قصة عَلم دولة الإمارات العربية المتحدة

من فكرة إلى رمز وطني: قصة عَلم دولة الإمارات

قبل إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو الشَّهرَين، أعلن الديوان الأميري في إمارة أبو ظبي عبر صحيفة الاتِّحاد عن مسابقة لتصميم علم الدولة، وقُدِّم حينها نحو 1030 تصميماً، ستَّة منها كانت لعبد الله محمد المعينة الذي يُعَدّ صاحب التصميم الفائز.

وفي الثاني من ديسمبر عام 1971م، رفع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيَّب الله ثراه" بعد انتخابه رئيساً للدولة علم دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت هذه هي المَرّة الأولى التي يُرفَع فيها العلم؛ إذ رُفِع على السارية الموجودة في قصر الجميرة في إمارة دبي، وأطلقت المدفعية بالتزامُن مع هذه المناسبة تحيَّةً ذات إحدى وعشرين طلقة.

ومن هنا، أُعلِن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت دولةً ذات سيادة، وجزءاً مُهِمّاً من الوطن العربي، تهدف إلى الحفاظ على استقلالها، وأمنِها، وسيادتها، وتصُدّ أيّ عُدوان على كيانها، وتمنح شعبها حقوقه وحُرّياته، ويُشار في هذا الصَّدد إلى أنّ الدولة تمكَّنت من إنشاء تعاوُنات عديدة مع مُنظَّمات عربية ودولية، وسارت على أُسُس ميثاق الجامعة العربية، وميثاق الأمم المتحدة، والأعراف الدولية.

وجديرٌ بالذِّكر أنّ الأحداث في ذلك التاريخ لم تقتصر على رفع العلم، بل جرى فيه أيضاً انتخاب رئيس الاتِّحاد، ونائبه، في اجتماع لأصحاب السُّمُوّ حُكّام الإمارات.

يُرفَع علم دولة الإمارات بفخر فوق المباني الرسمية الحكومية، والمؤسسات، وأمام الفنادق، وفي المطارات، والموانئ البَرّية، والبحرية، وفوق الأندية، وتتزيَّن به المؤسسات التعليمية؛ كالمدارس، والجامعات، ويُرفَع العلم الإماراتي أيضاً فوق سَفارات الدُّول جميعها، وفي المناسبات الوطنية، والدينية، والاجتماعية، وغيرها؛ سواء أكانت على المستوى المحلّي، أم الدولي؛ تعبيراً عن عِزَّة الدولة، والانتماء إليها، والاعتزاز بالهوية الوطنية.

تفاصيل عَلم دولة الإمارات: ألوان ومَعانٍ ودِقَّة في التصميم

يأخذ عَلَم دولة الإمارات العربية شكل المُستَطيل، ويبلغ طوله ضِعف عَرضه، ويُقسَم إلى أربعة أقسام مستطيلة؛ إذ يكون المستطيل الأحمر فيه رأسيّاً ومُجاوراً للسارية بطول يمتدّ ليُساوي عَرض العَلَم، بينما يُشكِّل عرضه الأفقي رُبع طول العَلَم، أمّا الأجزاء المُتبقِّية، فتُمثِّل ثلاثة مستطيلات أُفقية ومُتساوية في المساحة، أعلاها هو الأخضر، ثمّ الأبيض يليه الأسود.

ويضمّ عَلَم دولة الإمارات أربعة ألوان، هي: اللون الأخضر الذي يُشير إلى الازدهار، والتطوُّر، والتنمية، والنهضة، والأمل، والفرح، والحُبّ، واللون الأبيض الذي يُمثِّل العطاء، وبذل الخير، وتحقيق السلام، واللون الأسود الذي يدلّ على قُوَّة أبناء الوطن، وشِدَّتهم ضِدّ الأعداء، بينما يُشير اللون الأحمر إلى التضحيات التي يُقدِّمها أبناء الشعب؛ لحماية الوطن بدمائهم.

الثالث من نوفمبر: يوم العَلم يُجسِّد الانتماء والوحدة الوطنية

يحتفل شعب دولة الإمارات، وقادتها، والمُقيمون فيها، بيوم العَلَم في الثالث من نوفمبر في كلّ عام، وفيه تُرفَع الأعلام على المباني، والمرافق، والمُؤسَّسات، في أنحاء الدولة كلِّها؛ كتعبير عن الانتماء العميق للوطن، والولاء له، ولقيادته الحكيمة، ويُعبِّر هذا الاحتفال أيضاً عن مظاهر الترابط والوحدة بين أبناء الوطن؛ لتجمُّعهم تحت راية واحدة تُعبِّر عن اعتزازهم بوطنهم.

ويرمز علم دولة الإمارات إلى مجموعة واسعة من القِيَم الجوهرية، وهي: الوحدة الوطنية التي تضمن عمل أفراد المجتمع الإماراتي بأطيافه كافَّة، والاتِّحاد؛ لخدمة الوطن، ورفع رايته؛ تأكيداً على أنّ عَلَم الدولة الاتِّحادية يُجسِّد الهوية الأساسية للدولة، والرمز الذي يُعبِّر عن وحدة دولة الإمارات، وتماسكها، والسلام الذي يُشير إلى التعايُش السلمي والتعاون بين أفراد المجتمع، بمن فيهم المُواطِنون والمُقيمون على أرض الدولة في وطن واحد يرمز إلى تماسُك الشعب، وولائه للقادة، وحُبّه للوطن، والتسامح مع الأجناس جميعها على اختلافها.

ويعكس العَلَم أيضاً قيمة الاستقلالية التي هي أساس القوَّة، والوحدة، والعِزَّة، ويُشير إلى قِيَم السِّيادة على الأرض، وفي البحر، والجَوّ، ويُعزِّز قيمة العِزّة التي تحفظ الوطن من المَهانة، إضافة إلى إبرازه قِيَم الرِّفعة، والفخر، والحُرّية.

المراجع

[1] mcy.gov.ae, عن يوم العلم
[2] freejna.dewa.gov.ae, قصة علم  دولة الإمارات العربية المتحدة
[3] moe.gov.ae, دليل علم دولة الإمارات العربية المتحدة والصور الرسمية
[4] mofa.gov.ae, حقائق وأرقام حول دولة الإمارات العربية المتحدة