جار التحميل...
الشارقة 24:
كشفت مؤسسة الشارقة للفنون، عن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة ضمن الدورة السابعة من منصة الشارقة للأفلام، وهم: سليم أبو جبل عن فيلمه «يسرى»، وفاطمة وردي عن فيلمها «مسك أبيض»، وبسمة الشريف عن فيلمها «دائرة الصباح»، حيث تبلغ قيمتها 120 ألف درهم إماراتي، سيتم توزيعها على الفائزين.
كما ستمنح المؤسسة، بالشراكة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون (أدماف)، مبلغ 25 ألف درهم إماراتي للمخرجة هناء كاظم لإنتاج فيلمها «ياثوم» ضمن المنحة المخصصة لصناع السينما الإماراتيين، وستقدم العروض الأولى لهذه الأفلام ضمن الدورات المقبلة من المنصة.
وفي هذا السياق، أوضحت الشيخة نوار القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، أن منحة إنتاج الأفلام القصيرة والمتاحة لصناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، تعكس التزامنا بدعم السينما المستقلة والتجريبية عبر منصة الشارقة للأفلام، مضيفة نحن فخورون بشراكتنا هذا العام مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، لتقديم الدعم للمخرجين الإماراتيين الصاعدين، وخلق مساحة لهم لتقديم إبداعاتهم ورعايتها وتطويرها بما يثري الصناعة السينمائية المحلية.
من جهتها، أشارت سعادة هدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إلى الدور الرائد الذي تؤديه منصة الشارقة للأفلام في بناء المهارات الاحترافية بمجال الإنتاج السينمائي، وأهمية منحة إنتاج الأفلام القصيرة في تعزيز استدامة نهضة الفنون والصناعات الإبداعية في الإمارات من خلال دعم صنّاع الأفلام، معتبرةً أنّ المنحة بالشراكة مع مؤسسة الشارقة للفنون، تبني القدرات الإبداعية وتحفّز طموح المخرجين الإماراتيين في العالمية والتنافسية في صناعة محتوى جاذب للجمهور المحلي والدولي.
يروي فيلم هناء كاظم «ياثوم»، معاناة طالبة الطب ليلى البالغة 19 سنة بعد نجاتها من حادث مميت أودى بحياة أبيها وأخيها، حيث يتراءى لها ويطاردها شكلٌ يشبه الظل، وفي إحدى الليالي، تعاني من شلل النوم، وتمر بحالة ذهنية متقلبة يمتزج فيها الكابوس مع العالم الواعي، فتخوض مواقف مختلفة حتى تواجه نفسها في فراغ ملون يحاكي المرآة، ويُنتج الفيلم بدعم من مؤسسة الشارقة للفنون ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ووزارة الثقافة والشباب في الإمارات العربية المتحدة.
أما فيلم «يسرى» لسليم أبو جبل، فيحكي عن يسرى التي تنضم إلى عالمة الآثار البريطانية دوروثي غارود للتنقيب في أحد الكهوف الفلسطينية خلال الثلاثينيات، ومع تصاعد العداء بين الإنجليز والفلسطينيين، تثبت يسرى موهبتها من خلال اكتشافها ضرساً في موقع التنقيب، مما مهّد الطريق أمام الفريق لاكتشاف هيكل عظمي كامل لإنسان نياندرتال، إلا أن التغطية الصحافية التي رافقت هذا الاكتشاف المهم اكتفت بذكر غارود، متجاهلةً يسرى التي أدى اكتشافها إلى العثور على بقية الرفات، ويُنتج الفيلم بدعم من شركة "هيسن فيلم أند ميدين".
فيما يركز «مسك أبيض» لفاطمة وردي، بفصوله الثلاثة على علاقة المراهقة هبة المعقدة بوالدتها المريضة ثريا، حيث تسعى هبة بعد وفاة والدتها إلى استيعاب خسارتها عن طريق تنفيذ طقوس «غسل الميت»، لكنها تشعر بالذنب بعد نسيانها عطر أمها المفضل، لينتهي الفيلم بسلسلة من الأحلام التي تلتقي فيها هبة بنسخة معافاة من ثريا، في لقاء سريالي يمنحها شعوراً بالرضا، ويُنتج الفيلم بدعم من جامعة تكساس في أوستن، والصندوق الإسلامي للمنح الدراسية، ورابطة أوستن السينمائية.
ويقدم فيلم «دائرة الصباح» لبسمة الشريف، نقداً للهيمنة الثقافية الغربية، عبر استكشاف معنى الفقدان، من خلال الجمع بين تجربتين، تتناول الأولى مراحل القلق الأولية عندما ينفصل مقدم رعاية عن طفل في الحضانة، في حين تتمحور الثانية حول القلق المرتبط بالاندماج في دولة جديدة عندما لا يكون الوطن الأصلي صالحاً للعيش، ويُنتج بتكليف من مؤسسة فيغا، وبدعم من مؤسسة "دي آبل وغوايرتلر".
في عام 2018، كتبت هناء كاظم وأخرجت فيلم الرعب القصير «مكر» الذي عُرض في العديد من المهرجانات المرموقة، بما في ذلك مهرجان «فانتاستيك فيست» ومهرجان «فرايت فيست»، وسرعان ما حقق الفيلم نصف مليون مشاهدة على منصة «ألتر»، وعُرض على منصة «شورت أوف ذي ويك».
وفي عام 2022، أسست كاظم شركة «وسواس» للترفيه في الشارقة، وكتبت وأخرجت منذ ذلك الحين الحلقة التجريبية من مسلسل الرعب «كابوس» (2023) على منصة «ستارز بلاي» العربية.
بعد توليه مناصب عديدة في القطاع السينمائي، بما في ذلك مدير اختيار الممثلين، اشتهر أبو جبل بتجربته الإخراجية الأولى «روشميا» وحصوله على جوائز عالمية، حيث عُرض الفيلم في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، ومهرجان دبي السينمائي الدولي والعديد من المهرجانات الأخرى.
وحصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في دبي، وأفضل فيلم وثائقي من مهرجان «ميدفيلم» في روما، و11 جائزة أخرى من عدة مهرجانات سينمائية عربية ودولية.
وتتضمن الأفلام الوثائقية القصيرة التي أخرجها أبو جبل: «بعد ثماني سنوات» (2019)، «لغة اللوز» (2011)، كما أنتج بعض الأفلام مثل «فلسطين 87» (2011) للمخرج بلال الخطيب، وفيلم «تشريح الحب» (2021) للمخرج رياض دعيس.
تستكشف المخرجة البريطانية من أصول سودانية فاطمة وردي طبيعة الوجود الإفريقي في دول الشتات، وتركز على دور النزوح في تعزيز الروابط مع المجتمع والانفصال عنه في حياة المهاجرين اليومية.
بدأت وردي مسيرتها كصحافية إذاعية في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن، ثم عملت منتجاً مساعداً في وحدة الأفلام الوثائقية التابعة لاستوديوهات هيئة الإذاعة البريطانية.
تدرس في الوقت الحاضر، للحصول على ماجستير الفنون الجميلة من جامعة تكساس في أوستن، وحصلت على العديد من الزمالات التي تدعم تحصيلها العلمي مثل زمالة «بيغوت/بافتا» وجائزة "بافتا/فولبرايت".
حصلت بسمة الشريف على ماجستير الفنون الجميلة من جامعة إلينوي في شيكاغو (2007)، وشاركت في برنامج الفنان المقيم في مؤسسة أنطونيو راتي (2009)، وبرنامج الإقامة الفنية في جناح «نوفليز أو بي سي» في قصر طوكيو (2014-2015).
نالت جائزة لجنة التحكيم في بينالي الشارقة التاسع (2009)، وجائزة الفنون البصرية من مؤسسة بوتين (2010)، وبرنامج «متحالفون للتكليفات الفنية» في مفردات (2018).
شاركت كزميلة في برنامج منحة برلين للبحث الفني (2022-2023)، وترشحت لنيل جائزة أوير .(2024).
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون، طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة.
وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.
وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة لمجموعة من المقتنيات المتنامية.
كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
تأسست «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» عام 1996، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم المؤسسات الثقافية في منطقة الخليج والعالم العربي.
وتعنى المجموعة بدعم منجز الثقافة والفنون واستدامة التنمية الثقافية، عبر احتضان الإبداع والإسهام في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وتقدّم المجموعة طيفاً واسعاً من المبادرات منها مهرجان أبوظبي والعديد من المنصات الشبابية والبرامج المجتمعية التي تستقطب جماهير متنوعة، كما ترعى الإمكانات الإبداعية داخل الإمارات وخارجها بالتعاون مع كبريات المؤسسات الثقافية المحلية والعالمية.