جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لمخزون لغوي غني

كيف يستفيد الأطفال من التعليم ثنائي اللغة؟

26 أكتوبر 2024 / 4:16 AM
كيف يستفيد الأطفال من التعليم ثنائي اللغة؟
download-img
يُعرف التعليم ثنائي اللغة "bilingual education" بأنه أسلوب أكاديمي يتضمن تدريس المواد الدراسية بلغتين مختلفتين؛ اللغة الأم إلى جانب لغة أخرى، ويعتمد هذا النوع من التعليم على استخدام كلتا اللغتين بشكل متساوٍ، أو بالتناوب، مما يعزز من قدرة الطلاب على اكتساب لغتين، وإتقانهما في الوقت نفسه.

يمثل التعليم ثنائي اللغة تجربة غنية ومتكاملة، تسهم في تنمية الأطفال بشكل شامل من مختلف النواحي، ويفتح أمامهم آفاقاً جديدة، وفي ما يأتي عدد من أبرز فوائد التعليم ثنائي اللغة للأطفال، وكيف يمكنهم الاستفادة منه:

تطوير المهارات اللغوية: القراءة والتحدُّث بطلاقة

إنّ تعزيز المهارات اللغوية للأطفال من أبرز الفوائد للتعليم ثنائي اللغة، فالطفل الذي يتلقى الدراسة بلغتين مختلفتين تُصبح لديه حصيلة عالية من المفردات والتراكيب، والتي تُمكّنه من القراءة والتحدُّث بطلاقة، ويعود اكتساب هذه المهارات بشكل أساسي إلى التعقيدات اللغوية، التي يتعرض لها الأطفال في التعلم الثنائي اللغة، ونظراً للحاجة إلى الفهم العميق للغات، وتدريب الطالب على تركيب الجمل، فإنّ ذلك يُنمّي قدرات الطفل على القراءة، ويحل المشكلات المتعلقة بالتهجئة والألفاظ.

التطور المعرفي والثقافي: توسيع الدائرة المعرفية

إنّ تعلم لغتين يعزز التفكير النقدي والإبداع لدى الأطفال، فالتعدد اللغوي يفتح آفاقاً جديدة لفهم الثقافات المختلفة، ممّا يساعد الطلاب على تبني وجهات نظر متنوعة، والاطلاع على العالم بمنظور مختلف، كما يسهم هذا النوع من التعليم في توسيع قدرات الأطفال الاجتماعية، والقدرة على التكيف مع الآخرين بسهولة أكبر، والسبب في ذلك أنّ الطفل يتعرف إلى ثقافات وتقاليد متنوعة، من خلال تعلمه اللغات المختلفة، وبالتالي تنمية قدراته المعرفية والاجتماعية.


كما يتسم الطفل الذي يتلقى التعليم ثنائي اللغة بمهارات عالية تُمكّنه من حل المشكلات، ويكتسب قدرات ذهنية مميزة في مرحلة مبكرة من عمره، فالدقة والتركيز المصاحِبان لتعلّم لُغتين ينعكس بشكل تلقائي على قدرات الطفل العامة، ويُصبح أكثر قدرة على إنجاز العديد من المهام التي تتطلب التفكير والانتباه.

تحسين الأداء الأكاديمي: المزيد من النجاح

التعليم ثنائي اللغة له تأثيرات إيجابية ملحوظة في المستوى الأكاديمي للأطفال، إذ إنّ الطلاب الذين يتعلمون بلغتين يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل في المواد الدراسية، مثل الرياضيات، والعلوم، حيث يعتاد هؤلاء الطلاب على التعامل مع أفكار ومفاهيم معقدة بطريقة متعددة الأبعاد، إلى جانب قدرتهم على معالجة المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة مقارنة بغيرهم.

تحسين وظائف الدماغ:  تعدد اللغات جسرٌ للإبداع

يُحفّز التعليم ثنائي اللغة مراكز اللغة في دماغ الأطفال، مما يعزز قدرتهم على التواصل والتعبير بدقة، فضلاً عن ذلك يحتاج الأطفال إلى تذكر المفردات والقواعد التعليمية المختلفة، مما يُقوّي ذاكرتهم العاملة، التي تُستخدم لتخزين المعلومات مؤقتاً، ويُحسّن من قدرتهم على استرجاع المعلومات، والتمكّن من حفظ العديد من المصطلحات والأسماء بشكل أكبر، وبالتالي فإنّ هذا التحدي الذهني ينعكس إيجاباً على جميع جوانب التعلم، مما يسهم في تطوير مهارات الطفل الأكاديمية والعملية.


كما أنّ هذا التعليم يُحسّن مركز القيادة في الدماغ؛ نتيجةً لحاجة الطفل إلى أداء مهام تتطلب جهداً عقلياً كبيراً، مثل تحويل الانتباه من شيء إلى آخر، والاحتفاظ بالمفردات في الدماغ، واختيار الوقت المناسب لاستخدامها، ومن ناحية أخرى تَبيّن أنّ التعليم ثنائي اللغة أداة قوية تُسهم في توسيع المخزون الإدراكي لدى الطفل، مما يؤثر على المدى البعيد في قدرته على حل المشكلات.

تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية: تقويةٌ للروابط الإنسانية

يُتيح التعليم ثنائي اللغة للأطفال فرصة التفاعل مع مجموعة متنوعة من الأصدقاء من خلفيات ثقافية مختلفة، مما يُعزز من التعاطف وفهم مشاعر الآخرين، ويُقوي الروابط الاجتماعية، ويُظهر لهم أهمية التواصل الفعال مع من حولهم، وبشكل تلقائي يكتسب الطفل قدرات اجتماعية، وتُصبح ثقته بنفسه عالية، فيما يخص المشاركة في المواقف الاجتماعية.

التمكن من تعدد المهام: الموازنة ما بين الأولويات والمهام الشخصية

إنّ التعليم ثنائي اللغة يجعل الطفل معتاداً على التبديل بين لغتين عند التحدث أو التفكير، وهذه الممارسة المستمرة تساعد على تطوير قدرة عقلية فريدة، تتيح له الانتقال بين المهام المختلفة بسرعة وكفاءة، فمثلاً يمكنه الانتقال بسهولة من حل مسائل رياضية إلى قراءة نص في اللغة الثانية دون الشعور بالإرهاق الذهني.


كما يتطلب هذا التعليم من الطفل تنظيم أفكاره ومعلوماته بطريقة فعّالة، لتفادي الخلط بين اللغتين، لذا فالأطفال الذين يتعلمون بلغتين يميلون إلى أن يكونوا أكثر كفاءة في تنظيم مهامهم الشخصية والأكاديمية، حيث يصبحون قادرين على التبديل بين المهام بسهولة أكبر، مما يُزيد من إنتاجيتهم، وفعاليتهم على مختلف الأصعدة والمستويات.



في الختام، يمكن القول إن التعليم ثنائي اللغة يمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل الأطفال، إذ تتسع مداركهم وتزداد قدرتهم على التفكير بشكل أعمق وأكثر تنوعاً، وتوفّر لهم هذه التجربة أيضاً أدوات للتكيف مع تحديات العالم الحديث، الذي يتطلب تواصلاً متعدد الثقافات واللغات، وهذا يعني تمتُّع الأطفال بفرص أكبر لتطوير شخصياتهم، وتحقيق النجاح في مستقبلهم المهني والشخصي.

 

 المراجع


 [1] soeonline.american.edu, The Benefits of Bilingual Education and Its Impact on Student Learning and Growth
 [2] faacademy.org, What is a Bilingual School and How Does it Work?
 [3] lallianceny.org, 6 Benefits of Bilingual Education for Your Child
 [4] nordangliaeducation.com, The Benefits of Bilingual Education
 [5] canr.msu.edu, Advantages of a bilingual brain

October 26, 2024 / 4:16 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.