جار التحميل...
ويتنافى الغشّ في الامتحانات مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ لأنّه خِداع تترتَّب عليه آثار سلبية تنعكس على الطالب والمعلِّم على حَدٍّ سواء؛ فالطالب يُظهر محدودية علمه ومعرفته وقدرته على الإنجاز، بينما يواجه المعلِّم صعوبة في تقييم الطلبة تبعاً للدرجات العلمية المُكتسَبة؛ ممّا يعني عدم العدل بينهم، وإصدار شهادات علمية غير نزيهة.
وفي ما يأتي بعض أنواع الغشّ التي يتَّبعها بعض الطلّاب في الامتحانات، وينبغي على المعلم معرفتها؛ ليتمكَّن من اكتشافها:
يشمل الغشّ التقليدي الأساليب التي يتَّبِعها غالبية الطلبة، مثل: النظر في ورقة زميل آخر؛ للحصول على الإجابات، أو كتابة الإجابات على أوراق صغيرة وإخفائها؛ لاستخدامها أثناء الامتحان، أو كتابة الملاحظات على أجزاء من الجسم، مثل: اليدَين، أو الذِّراعَين.
ومن هذه الأساليب أيضاً تشتيت انتباه المُعلِّم لاغتنام فرصة التحدُّث إلى زُملاء آخرين في الغرفة الصفية أو قاعة المحاضرات؛ بهدف الحصول على المساعدة، أو إعطاء الإجابات، وتُعَدّ هذه الأساليب جميعها دلالة على سوء السلوك الأكاديمي للطالب، وتترتَّب عليها عقوبات مختلفة؛ بناءً على تقدير المُعلِّم.
ويمكن للمعلِّم كشف هذا الأسلوب من الغشّ؛ بملاحظة الحركات غير الطبيعية للطلبة؛ كالنظر المُتكرِّر إلى اليمين أو اليسار، أو استخدام أدوات غير مسموح بها أثناء الامتحان، مع ضرورة التنقُّل بين الطلّاب عشوائيّاً؛ لمراقبة تصرُّفاتهم عن كثب.
يُمثِّل الغشّ الإلكتروني تحدِّياً كبيراً للعملية التعليمية مع التطوُّر التقني والرقمي الذي نشهده في العصر الحالي؛ إذ يستخدم بعض الطلّاب الهواتف الذكية، أو الساعات الذكية، أو سمّاعات الأذن اللاسلكية؛ لتبادل الإجابات، أو البحث عن المعلومات والإجابات أثناء الامتحانات؛ ممّا يُمثِّل تهديداً للأمانة الأكاديمية، ويُقوِّض مفهوم الاستحقاق والعدالة في التعليم.
ومن الأمثلة على الغشّ الإلكتروني: تصوير الأسئلة وإرسالها إلى أحد الأشخاص خارج الحرم الدراسي، أو إخفاء الهواتف الإلكترونية في الأكمام، أو ربطها على الأرجل أسفل البنطال، ويمكن للطالب أيضاً استخدام سمّاعات الأذن؛ للحصول على الإجابات من شخص موجود خارج قاعة الامتحان.
لذا، ينبغي على المعلِّم أن يُحذِّر الطلاب قبل الامتحان بعواقب الغشّ، ويُوضِّح لهم الإجراءات المُتَّبعة من إدارة المؤسسة التعليمية عند ضبط الطالب في حالة غشّ، أو ضبط أدوات وأجهزة يُمنَع إدخالها إلى قاعة الامتحان، مع ضرورة منع الطلبة من إحضار الهواتف المحمولة إلى قاعة الامتحان، وإجراء تفتيش عامّ للجميع؛ ممّا يؤدّي بالطالب إلى التفكير مرَّتَين قبل اللجوء إلى الغشّ.
لا يقتصر الغشّ في الامتحانات على النسخ، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية فقط، وإنَّما يتعدّاه إلى استخدام لغة الجسد والإيماءات؛ إذ يلجأ بعض الطلاب إلى إرسال إشارات خفية إلى زملائهم؛ باستخدام حركات الرأس، أو العين، أو اليد، أو بوضع أجسام مُعيَّنة بطريقة مُتَّفق عليها؛ لإيصال المعلومات بصورة غير مباشرة، أو العطس والسُّعال؛ للَفت الانتباه.
وقد يستخدم بعض الطلبة النَّقر بالقلم؛ لطلب الغشّ من الزملاء؛ كالاتِّفاق على أنّ نقرة بالقلم تعني أنّ الإجابة هي (أ)، وغيرها من الاتِّفاقات المُسبَقة للغشّ.
ويجدر بالذكر أنّ هذه الحركات الدقيقة قد تكون صعبة الكشف، لكنَّها تُمثِّل شكلاً من أشكال الغشّ الذي يُهدِّد نزاهة العملية التعليمية، وهنا، يجدر بالمُعلِّم تنبيه الطلبة إلى ضرورة التزام الهدوء أثناء الامتحان؛ تجنُّباً للعقاب والطَّرد.
يُعَدّ انتحال الشخصية في الامتحانات جريمة أكاديمية خطيرة تنطوي على تزوير الهوية؛ إذ يُقدِّم الطالب في هذه الحالة أوراقاً ثبوتية مُزوَّرة، أو يستخدم هوية شخص آخر؛ لتقديم الامتحان، وهذا النوع من الغشّ يتطلَّب مهارات عالية في التزييف والتلاعب بالوثائق؛ ممّا يجعل من الصعب اكتشافه، ويهدف انتحال الشخصية إلى الحصول على شهادة أو درجة علمية دون بذل أيّ جُهد، وهو سلوك غير أخلاقي وغير مقبول.
وهنا، يجدر بالمعلِّم التحقُّق من مُطابقة الطالب بهويَّته الشخصية، وهذا هو الحدّ الأدنى لتجنُّب حدوث حالات الغشّ بانتحال الشخصية وحضور أحد الأشخاص بدلاً من الطالب، أو طلب التوقيع الرسمي المُعتمَد في التسجيل للطالب؛ للتحقُّق من شخصيَّته.
وفي الختام، يُعَدّ فهم أنواع الغشّ في الامتحانات خطوة إيجابية للحَدّ من هذه الممارسات، وهو أساس لضمان بيئة تعليمية قائمة على النزاهة والمساواة؛ فعندما يُدرك المُعلِّمون الأساليب المختلفة للغشّ، يصبح من السهل التصدّي لها، وخلق مُناخ تعليمي يُعزِّز قِيَم الصدق والاجتهاد.
المراجع
[1] adelaide.edu.au, Cheating in Exams
[2] academicintegrity.ucsd.edu, Cheating: The Arch Nemesis of Integrity
[3] apa.org, Beat the cheat
[4] k12academics.com, Types of Cheating
[5] libguides.library.vcsu.edu, Forms of Academic Dishonesty