جار التحميل...
وتُؤثِّر مقاطعة الحديث باستمرار سلباً في العلاقات الشخصية والمهنية؛ ممّا يُبرز أهمّية الاستماع الجيِّد، واحترام آراء الآخرين؛ لضمان تواصُل فعّال ومُثمِر؛ لذا، لا بُدّ من اعتماد طرق ذكية ومَرِنة؛ لمنعهم من مقاطعة الحديث، أو قطع تسلسل الأفكار أثناء التعبير عنها، بلباقة ودون إحراج، ومنها ما يأتي:
في بعض الأحيان، قد لا يتطلَّب الأمر الشعور بالغضب أو اتِّخاذ أيّ إجراء، وخاصَّة عندما تحدث المقاطعة لمرَّة واحدة دون تكرار مزعج، وهنا، يمكن الاكتفاء بأخذ نفس عميق، وتجاوز الموقف بهدوء وبساطة؛ ممّا يُسهِم في الحفاظ على جوّ الحِوار، ويفتح المجال لمزيد من الفهم والتواصل.
لا بُدّ من تذكير النفس بضرورة افتراض حُسن النيَّة؛ إذ قد لا يدرك بعض الأشخاص تأثير تصرُّفاتهم حتى وإن كانت دون قصد، ولا بُدّ أيضاً من فهم الأسباب التي تدفعهم إلى مقاطعة الحديث؛ كالشُّعور بالحماس الشديد، أو الرغبة في المشاركة وإظهار الاهتمام بالموضوع، أو الشُّعور بالحاجة المُلِحَّة إلى إضافة معلومة أو فكرة مُهِمَّة لا تحتمل التأجيل، أو تصحيح خطأ في معلومة سابقة.
بالإضافة إلى أنّ بعض الأشخاص قد يُقاطِعون الحديث؛ لأنَّهم يُعانون سرعة نسيان الأفكار التي يرغبون في طرحها؛ أي إن لم يطرحوها الآن، فإنَّهم لن يكونوا قادرين على تذكُّرها لاحقاً.
ويجدر التنويه هنا إلى أنّ إدراك هذه الأسباب وفهمها يُسهِم في خلق بيئة حِوار أكثر تفهُّماً؛ ممّا يُعزِّز جودة التواصل بين الطرفَين.
سواء في اجتماع عمل، أو أثناء عرض نتائج دراسة مُعيَّنة، أو عند طرح موضوع للنقاش، لا بُدّ من تحديد الأولويات والتوقُّعات؛ تبعاً لعدد الأفكار المطروحة، ونوعية الأشخاص المشاركين؛ إذ يمكن توضيح خُطَّة سَير النقاش منذ البداية، مع إبلاغ الحاضرين بأنّ فتح باب النقاش والأسئلة والمُقترحات، سيكون مباشرة بعد الانتهاء من عرض خمس أفكار رئيسة -مثلاً-.
وهذه الخطوة من شأنها أن تُسهِم في تعزيز الاستماع الجيِّد، وتمكين الحاضرين من تدوين أسئلتهم؛ لطرحها في الوقت المُخصَّص؛ ممّا يُسهِم في خلق بيئة حوار فعّالة ومُنظَّمة.
قبل محاسبة الشخص الذي يقاطع الحديث، على المُتحدِّث أن يُراجع أسلوبه في التواصل؛ إذ قد يكون من الأشخاص الذين يُطيلون الحديث إلى درجة الملل، أو يأخذون وقتاً طويلاً من الجلسة دون إتاحة الفُرصة الكافية للآخرين للمشاركة؛ ممّا يدفعهم إلى المُقاطعة من حين إلى آخر.
من أكثر الطرق اللَّبِقة للتعامل مع مقاطعة الحديث التوقُّف للحظات عن الكلام، وإتاحة فرصة للصمت، ثمّ توجيه طلب مباشر يتعلَّق بالحاجة إلى إكمال الفكرة، باستخدام عبارات مُهذَّبة، مثل: "هل يمكنني أن أكمل فكرتي أوّلاً؟"، أو "هذا جميل، يمكننا مناقشة ذلك لاحقاً"، أو "اسمح لي بأن أُوضِّح فكرتي، وبعدها سأكون سعيداً بالاستماع لمداخلتك".
وهذه الطريقة لا تساعد فقط في استعادة السيطرة على الحديث، بل تعكس أيضاً احترام وجهات نظر الآخرين؛ إذ يمكن باستخدام مثل هذه العبارات تعزيز الحِوار الفعّال، وتحقيق توازن أفضل في المناقشات.
في بعض الأحيان، قد نضطرّ إلى التعامل مع أشخاص يُبالغون في التدخُّل، ويُكرِّرون مقاطعة الحديث بصورة مُزعِجة، حتى لو جرى تنبيههم بلباقة، وهنا، يُنصَح بعدم التوقُّف عن الكلام، والمُضِيّ قُدُماً في الحديث، مع تجاهل تامّ لمُحاولات المقاطعة، ويمكن أيضاً استخدام عبارات قصيرة، مثل: "لحظة واحدة"، أو "دقيقة"؛ للتأكيد على الحاجة إلى إكمال الفكرة المطروحة مباشرة.
وتساعد هذه الاستراتيجية في الحفاظ على سَير الحِوار، وتعزيز قوَّة الموقف؛ ممّا يُمكِّن المُتحدِّث من إيصال أفكاره بوضوح وثقة، حتى لو كانت المُقاطَعات مُتكرِّرة.
يمكن أحياناً استخدام التواصل غير اللفظي بدلاً من التواصل اللفظي؛ للتعامل مع الشخص الذي يُقاطِع الحديث، وتخفيف حِدَّة المُقاطَعات.
ويمكن استخدام التواصل غير اللفظيّ عندما يُحاول شخص ما قَطع الحديث برفع اليد -مثلاً-؛ للإشارة إلى الرغبة في إكمال الحديث، أو بالإيماء؛ لطلب الانتظار بعض الوقت، ويُشار إلى أنّ هذه الطريقة تُسهِم في الحفاظ على تدفُّق الحِوار بسلاسة، وهي تُعبِّر عن الرغبة في الاستمرار دون الحاجة إلى الكلمات؛ ممّا قد يُقلِّل التوتُّر بين الطرفَين.
المراجع
[1] themuse.com, 5 Polite Ways to Deal With People Who Not-So-Politely Keep Interrupting You
[2] indeed.com, 11 Ways To Handle Someone Who Cuts You off in a Conversation
[3] verywellmind.com, Understanding the Psychology of Interrupting