جار التحميل...
وبناءً على ذلك تكمن أهداف المشاركة المجتمعية الأساسية وأهميتها فيما يأتي:
تهدف المشاركة المجتمعية (بالإنجليزية: Community Participation) إلى جمع وجهات النظر المختلفة، من أفراد المجتمع الذين يرغبون بالمشاركة في صنع القرار، إذ يتمكن الأفراد من خلال هذه المشاركة من التعبير عن آرائهم وأفكارهم، وبالتالي المساهمة في خلق قرارات أكثر شمولاً وتلبيةً لاحتياجاتهم.
وبذلك يتعاون المشاركون -السلطات وأفراد المجتمع- في تقاسم المسؤولية، وتحديد المشكلات وحلّها، وبناء رؤية جماعية لمستقبل المجتمع.
ويستخدم القائمون على المشاركة المجتمعية وسائل مختلفة، لحثّ الناس على التجمّع والمشاركة في مناقشة القضايا المهمّة التي يواجهها المجتمع، ومن أبرز هذه الوسائل: الاستفتاءات، والمؤتمرات الجماعية، ولجان استشارة المواطنين، واستطلاعات الرأي العام، والجلسات العامّة، وغيرها من الطرق التي تهدف إلى مشاركة أكبر عدد من الأفراد في حل هذه القضايا.
للمشاركة المجتمعية تأثير إيجابي كبير في الأفراد والمجتمع بأكمله، إذ تتمثل أهميته فيما يلي:
تعزّز المشاركة المجتمعية من مستوى المساءلة والشفافية لدى الجهات المسؤولة، من خلال جعل المجتمع أكثر قدرة على مراقبة وتقييم أداء هذه الجهات، وبدوره يُسهم تعزيز الدور الرقابي المجتمعي في تعزيز ثقة الأفراد بالمؤسسات والجهات المعنية.
كما يسهم إشراك الأفراد في صنع القرارات الخاصّة بمجتمعهم في تعزيز إدراك ما يحتاجه المجتمع بالفعل، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى التحسين.
تُسهم المشاركة المجتمعية في الحدّ من العزلة، وتعزيز انتماء الأفراد لمجتمعهم، عن طريق تمكينهم من التفاعل مع أشخاص آخرين يمتلكون الأهداف والاهتمامات نفسها، وهو ما يُشعرهم بوجود ارتباطٍ وثيق بالمجتمع أو بالمجموعة التي ينتمون إليها، وهذا بدوره يعكس الشعور بالانتماء، بالإضافة إلى العديد من الفوائد النفسية للأفراد.
تسهم المشاركة المجتمعية في تعزيز التفاعل بين مختلف الفئات الاجتماعية، ممّا يؤدّي إلى تعزيز الروابط بينها، وتبادل الدعم العاطفي، بالإضافة إلى فتح فرص للتعاون ومشاركة الخبرات، لبناء مجتمع أكثر تماسكاً واستقراراً، كذلك تحسين التطوّر والنمو على المستوى الشخصي.
تتضمّن المشاركة المجتمعية تبنّي نظام أكثر عدالة، إذ تنصّ على الأخذ برأي كافّة فئات المجتمع، بما في ذلك الأقليات، والأطفال، وكبار السن، وذوو الإعاقة، وبهذا سيستفيد المجتمع من آرائهم من جهة، وسيشعرون بقيمتهم الحقيقية، وأهميتهم في تحقيق الأهداف المجتمعية من جهة أخرى.
إنّ معرفة السكان المحليين ما يُناسبهم وما لا يُناسبهم من شأنه جعل القرارات الصادرة أكثر حكمة وتحديداً، كما أنّ اختيارهم حلولاً للمشكلات المجتمعية الموجودة سيجري بشكلٍ أكثر سهولة؛ لأنّ من يأخذ القرار سيكون -في الغالب- مدركاً للمشكلة وفاهماً لها، وعلى علمٍ بتلك الحلول التي تُلائم المجتمع أكثر، مع تأكيد أنّ عملية إيجاد الحلول يجب أن تكون بالتعاون مع الخبراء أو الجهات المختصة لتحقيق نتائج أفضل.
تُسهم المشاركة المجتمعية في تقليل التوتر، وتعزيز احترام الذات، وتحسين الصحّة العقلية عموماً، بسبب قضاء الوقت في بحث القضايا المهمّة التي تمسّ كل الأفراد، والتي تُولّد شعوراً بتحقيق الأهداف والإنجاز من جهة، وشعوراً بالوفاء من جهةٍ أخرى، وينعكس هذا الأمر على تحسين جودة الحياة ككل.
وعلاوةً على ذلك، فإنّ الأشخاص الذين يشاركون في مجتمعهم غالباً ما يميلون أكثر إلى ممارسة سلوكيات صحّية، مثل تناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة، كما أنّ المشاركة المجتمعية تمنح ممارسيها صحة نفسية أفضل، نتيجة حصولهم على الدعم الاجتماعي، وتقليل الشعور بالوحدة، والعزلة الاجتماعية.
تُسهم المشاركة المجتمعية في تثقيف الأفراد، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، ممّا يمكّنهم من اكتساب المزيد من الخبرات القيّمة، وتوسعة الإدراك، وزيادة المعرفة في مجالات مختلفة ومتنوّعة، عن طريق البحث في القضايا المستهدفة بشكلٍ عميق وواسع وشامل، لضمان الخروج بأفضل قرار بشأنها.
المراجع
[1] planningtank.com, Community Participation | Types, Process & Facilitation
[2] open.edu, The advantages of community participation
[3] typeset.io, What are the advantages of participating in community?
[4] scopeaust.org.au, What is Social and Community Participation?
[5] africandevelopmentchoices.org, The importance of community participation in global development