جار التحميل...
في ما يأتي أبرز الطرق الفعالة في التعامل مع الطفل الذي يلجأ باستمرار إلى سلوك العَضّ:
للتعامُل مع سلوك العضّ، ينبغي أن يفهم الأهل الأسباب التي تدفع الطفل إلى هذا التصرُّف؛ إذ تُوجَد عوامل عِدَّة تؤدّي إلى استخدامه العَضّ في سلوكه، مثل: محاولة جَذب الانتباه، أو الفضول لمعرفة نتائج العضّ وتأثيره، أو التعبير عن مشاعره؛ كالغضب، والإحباط، والخوف، وقد يكون العَضّ وسيلة للدفاع عن النفس أيضاً، أو تعبيراً عن الرغبة في الإحساس بالقُوّة والسيطرة؛ ممّا يعني أنّ لفهم الدافع وراء سلوك العَضّ دوراً كبيراً في تحديد طريقة التعامل معه.
على الأهل التعامل بحزم ووضوح، مع الحفاظ على الهدوء التامّ، عندما يلجأ الطفل إلى العَضّ، ويمكنهم استخدام عبارات بسيطة ومباشرة، مثل: "العَضّ يُؤلِم"، أو "لا تَعُضّ"، أو "توقَّف عن العَضّ".
ومن المُهِمّ أيضاً توضيح أنّ العَضّ سُلوك غير مقبول، ويُسبِّب الانزعاج والألم للآخرين؛ ممّا يساعد الطفل في فهم العواقب المُترتِّبة على هذا السلوك.
في مراحل مُعيَّنة، ينبغي أن يتعلَّم الطفل كيفيَّة التعبير عن مشاعره وأفكاره ورغباته بالكلام، بدلاً من اللجوء إلى سلوكات أخرى، مثل: العَضّ عند الغضب أو الاحتجاج على أمر ما؛ بالتحفيز والتذكير المُستمِرّ، مثل: "أخبِر أختك أنّك ستُعطيها اللعبة فَور انتهائك منها"، أو "يمكنك أن تُخبر صديقك أنّه أزعجك بهذا التصرُّف"، مع ضرورة تعزيز السلوك الإيجابي عندما يبدأ الطفل بالتعبير عن مشاعره واحتياجاته بالكلام بعد أن كان يلجأ إلى العَضّ.
لا بُدّ من الاهتمام بالشخص الآخر الذي عضَّه الطفل، والذي غالباً ما يكون طفلاً آخر؛ إذ ينبغي تهدئته، ومُواساته، والاهتمام بمكان الألم، وتعقيمه، بحضور الطفل الذي عَضَّه؛ كي يتعلَّم أنّ العَضّ مُؤلِم، وقد يكون خطيراً أحياناً، مع السماح له بالاعتذار، أو تقديم المواساة؛ ممّا يُعزِّز شُعوره بالتعاطُف والمسؤولية.
ينبغي أن يشعر الطفل بأنَّه مَحطّ اهتمام مَن حوله، وهذا يتحقَّق بتخصيص وقت كافٍ للأنشطة المشتركة، مثل: اللعب، والقراءة؛ إذ تُعزِّز هذه اللحظات الروابط العائلية، وتُشعر الطفل بالحُبّ والاهتمام؛ ممّا يُقلِّل احتمالية ممارسته سلوك العَضّ لجذب الانتباه.
أحياناً يكون العَضّ من السلوكات غير الإرادية التي يلجأ إليها الأطفال الرُّضَّع في مرحلة التسنين؛ لتخفيف آلام اللثة، وفي هذه الحالة، يُنصَح بإعطاء الطفل منشفة باردة، أو حلقة مُخصَّصة للعَضّ الآمِن دون إيذاء نفسه، أو الآخرين.
بعد مراقبة الطفل، وتحديد المواقف التي قد تدفعه إلى العَضّ، يمكن تقليل احتماليَّة التعرُّض لبعض المواقف، أو التواجد في بعض الأماكن، مثل: المواقف التي يصبح فيها الطفل سريع الانفعال، أو الأماكن التي يتواجد فيها أطفال آخرون يُسيئون التصرُّف معه؛ للحيلولة دون انتهاج الطفل سلوك العَضّ.
ولا بُدّ من ضمان تلبية احتياجات الطفل جميعها، بما فيها حصوله على وقت للقيلولة في أوقات مُحدَّدة، أو وجبة طعام مُشبِعة قبل الخروج من المنزل، مع ضرورة تحضير وجبات خفيفة للطفل يتناولها خلال اليوم؛ لتجنُّب نوبات الغضب التي قد تحدث عندما يشعر بالجوع.
المراجع
[1] naeyc.org, Understanding and Responding to Children Who Bite
[2] kidshealth.org, Biting
[3] webmd.com, How to Stop Your Child From Biting