التعامل مع الشخص سليط اللسان

لذا، تحتاج الضحّية إلى حماية نفسها من خَطَر هذه الكلمات، والحفاظ على صِحَّتها النفسية، وعدم تعكير مزاجها أثناء الحديث، والتعامل مع الأشخاص سليطي اللِّسان؛ باتِّباع النصائح الآتية:

تحديد دوافع الشخص سليط اللسان

ينبغي أوَّلاً تحليل شخصية المُتحدِّث سليط اللسان؛ لاختيار الأسلوب الأنسب للتعامل معه؛ فقد يكون كلامه غير مقصود ولكنَّه اعتاد هذا الأسلوب؛ لأنّ الآخرين يُسايِرونه ولا يعترضون عليه، أو يكون قد تعرَّض لمواقف اجتماعية مُؤذِية؛ كالتنمُّر، أو الإساءة اللفظية، فأصبح يتَّخِذ أسلوب الهجوم وسَلاطة اللسان نَهجاً للتواصل؛ ظَنّاً منه أنّه سيحميه من أذى الآخرين، وللتعامل مع هذا النوع، يكفي اللُّطف، ووضع الحدود التي تُعيده إلى صوابه، والتحدُّث إليه بتهذيب يعكس طبيعته اللطيفة وشخصيته العاطفية.

أمّا سليط اللسان الذي يتعمَّد الإساءة، واستخدام الألفاظ القبيحة، والمفردات المُهينة؛ بقصد إزعاج غيره، ومُضايقته، فلا بُدّ من التعامل معه بحَذر وحَزم كبيرَين.

ضبط النفس والتحلّي بالصبر

يستفِزّ الشخص سليط اللسان مَن يتعامل معه بكلماته المُسيئة والجارحة، وقد يكون من الصعب تجاهل هذه الإهانات؛ ممّا يدفع الضحية إلى التهوُّر والردّ على الإساءة بإساءة أخرى قد تُصعِّد الموقف وتزيد الأمر سوءاً، وهنا، تأتي أهمية ضبط النفس، والتصرُّف بعقلانية وحكمة، وأخذ نفس عميق؛ لتهدئة النفس، وحمايتها من الانحدار في مستوى الكلام.

والتصرُّف بانضباط وعقلانية، وامتصاص الغضب، وعدم ردّ الإساءة بإساءة مثلها، أمور من شأنها أن تُشعِر الشخص سليط اللسان بالإهانة، وبضعف موقفه؛ ممّا يؤدّي إلى توقُّفه عن سلوكه، ويجعله أكثر مراعاةً للآخرين عندما يتحدَّث.

وضع حدود واضحة للكلام والالتزام بها

عند الحديث إلى شخص غير مُبالٍ ولا يكترث لما يقوله، أو لتأثير كلماته في الآخرين، فلا بُدّ من استخدام لغة حازمة وصريحة تُعبِّر عن الانزعاج ورفض أسلوب الحوار معه منذ البداية، وتكرار ذلك كُلَّما اتَّجه إلى الألفاظ المُسيئة، ولا يكون ذلك بالشتائم، ولا ردّ الإساءة بمثلها، وإنَّما بطلب التحدُّث بأدب، والتوقُّف عن استخدام هذا الأسلوب.

ولا بُدّ أيضاً من توضيح موقف الضحيَّة وانزعاجه بحَزم ووضوح، دون ترجٍّ، أو مُزاح، أو مُلاطَفة؛ ممّا يُشعِر سليط اللسان بضخامة الموقف، وبأنّ كلماته مزعجة، فلا يُمكنه إنكار عواقب تصرُّفه -بغضّ النظر عمّا إذا كان مقصوداً أم لا-، وسيشعر بالإحراج الذي يدفعه إلى التغيير.

تقديم النُّصح والإرشاد والتذكير بتقوى الله

تعتمد طريقة تقديم النُّصح على معرفة الضحية طبيعةَ شخصية المُتحدِّث سليط اللسان، وأخلاقه، ومدى تقبُّله نصائح الآخرين، وكيفيَّة تجاوبه معهم، بالإضافة إلى درجة القرابة، وعُمق العلاقة بين الطرفَين.

فإن كان الشخص سليط اللسان قريباً للضحية، أو صديقاً، يخشى فقدانه وخسارته؛ بسبب إساءاته اللفظية المُتكرِّرة، فيُمكن الحديث معه بودّ يُعبِّر عن الاحترام والتقدير له، وعدم الرغبة في خسارته بسبب كلماته المُسيئة ذات التأثير الجارح والكبير في النفس، وهو ما لا ينبغي على الأصدقاء فعله؛ ممّا قد يدفع سليط اللسان إلى تغيير أسلوبه، والتحفُّظ في كلماته.

ولا بُدّ من الدعاء له بالهداية والصلاح، واختيار الوقت المناسب للحديث إليه، وتذكيره بأهمّية تقوى الله -عزَّ وجلَّ- في القول والعمل، وبفضل الكلمة الطيِّبة، والمُعامَلة بالأخلاق الحَسَنة، وبضرورة الاقتداء بالنبيّ الأمين -صلّى الله عليه وسلَّم-، الذي لم يصدر عنه إلّا ما كان جميلاً وحَسَناً.

تجنُّب الحوار وإنهاء العلاقة كُلّياً

عندما تُجرِّب الضحية السُّبُل المُمكِنة كلّها لتصويب سلوك الشخص سليط اللسان وتغيير حاله دون جدوى، أو إن لاحظت أنّ أسلوبه بالكلام بات أكثر عُدوانية وسَلاطة، وأنّ المحاولة معه هَدر للوقت والطاقة، أو أنّ كلماته لا يُمكن تحمُّلها، فهنا، يكون من الأفضل قطع العلاقة بهذا الشخص، أو تجاهله قدر الإمكان، والابتعاد عنه، وعدم الدخول في حوار معه، وخاصَّة إن لم يكن ضروريّاً.

وعلى سبيل المثال، إن كان الشخص سليط اللسان زميلاً، أو مسؤولاً في العمل، فلا حاجة إلى إجراء أيّ نقاش معه خارج حدود العمل، وعند الحاجة إلى الحوار معه، فلا بُدّ أن يطغى على النقاش طابع الجدِّية والرسمية، وأن يكون مُختصَراً بحيث يقتصر على النقاط الضرورية بعيداً عن المزاح الذي قد يدفع هذا الشخص إلى التمادي في كلامه.  

المراجع 

[1] verywellmind.com, How to Deal With Verbal Abuse
[2] psychologytoday.com, The Best Way to End Verbal Abuse
[3] peoplesafe.co.uk, How To Diffuse Aggression – Conflict Resolution Tips
[4] health.clevelandclinic.org, Verbal Abuse: What It Is, What It Sounds Like and How To Address It
[5] psychcentral.com, How to Deal with Verbal Abuse