جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الجامعات ركيزة التنمية

دور الجامعات في تطوير وتنمية المجتمع: مُحرك للتغيير

11 ديسمبر 2024 / 2:19 AM
دور الجامعات في تطوير وتنمية المجتمع_ مُحرك للتغيير
download-img
للجامعات دور مُهِمّ في تنمية المجتمع من النواحي جميعها؛ الاجتماعية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وغيرها، ويعتمد هذا التغيير أساساً على مدى تطوُّر النظام الأكاديميّ فيها، وانفتاحه على المجتمع؛ سواء في محتواه التفاعُليّ الذي يرتبط بقضايا المجتمع، أو في أسلوب تقديمه للطلبة.

ويتمثَّل دور الجامعة في تطور المجتمع وتقدمه؛ بوصفها مؤسَّسة تعليمية واجتماعية بما يأتي:

معالجة القضايا والمشكلات المجتمعية المختلفة

تتمثَّل الميزة الأولى التي تمتلكها الجامعات بقُوَّتها في حَشد الجُموع؛ بوصفها راعيةً لمجموعة واسعة من التخصُّصات الأكاديمية، فضلاً عن أنّها تضمّ مختلف الفِئات الطلّابية، وهذا يعني أنّ دعوتها إلى الشراكة أو الاجتماع ستلقى اهتماماً واسعاً من قِبَل المؤسسات والفئات المجتمعية المَعنيَّة التي تربطها مصالح وأهداف ورؤىً مشتركة، مثل: المنظمات الحكومية، والمجتمعية، والمؤسسات الخاصَّة، والمؤسسات الخيرية، والمدارس.


ويُعَدّ إنشاء مثل هذه الشراكات التعاونية فرصة مُهِمَّة لمناقشة التحدِّيات والفُرَص والقضايا الراهنة في المجتمع، وتجميع الموارد والمعارف والمهارات المُختلفة، فضلاً عن الخبرة الجَماعية، والاستفادة منها جميعها لإيجاد أفضل الحلول التي يُمكن أن تُحقِّق تنمية مجتمعية شاملة.


وعلاوةً على ذلك، يُعَدّ إعداد البحوث العلمية جزءاً مُهِمّاً من العملية الأكاديمية في الجامعات، وغالباً ما يدرس القضايا الأكثر رواجاً وتأثيراً في المجتمعات ويستهدفها؛ فيجمع المعلومات عن الموضوع مَحَلّ البحث، ويُحلِّلها، ويُفسِّرها وفق أساليب علمية منهجية مُحدَّدة، ثمّ يوجِد الحلول بشأنها، ومن الأمثلة على هذه البحوث: "دور الطاقة المُتجدِّدة في الحفاظ على التوازن المُناخيّ"، و"تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على الصحَّة العقلية للمراهقين"، وغيرها.


وفي مرحلة إعداد البحث؛ ولتعزيز تأثيره الإيجابيّ على المجتمع، يُمكن إشراك الأفراد في المحيط، أو المجموعات المحلّية؛ من خلال الاستعانة بهم في تحديد أسئلة البحث، أو جمع البيانات، أو إنشاء الحلول البحثية معاً؛ لضمان توافُقها مع أولويّات المجتمع واحتياجاته.

تلبية احتياجات سوق العمل 

تسدّ الجامعات الفجوة بين التخصُّصات الأكاديمية المطروحة للالتحاق بها، واحتياجات سوق العمل من هذه التخصُّصات؛ عبر دراسة السوق، ومعرفة المجالات الأكثر حاجة إلى التغطية والدراسة.


وتُقدِّم الجامعات التخصُّص للطلّاب بما يخدم الطالب وصاحب العمل على السَّواء مستقبلاً؛ لذا، تعتمد الجامعات -مثلاً- التدريب لدى الشركات، أو المدارس، أو المستشفيات، بوصفه جزءاً من الساعات المعتمدة، وشرطاً لإتمام مساقات مُعيَّنة، فضلاً عن تزويد الطلّاب بأيّ مهارات عملية أخرى تُمكِّنهم من توظيف المعرفة التي اكتسبوها خلال دراستهم الجامعية في مجالات عملهم.


وتُقدِّم الجامعات أيضاً الإرشاد، ووُرَش العمل، والموارد، والخدمات التعليمية والتدريبية اللازمة، التي قد يحتاج إليها أصحاب العمل؛ لتنمية مشاريعهم، وتُمكِّنهم من الوصول إلى المَهَرة المُبدِعين والمُتفوِّقين؛ ممّا يُعزِّز الإنتاجية، ويخلق فرص عمل جديدة، ويُنمّي الاقتصاد المحلّي. 

إنتاج أجيال قادرة على التفكير والإبداع

من شأن اكتساب الطلّاب مزيداً من المعرفة والمهارات والخبرات خلال عملية التعلُّم في الجامعة أن يُساعدهم في تشكيل شخصيّات أكثر فهماً لنفسها، وللعالَم من حولها؛ بمعرفة نقاط القوَّة والضعف لديها، وكيفية الاستفادة من المزايا، وتحسين العُيوب أو السلبيات، ومن ثَمَّ تعزيز قدراتهم على تحديد أهدافهم وقِيَمهم الشخصية والمجتمعية، ومتابعتها، وتحقيقها بأفضل صورة ممكنة؛ ممّا يُسهِم في تطويرهم على المستوى الشخصيّ، وتطوير مجتمعاتهم بوصفهم أفراداً فاعلين فيها.


وتُعَدّ الجامعة المكان الذي يتفاعل فيه الطلّاب مع الأقران، والمُعلِّمين، وأفراد المجتمع الآخرين، بصفاتهم المختلفة؛ ممّا يُعزِّز مهاراتهم الاجتماعية، مثل: مهارة التواصل الفعّال التي تُسهم في بناء المزيد من العلاقات، والتي يُمكن للطالب استغلالها للتعاون مع الآخرين ضمن شبكته الاجتماعية في الوقت الحاضر، أو لاحقاً؛ لبناء مشاريع تُنمّي المجتمع.


وتمنح الجامعات طلّابها المساحة والحُرِّية الكافية للتعبير عن الرأي، وهو ما يُساعد في تكوين شخصيّات أكثر شجاعة وجرأة وثقةً بالنفس في طرح أفكارها ووجهات نظرها ومقترحاتها حول المواضيع المختلفة، وهذا يُعزِّز فرصة الحصول على المزيد من الأفكار المُميَّزة والإبداعية، والتي يُمكن ترجمتها إلى أفعال وسلوكات تُسهِم في تنمية المجتمع؛ ففئة الشباب هي المُحرِّك الأساسيّ للتغيير.


وأخيراً، تُنظِّم الجامعات دوريّاً وُرَش عمل، وندوات، ومبادرات تعليمية، وبرامج إرشادية، وتدريبات مهنية، تستهدف الطلّاب؛ بهدف إخراج جيل يتمتَّع بصفات شخصية، ومهنية، مثل: المرونة، والقدرة على التكيُّف عند مواجهة تحدِّيات وتجارب جديدة، وتعزيز القِيَم الأخلاقية؛ كالنزاهة، والصدق، والتعاطف، والترحيب بالتعدُّد الثقافيّ، والتنوُّع، وجميعها مُهِمَّة لإنشاء مجتمع متسامح، وأكثر حضارة وتقدُّماً. 

 

المراجع

[1] timeshighereducation.com, Four ways universities can enhance their community impact
[2] weforum.org, How universities can become a platform for social change
[3] engagementready.eu, Universities as drivers of the new social change
[4] elsevier.com, The role of universities in catalyzing social change
[5] atafom.university, HOW DOES GOOD EDUCATION AFFECTS PERSONALITY DEVELOPMENT?

 

December 11, 2024 / 2:19 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.