جار التحميل...
ومما لا شك فيه أنّ كل مؤسسة تعليمية تحتاج إلى وجود مرشد تربوي قادر على استقبال تحديات الطلبة وحلها في كل وقت، فهذا من شأنه تعزيز صحة الطلبة النفسية والعقلية؛ لذا سنطرح شرحاً عن دور المرشد المدرسي في إنارة طريق الطلبة نحو الصواب:
يُمثّل المرشد التربوي في البيئة المدرسية الصديق المقرب الذي يلجأ إليه الطلاب في أوقات الضيق، فهو يستمع بعمق إلى مشكلاتهم وهمومهم، ويتعامل مع مشاعرهم بحساسية شديدة بتوفير بيئة آمنة وموثوقة، فيشعر الطالب أنّ كلامه لن يصل إلى أحد، وسيجد الحل لمشكلته دون التعرض إلى التنمر، فالمرشد يشجّع الطلاب دوماً على التواصل الدائم معه، ما يساعدهم على فهم مشاعرهم وتجاوز الصعوبات التي يواجهونها، وبالتالي عدم تأثيرها في حياتهم الشخصية والأكاديمية.
يؤدي المرشد التربوي دوراً حيوياً في الحفاظ على البيئة المدرسية هادئةً وآمنةً، والحفاظ على العلاقات متينةً بين الطالب ومعلمه، وبين الطلاب مع بعضهم، والعمل على حل النزاعات التي قد تنشأ نتيجة لسوء الفهم، أو المشاعر المختلفة للطرفين كليهما، فالمرشد المدرسي يعمل وسيطاً محايداً، فهو يستمع إلى الطرفين كليهما بإنصاف، ويساعدهما على فهم وجهات نظر بعضهما بعضاً، ويساعده على ذلك مهاراته في التواصل وإيجاد الحلول، فهو قادر على بناء جسور الثقة بين الطلاب والمعلمين، والوصول إلى حلول مرضية للجميع.
يتولى المرشد المدرسي مهمة بناء الأسس المتينة التي تمكّن الطلاب من تحقيق النجاح في حياتهم المهنية مستقبلاً، وذلك بتوفير المعلومات الدقيقة عن التخصصات الجامعية المختلفة وسوق العمل، فهو يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبلهم، ويؤدي دوراً في تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وتحديد نقاط الضعف والقوة لكل طالب، بما في ذلك عدم القدرة على إدارة الوقت وتنظيم المهام، ما يجعلهم قادرين على اتخاذ القرار بشأن مستقبلهم.
يعدّ المرشد المدرسي نبراساً يضيء درب الطلاب في رحلتهم نحو النضج والاستقلالية، فهو بفضل خبرته في المجال النفسي قادر على فهم تعقيدات مرحلة المراهقة ومتطلبات كل مرحلة عمرية، وتتمثل أُطر هذه المساعدة في تقديم برامج إرشادية متنوعة يضم محتواها حديثاً عن كيفية التعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها الطلاب، ومساعدتهم على اكتشاف هويتهم، وتحديد أهدافهم المستقبلية بعيداً عن الشعور بالإحراج، والانغلاق على أنفسهم في هذه المرحلة.
يعدّ المرشد التربوي خط الدفاع الأول ضد انتشار الظواهر السلبية في البيئة المدرسية، كالمخدرات والتنمر، وذلك بعقده ورشات عمل وبرامج توعوية دورياً، باستخدام أساليب تفاعلية لجذب انتباه الطلاب وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة عن هذه المخاطر، بالإضافة إلى دوره في تعزيز مهارات الطلاب في رفض هذه الظواهر المجتمعية السلبية، وتمكينهم من مقاومة الضغوط الاجتماعية التي قد تدفعهم إلى ارتكاب المحظورات.
المرشد بدوره قادر على تمييز الطلبة الأكثر عرضة إلى هذه المخاطر، وبالتالي تركيز جل انتباهه عليهم، والتواصل معهم باستمرار، وإشراكهم في الأنشطة المدرسية، والمحاولة قدر الإمكان إبعادهم عن أي بيئة غير آمنة وتحذيرهم منها، مع ضرورة التواصل مع الأهل للعمل كفريق متكامل لحماية الطالب.
المراجع
[1] canadianinternationalschool.com, Significance of Having a School Counsellor
[2] indeed.com, FAQ: What Is an Educational Counselor? (Plus Salary)
[3] goodtherapy.org, School Counseling
[4] positivepsychology.com, What Is School Counseling? 14 Roles & Goals of Counselors
[5] counseling.online.wfu.edu, What Is a School Counselor? How to Help Students Thrive