جار التحميل...
قد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق وراء الإصابة بفوبيا الطيور، ولكن هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض، أو الذين يعانون من رهاب آخر، أو من اضطرابات القلق.
يمكن أن يصاب الشخص برهاب الطيور نتيجة تعرضه لتجربة شخصية مؤلمة أو مخيفة متعلقة بالطيور؛ مثل تعرض طفل لهجوم من طائر أو ملاحقته من قبل مجموعة من الطيور في الحديقة.
كما يمكن أن يكون قد شاهد موقفاً مؤلماً؛ مثل رؤية طائر يهاجم أو يأكل حيواناً أليفاً، فهذه التجارب قد تترك أثراً نفسياً عميقاً، مما يؤدي إلى تطوير خوف مفرط من الطيور.
قد يحاول الشخص المصاب برهاب الطيور الهرب والاختباء عند رؤية الطيور، وقد يبكي، أو يتشنج، أو يرتجف، أو يجد صعوبة في الحركة والتصرف بصورة طبيعية نتيجة الشعور بالخوف الشديد.
من الممكن أن يصاب المريض أيضاً بضيق في التنفس، أو الغثيان، أو الإسهال، أو الدوخة، أو جفاف الفم، أو زيادة ضربات القلب عند التعرض لأي موقف يثير مخاوفه، فهو يشعر بأن الطائر سيقوم بمهاجمته أو إيذائه.
يعتمد تشخيص اضطراب الرهاب المحدد بمحفّز معيّن بما في ذلك رهاب الطيور على عدة معايير تشمل؛ نوعية وحِدّة الأعراض التي تظهر على المريض عند مواجهة محفّز معين أو حتى التفكير به، والتغيرات السلوكية التي يلجأ إليها لتجنّب مواجهة المحفّزات مثل الطيور أو الريش، إضافة إلى درجة تأثير هذا الخوف الشديد على جودة حياة الشخص.
من الضروري استشارة المختصين لتعلم كيفية التعامل مع رهاب الطيور، وتخفيفه، وتقليل تأثيره على حياة المريض وسلوكياته، وقد يلجأ الطبيب المعالج إلى طريقة واحدة للعلاج أو عدة طرق، وتشمل أساليب علاج رهاب الطيور ما يلي:
يساعد هذا النوع من العلاج على تعليم المريض كيفية التعامل مع المواقف المسببة القلق أو الخوف؛ مثل اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس لتطبيقها عند مواجهة أي موقف يسبب القلق؛ كرؤية الطيور أو سماع صوتها، بالإضافة إلى مساعدته على التحكم بخوفه وردود أفعاله من خلال تغيير بعض المعتقدات والأفكار.
قد يكون "العلاج بالتعرض" جزءاً من عملية العلاج النفسي، والذي يهدف إلى تغيير استجابات المصاب بالرهاب تجاه مخاوفه، ويتم من خلاله التعرض التدريجي لمحفزات الخوف، وعند تطبيق هذا العلاج، يطلب المعالج من المصاب التفكير بالطيور أو تخيّلها، ويمكن أن يعرض عليه صورها، وفي مرحلة لاحقة يُطلب منه الاقتراب من الطائر أو لمسه، ويتم خلال هذه التجربة قياس ردود الأفعال ودرجة الخوف.
يستعمل الطبيب العلاج السلوكي المعرفي الذي يعد نوعاً من العلاج بالكلام لاستكشاف الأسباب الجذرية لرهاب الطيور، إذ يحدّد ما إذا كان السبب يعود إلى تجربة شخصية سابقة، أو موقف عالق في الذاكرة، أو إصابة أحد أفراد العائلة بنوع مشابه من الرهاب، أو حتى بسبب جيني، إذ يساعد هذا الفهم المعالج في التعامل مع الحالة بفعالية، وإدارة مخاوف المريض انطلاقاً من جذورها.
من الممكن أن يلجأ المعالج إلى استخدام التنويم المغناطيسي كوسيلة علاجية، إذ يضع المريض في حالة استرخاء لمساعدته على الوصول إلى ذكرياته ومشاعره وأفكاره المتعلقة بمخاوفه، وبالتالي محاولة معالجتها.
قد يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الأدوية لتقليل مشاعر القلق أو الذعر الناتج عن رهاب الطيور، بما في ذلك الأدوية المهدئة التي تساعد على الشعور بالهدوء والاسترخاء، وأدوية مضادات الاكتئاب التي تستخدم لعلاج القلق، بالإضافة إلى أدوية (حاصرات مستقبلات بيتا) التي تعالج بعض الأعراض المرتبطة بالقلب؛ مثل تسارع ضربات القلب وغيرها، ويتم تحديد الدواء المناسب بناءً على حالة المريض والأعراض التي يعاني منها.
المراجع
[1] my.clevelandclinic.org, Ornithophobia (Fear of Birds)
[2] verywellmind.com, Understanding Ornithophobia (Fear of Birds)
[3] healthline.com, Ornithophobia: What You Need to Know About Fear of Birds