جار التحميل...
توصَّلت عمليات البحث والتنقيب عن الآثار التي أُجرِيت في "جبل الفاية" الذي يقع على بُعد 50 كيلومتراً شرقيّ مدينة الشارقة، إلى وجود أوّل آثار للتاريخ البشري المُبكِّر في المنطقة، وهي تُعَدّ دليلاً على بدء الاستيطان البشري في الإمارات العربية المتحدة في توقيت يُقدَّر بنحو خمسة وثمانين ألف عام قبل الميلاد.
وأشارت أعمال الحفر والتنقيب التي جَرَت في خمسينيات القرن الماضي إلى أنّ العديد من القِطَع الأثرية التي عُثِر عليها في المنطقة يعود تاريخها إلى العصر الحجري؛ ممّا جعل موقع جبل الفاية في إمارة الشارقة حجر الأساس في أبحاث العصر الحجري القديم في شبه الجزيرة العربية، وقد وُضِعَت هذه القِطَع الأثرية في "متحف الشارقة للآثار"، ويُمكن للزُّوّار مشاهدتها عند زيارته.
أكدت عمليات الحفر التي جرت في المنطقة أنّ مجموعات من البدو الرُحَّل سكنوا في إمارة الشارقة قبل سبعة آلاف عام، وكانوا يقومون بأنشطة متنوعة فيها، مثل الرعي والصيد، حيث ساعد مناخ المنطقة المعتدل ومعدل هطول الأمطار المُتزايد فيها بجعلها مكاناً مناسباً للعيش والاستقرار، وبناء مجتمعاتٍ بدويةٍ مزدهرة.
عُرِفَت قبيلة القواسم العربية العريقة منذ عام 1720 بوصفها كُبرى القُوى الحاكمة في منطقة الخليج، وهم أجداد حُكّام إمارة الشارقة وإمارة رأس الخيمة في الوقت الحالي؛ إذ تمكَّن القواسم آنذاك من تَولّي حُكم مناطق عديدة، مثل: شبه جزيرة مسندم، ومدينة بندر لنجة، ومدينة بندر عباس، وغيرها من المُدُن المُطِلّة على الساحل الشمالي للخليج العربي.
ونتيجةً لذلك، أصبحت الشارقة الميناء البحري الأكثر أهمّية في الخليج العربي، وجعل القواسم منها كُبرى القوى البحرية في المنطقة؛ فازدهرت فيها مجموعة من الأنشطة المُهِمَّة؛ كصُنع المراكب البحرية، وصَيد الأسماك، والتجارة، وصناعة اللؤلؤ التي كانت صناعة مُهِمَّة للغاية.
بُنِيَت "المدرسة التيمية" في إمارة الشارقة عام 1907 تقريباً؛ لتدريس الطلبة التعاليم الإسلامية، وهي أوّل مدرسة يجري إنشاؤها في دولة الإمارات العربية المتحدة على الإطلاق، وفي عام 1932، وفي سابقة فريدة من نوعها، أُنشِئ "المطار الدولي" الأوّل لدولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة الشارقة؛ إذ تُعَدّ إمارة الشارقة أوّل إمارة جرى إنشاء مطار فيها على مستوى الخليج بأكمله.
أمّا في عام 1933، فقد أُنشِئَت أوّل مكتبة في دولة الإمارات وهي "مكتبة التيمية"، وبعدها أُنشِئَت العديد من المستشفيات، والمدارس، والاتِّصالات الحديثة في إمارة الشارقة، بما في ذلك "مستشفى سارة هوسمان"؛ وهو أوّل مستشفى للتوليد في إمارة الشارقة، ثمّ أُسِّس أوّل "مكتب بريدي".
أُسِّس اتِّحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، وأصبحت إمارة الشارقة جزءاً من هذا الاتِّحاد، إلى جانب خمس إمارات أخرى، وهي: إمارة أبوظبي، وإمارة دبي، وإمارة عجمان، وإمارة الفجيرة، وإمارة أم القيوين، وبعد عام من تأسيس الاتِّحاد، انضمَّت إمارة رأس الخيمة إليه أيضاً، ليصبح عدد إمارات الاتِّحاد سبع إمارات.
كان صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، قد تولَّى في 25 يناير 1972 حكم إمارة الشارقة العريقة، وقد احتلَّ سُمُوّه بذلك المرتبة الثامنة عشر بين الحُكّام القواسم الذين حكموا إمارة الشارقة منذ عام 1600 للميلاد، وحتى وقتنا الحالي.
في العام نفسه الذي تولَّى فيه صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، منصبه في حُكم إمارة الشارقة؛ اكتُشِف وجود النفط في الإمارة، وجرى استخراجه من "حقل مبارك" بنجاح، علماً بأنّ الشحنة الأولى منه كانت قد صُدِّرت في عام 1974.
في عام 1998، وبتوجيه من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة؛ أُسِّست المدينة الجامعية في إمارة الشارقة، والتي كانت وما تزال حتى يومنا الحالي صرحاً تعليمياً رائداً؛ إذ تُوفِّر أسلوب حياة مُستَداماً، وتعليماً ذا جودة عالية لمُرتاديها وطُلّابها، وهي تضمّ عدداً من الجامعات المُعتمَدة، مثل: جامعة الشارقة، والجامعة الأميركية، وجامعة كلباء، وجامعة خورفكان، وغيرها.
حازت إمارة الشارقة على الكثير من الألقاب المُهِمَّة التي ارتقت بمكانتها الثقافية المُهِمّة بين دُوَل العالَم أجمع؛ إذ أعلنت مُنظَّمة اليونسكو إمارة الشارقة "عاصمةً للثقافة العربية" في عام 1998، ثمّ حازت لقب "عاصمة الثقافة الإسلامية" في عام 2014، أمّا في العام 2015، فقد فازت بلقب "عاصمة السياحة العربية".
وتمكَّنت الإمارة أيضاً من الفوز بلقب "العاصمة العالمية للكتاب" في عام 2019م؛ بفضل رُؤى صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وتوجيهاته.
وختاماً، حقَّقت إمارة الشارقة خلال تاريخها العريق وحتى يومنا هذا عدداً كبيراً من الإنجازات التي يَصعُبُ حصرها؛ فكانت أوّل إمارة تُتيح للمرأة إمكانيّة التعليم في عام 1942، وفيها أُسِّست أوّل مَحطّة للحاويات في منطقة الخليج والشرق الأوسط بأكمله عام 1975.
وأُنشِئ في الإمارة أيضاً أوّل طَيران اقتصادي في الشرق الأوسط عام 2003، وغيرها من الإنجازات المُهِمَّة، وما زالت الإمارة سَبّاقة إلى كلّ ما هو مُميَّز ورِياديّ في المجالات كلِّها، وعلى الأصعدة كافَّة.
المراجع
[1] visitsharjah.com, عن الشارقة
[2] sgmb.ae, التاريخ
[3] sgmb.ae, الحقائق
[4] u.ae, إمارة الشارقة
[5] mofa.gov.ae,دولة الإمارات العربية المتحدة
[6] alqasimia.ac.ae,تعرف على الشارقة