِّخ لديه مهارة القراءة أيضاً.

الكتابة على الملح

تمنح صينية الملح أو الرمل أوقاتاً مُسلِّية ومفيدة للأطفال؛ ويمكن اتِّباع هذه الطريقة بوضع ورق مُلوَّن في قاع الصينية، ثمّ تغطيته تماماً بطبقة سميكة من الملح، ثمّ يُكلَّف الطفل بكتابة كلمة مُعيَّنة على هذا الملح؛ بتحريكه مستخدِماً ريشة مُدبَّبة، أو عوداً خشبيّاً.

رمي الكرات نحو أكواب الحروف

يبدو هذا النشاط ممتعاً، وخاصَّة للطفل، ويمكن ممارسته؛ بكتابة بعض الحروف على مجموعة من الأكواب الورقية، ووضعها على الأرض على بُعد مسافات متساوية، ثمّ تكليف الطفل بالوقوف على بُعد مسافة مُعيَّنة من الأكواب، ومحاولة إصابة تلك التي تتضَّمن الحروف المنطوقة باستخدام هذه الكُرات، وعليه عند إصابة الكوب الصحيح أن يقرأ الحرف المكتوب عليه بصوتٍ عالٍ؛ ليكسب نقطة.

التعلُّم وقت الاستحمام

يُمكن استغلال وقت الاستحمام في تعليم الطفل التمييز بين الحروف؛ سواء من حيث الشكل، أو كيفية النطق، ولا يحتاج الأمر إلّا إلى ملء حوض الاستحمام بالماء، ووضع قِطَع إسفنجية أو بلاستيكية فيه على شكل الحروف، ثمّ ترك الطفل يلعب بها، والتحدُّث معه عنها بطريقة ممتعة.

القص واللصق

لا يستطيع الأطفال غالباً مقاومة مثل هذه الأنشطة المُحفِّزة، وتركيز الطفل المُنصَبّ على المَهمَّة التي كُلِّف بها دون أن يشعر بالملل يساعده في إتقان مهارات القراءة والكتابة المطلوبة منه؛ إذ ما على الطفل إلّا قَصّ الصور المختلفة؛ سواء أكانت حيوانات، أم نباتات، أم غير ذلك، ولَصقها مباشرة تحت الحرف الذي يبدأ اسمها به في لوحة الحروف.

صُنع دفتر للقصص

يُساعد دفتر القصص على تطوير مهارات السَّرد أو التخيُّل عند الطفل، ثمّ إنّ تأليف القصَّة بالجمع بين الرسومات البسيطة وبعض الكلمات يساعده على إتقان هذه الكلمات على نحو أفضل لتصبح مألوفة لديه، ومع ذلك، يجب في البداية الاكتفاء ببعض الكلمات، والتركيز أكثر على الرسومات، ومع مرور الوقت، يُمكن التركيز أكثر على الكلمات بدلاً من الرسومات.

أعواد المثلجات

هناك أفكار عِدَّة يُمكن تطبيقها باستخدام مجموعة أعواد المُثلَّجات، ومن أبسطها كتابة كلمة مُحدَّدة على كلّ عود من هذه الأعواد، وتكليف الطفل باختيار عود وتهجئة الكلمة المكتوبة عليه، ويُمكن أيضاً كتابة حروف على مجموعة من الأعواد، وكلمات تبدأ بهذه الحروف على مجموعة أخرى منها، وتكليف الأطفال بالمُطابقة بينها.

الكلمات السحرية

يحتاج هذا النوع من الأنشطة إلى تحضير مُسبَق من المُعلِّم أو الأهل؛ بكتابة مجموعة من الكلمات بقلم شمعيّ أبيض على أوراق بيضاء مُختلفة، ثمّ تكليف الطفل بتلوين الأوراق بما يُفضِّله من الألوان المائيّة؛ لاكتشاف الكلمة المخفية، ثمّ قراءتها؛ إذ لن تندمج الكلمة المكتوبة بقلم الشَّمع الأبيض بالألوان المائية، إلّا أنّ مُحيطها سيتلوّن بها؛ ممّا يُبرزها ويُوضِّحها.

سلسلة الكلمات

يُمكن تطبيق هذا النشاط بمشاركة مجموعة من الأطفال؛ بحيث يكتب أحد الوالِدَين أو المُعلِّم كلمة مُعيَّنة على ورقة، مثل: "باب"، ثمّ يُكلَّف أحد الأطفال ضمن المجموعة بكتابة كلمة جديدة تبدأ بالحرف الذي انتهت به الكلمة السابقة؛ وهو حرف الباء، مثل: "بَطّة"، وإعادة الأمرة مرّة بعد مرّة مع بقيّة الاطفال؛ ممّا يزيد التنافس بينهم؛ لإظهار قدراتهم الكتابية جَيِّداً.

لصق الأوراق الملونة

يُعَدّ هذا النشاط من النشاطات المُحبَّبة للأطفال، ولا يحتاجون فيه إلّا إلى أوراق مُلوَّنة، ودفتر فيه رُسومات لأشكال غير مُلوَّنة إلى جانب كلٍّ منها اسمه، مثل: صورة بالون لكلمة "بالون"، وهكذا، ثمّ يُكلَّف الطفل بتمزيق الأوراق المُلوَّنة إلى قِطَع صغيرة، ولَصقها على الشكل؛ لتلوينه، ولكن بطريقة تُنمّي مهاراته الحركية أكثر، مع محاولة قراءة اسم الشكل بصوت عالٍ.

بالون الكلمات

يحتاج هذا النشاط التفاعلي إلى نفخ بالون كبير نوعاً ما؛ ممّا يُتيح المجال لكتابة بعض الكلمات التعبيرية عليه في مواضع مختلفة، مع ترك مسافة كافية بين هذه الكلمات، ثمّ يُكلَّف الطفل برَمي البالون إلى أحد رفاقه الآخرين، وعلى مَن يستلمُه أن يحاول قراءة الكلمة الظاهرة له على وجه البالون، ثمّ يرميه إلى طفل آخر ضمن المجموعة.

الكلمات ذات القافية نفسها

يُمكن مشاركة الطفل لعبة كرة القافية؛ لتعريفه أكثر بأنماط الكلمات المنطوقة، ومساعدته على إيجاد أوجه التشابه بين الأصوات والكلمات المختلفة، ومن ثمّ تجهيزه لاكتساب مهارات القراءة والكتابة على نحو أفضل، ويمكن تطبيق اللُّعبة؛ بجلوس الطفل مقابل أحد والِدَيه، ثمّ ينطق الوالِد كلمتَين؛ إمّا مُتطابقتَين في القافية، بحيث يكون لهما الصوت ذاته في النهاية، مثل: طاولات وشاحنات، أو مختلفتَين في القافية، وفي الوقت ذاته، يُمرِّر الكرة إلى الطفل، وإن كانت الكلمتان متطابقتَين، فحينها يُعيد الطفل الكُرَة، أمّا إن كانتا مختلفتَين، فيُبقي الطفل على الكرة معه إلى أن يجري تعديل الكلمتَين لتصبحا مُتطابِقتَين.

 

المراجع

[1] educationcorner, Top 28 Literacy Activities for Preschoolers and Kindergarten
[2] beginlearning, 9 Tips to Teach a Child to Read: Fun and Easy Methods
[3] katieroltgenteaching , 35 FUN LITERACY ACTIVITIES TO HELP KIDS WITH READING
[4] rasmussen, 25 Fun Literacy Activities for Preschoolers
[5] wonderbaby, 9 Fun Preschool Literacy Activities