جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
فهم التغييرات العاطفية لدى الأطفال

علامات تدل على النمو العاطفي عند طفلي

11 ديسمبر 2024 / 2:24 AM
علامات تدل على النمو العاطفي عند طفلي
download-img
يمكن للطفل الذي يتمتَّع بنُمُوّ عاطفيّ صِحّي وطبيعي التعبير عن مشاعره بالطرق المناسبة، والتعافي أو التوازن بعد التعرُّض لمشاعر قوية؛ سلبية، أو إيجابية، مثل: خيبة الأمل، أو الإحباط، أو الحماس، أو الإثارة، فضلاً عن التصرُّف بطريقة صحيحة وإيجابية تجاه المواقف المختلفة.

وتتنوَّع علامات النُّمُوّ العاطفيّ من الاستجابات الجسدية، مثل: لغة الجسد، والتغيُّر في العلامات الحيوية؛ كالتنفُّس، وصولًا إلى الاستجابات السلوكية تجاه المواقف المختلفة، وتختلف هذه العلامات حسب الفئة العُمرية، على النحو الآتي:

الأطفال منذ الولادة حتى اكتمال العام

تُعَدّ الوجوه التعبيرية السعيدة أو العابسة، ولغة الجسد التي تحمل الإشارات ذاتها، إلى جانب البكاء والمُناغاة، علامات تدلّ على نُمُوّ الطفل عاطفيّاً منذ الولادة وحتى مرحلة ما قبل استخدام الكلمات، أو حتى اكتمال العام من العُمر؛ إذ يستخدم الطفل البكاء؛ تعبيراً عن الخوف، أو الغضب، أو غيرها من المشاعر المرتبطة بأحداث مُزعجة؛ كامتلاء الحفاض، بينما يستخدم المناغاة عند تجربة أحداث جيِّدة؛ كالعناق.

الأطفال من سنتين حتى أربع سنوات

في المرحلة المُمتَدَّة بين العامَين والثلاثة، يُمكن للطفل البدء بتعلُّم بعض الكلمات، واستخدامها استخداماً محدوداً؛ للتعبير عن مشاعره، وقد يستخدم الرسم أحياناً للتعبير عن مشاعره أيضاً، ويميل الأطفال في هذه المرحلة العُمرية إلى تعلُّم طُرق التعبير عن المشاعر من والِدِيهم.


ويُمكن أن يمرّ الطفل بنوبات غضب -بوصفها جزءاً طبيعيّاً من نُمُوّه العاطفي- عند عدم تمكُّنه من الحصول على ما يُريد، أو لحظات من الضحك الهستيري عند ملاحظته شيئاً مُضحِكاً؛ فهو ما يزال غير قادر على التحكُّم في مشاعره؛ فضلاً عن عدم قدرته بعد على التمييز بين المشاعر المختلفة، ومعانيها.


وفي السنة الثالثة، يتطوَّر خيال الطفل؛ إذ يُمكن أن يُنشئ عالماً خاصّاً به من الدمى والألعاب المَحشُوَّة؛ بمنحها أسماء وشخصيات مُميَّزة، ويُمكنه أن يبدأ حديثاً مع أصدقاء خيالِيِّين، ورغم قلق الآباء من أنّ هذا السلوك قد يدلّ على الوحدة والعزلة، فإنَّها علامة طبيعية تُشير إلى نُمُوّ الطفل عاطفيّاً واجتماعيّاً في الوقت نفسه؛ فهو يستخدمها للتعبير عن مشاعره ورغباته، ولتعلُّم كيفية التعامل مع الأشخاص الحقيقيِّين.


وحين يتراوح عُمر الطفل بين ثلاث سنوات وأربع، يُصبح بإمكانه استخدام الضرب، أو العَضّ، أو الدفع، بوصفها طرقاً لحَلّ نزاعاته مع الآخرين، ورغم أنَّها إشارة تدلّ على نُمُوّه العاطفيّ، فإنّها فرصة تُتيح للوالِدَين تعليمه الطرق الصحيحة للتعبير عن المشاعر، وحَلّ المشكلات.


ويتطوَّر لدى الطفل في سنّ الرابعة حِسّ الفُكاهة؛ فيميل إلى التحدُّث في أمور مُسلِّية، والضحك بصوت عالٍ، وإضحاك الناس، إضافةً إلى التعاطف مع المُقرَّبين والأصدقاء الذين يشعرون بالحزن؛ باحتضانهم مثلاً.

الأطفال من خمس حتى ثماني سنوات

يمكن للطفل في سنّ الخامسة التعبير عن مشاعره باستخدام الكلمات بدلاً من نوبات الغضب والعُنف، لكنَّه قد يبدأ أيضاً باستخدام الكلمات البذيئة أحياناً؛ للتعبير عن الغضب، إلى أن يُوجِّهَه الوالدان إلى الصواب، ويُصبح أكثر صبراً في انتظار دوره مثلاً، وأكثر قدرة على التحكُّم في انفعالاته، وأكثر فضولاً في العُموم، وخاصَّة في ما يتعلَّق بجسده وأجساد الآخرين.


أمّا في المرحلة العُمرية ما بعد الخامسة وحتى الثامنة، فيُصبح الطفل أكثر قدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، وأكثر استقلالية وفَهماً لهويَّته الشخصية، ومحبَّة للتنافُس، ومُجادَلة للوالِدين في ما يتعلَّق بوجهة نظره، فضلاً عن حُبّه للَّعِب مع أصدقائه أكثر من والِدَيه، وتكوين العلاقات والصداقات مع الأقران.

الأطفال من 9 إلى 11 سنة

في هذه المرحلة العُمرية، يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره بالألفاظ والكلمات جيِّداً جدّاً، رغم مواجهته صعوبة في ذلك في المواقف الصعبة أو القاسية، وتُعَدّ الاستقلالية، وتحمُّل المسؤولية من علامات النُّمُوّ العاطفيّ السليم عند الطفل في هذه الفئة العُمرية، إلى جانب تكوين صداقات أكثر قوَّة وجدِّية، وإدراك الاختلافات الاجتماعية والثقافية، والتركيز على أمور العدالة والمساواة في التعامل، أمّا في سِنّ الحادية عشرة تحديداً، فيُمكن للطفل أن يميل إلى مصادقة الأطفال الأكبر سِنّاً.

الأطفال من 12 إلى 14 سنة

يمرّ الأطفال في هذه الفئة العُمرية بالعديد من المشاعر المختلفة، مثل: الخوف، والقلق، والتوتُّر، والاشمئزاز، والإنكار أو الرفض، والبهجة، والفخر، والراحة، والحماس، والإثارة، ورغم قلق العائلة من هذا التنوُّع والاختلاف، فإنَّه جزء طبيعيّ من نُمُوّ المُراهِق عاطفيّاً؛ نتيجة تأثُّره بالتغيُّرات الجسدية التي تطرأ عليه من جهة، والأفكار المُتعلِّقة بتكوين هويَّته الخاصَّة المُستقِلَّة والمُتمرِّدة في الوقت نفسه.


وتتضمَّن هذه المرحلة تكوين المزيد من الصداقات داخل المدرسة، وخارجها، واختبار الحدود العائلية (ما هو مسموح أو ممنوع في إطار قوانين العائلة)؛ عبر محاولة كسر القواعد، ومتابعة النتائج.

الأطفال من 15 إلى 18 سنة

من أبرز علامات النُّمُوّ العاطفيّ عند الأطفال في هذه المرحلة: الرغبة في الابتعاد عن العائلة؛ للتخلُّص من سُلطتها، وتنمية الهوية، والمُعتقَدات، والحياة الخاصَّة، وإظهار الحاجة إلى الاعتراف بهم بوصفهم أفراداً لهم قيمتهم وكيانهم الذي ينبغي احترامه وتقديره، ويُمكن أن تظهر عليهم علامات الغرور، أو التحدّي، إلى جانب التغييرات العاطفية، والمشاعر المختلفة، والتقلُّبات المزاجية، فضلاً عن تزايُد قلقهم بشأن صور أجسادهم، ومثاليَّتها.


وفي الختام، قد تختلف علامات النُّمُوّ العاطفيّ في المراحل جميعها من طفل إلى آخر اختلافاً طفيفاً، وهو أمر طبيعيّ يعود إلى طبيعة كلّ طفل، وقدراته الخاصَّة. 

 

   المراجع


 [1] beyou.edu.au, Emotional development
 [2] raisingchildren.net.au, Understanding and managing emotions: children and teenagers
 [3] rasmussen.edu, Understanding the Stages of Emotional Development in Children
 [4] webmd.com, Preschooler Emotional Development
 [5] inourplace.co.uk, Developmental and emotional milestones 0 - 18 years

 
December 11, 2024 / 2:24 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.