جار التحميل...
لذا يحتاج طفل مُتلازمة داون إلى عناية خاصّة من الأهل، وتقديم الدعم والتشجيع له بشكلٍ كبير، وذلك لتعزيز إمكاناته وقدراته، وفيما يأتي مجموعة من الإجراءات للمساعدة على التعامل مع طفل متلازمة داون:
تكمن الخطوة الأولى في كيفية التعامل مع طفل متلازمة داون في التعرُّف أكثر إلى حالته وتفاصيلها، وكيفية العناية الصحيحة به، وتقديم المساعدة اللازمة له، بإجراء البحوث المُستمرة لمعرفة الحالات الّتي قد يمر بها، وكيفية التعامل معها بشكلٍ صحيح، لضمان توفير العناية الكاملة له، كما يُمكن التواصل مع الآباء الآخرين لأطفال من متلازمة داون؛ فهم سيُوفّرون حلولاً مناسبة للتعامل مع التحديات اليومية التي يمكن مواجهتها من خلال خبرتهم بكل تأكيد.
من ناحيةٍ أُخرى يُنصح دائماً بتشجيع الوالدين لبعضهما بصورةٍ دائمة، والمحافظة على الطاقة الإيجابية للقدرة على الاستمرار في تلك الرحلة الّتي تتطلب الجهد والصبر، فالشعور بالانعزال والوحدة لن يُجدي نفعاً، بل يجب الشعور دائماً بالفخر والاعتزاز تجاه الطفل المُصاب.
يُعاني أطفال متلازمة داون من العديد من المشكلات الجسدية والعقلية، لذا يجب على الآباء تقبُّل فكرة أن طفلهم بحاجة لرعاية طبية مستمرة دون انقطاع، لضمان الوصول إلى أفضل النتائج معه، بالإضافة إلى ذلك يُعاني أطفال داون من بطء في النمو والنشاطات الأساسية، التي يمكن لأي طفل آخر تخطّيها بشكلٍ طبيعي، كالزحف، والمشي، والكلام، من هنا تكمن أهمية مراقبته دوماً، والمتابعة مع طبيبه المُختص للبقاء على اطّلاع دائم بحالته الصحية.
وهناك العديد من العلاجات الخاصّة الّتي من شأنها المساعدة في نمو وتطور طفل متلازمة داون بصورةٍ أفضل، كالعلاج الطبيعي، وعلاجات النطق، والتعليم الخاص، وغير ذلك، من المهم أيضاً مراقبة الحالة الصحية للطفل بشكلٍ شخصي، مثل تحديد نظام غذائي مُعين له، لتجنّب زيادة وزنه بشكلٍ مُفرط، فضلاً عن ضرورة متابعة الفحوصات الطبية الخاصة بصحة القلب، والرؤية، والسمع، وسكر الدم، وغير ذلك.
يشعر طفل مُتلازمة داون بكمية القيود المفروضة عليه في بعض الأحيان عند مُقارنة نفسه بغيره من الأطفال، وهذا يؤثر سلباً في صحته العقلية والنفسية، لذا من المهم منحه بعضاً من الاستقلالية، والسماح له باتّخاذ بعض القرارات ضمن حدودٍ مُعينة، مثل السماح له باختيار الملابس الّتي يُفضل ارتداءها، أو وجبة الطعام الّتي يرغب بتناولها، من المُمكن أيضاً وضعه ببعض المواقف الّتي تحتمل المخاطرة البسيطة، لمنحه شعوراً أكبر بالسيطرة والثقة بالنفس.
كما يُمكن السماح لطفل متلازمة داون بحل بعض المُشكلات التي قد تواجهه في المدرسة مع أصدقائه مثلاً، فضلاً عن إمكانية تعليمه كيفية القيام ببعض الأعمال المنزلية للمساعدة، مع مراعاة قدراته وإمكاناته الخاصة، وضرورة التأكد من التدخل الفوري لمساعدته عند اللزوم.
قد لا يطلب طفل متلازمة داون الاهتمام كباقي الأطفال، لكن هذا الأمر لا يعني صرف النظر عنه أو تجاهله، بل يجب تحفيزه دائماً، وإظهار الكثير من الحب له والاهتمام به، إذ يجب مشاركته في اللعب، والخروج معه للاستمتاع بالوقت والقيام ببعض الأنشطة، ويجب أيضاً تعزيز التواصل البصري مع طفل متلازمة داون عند قيامه بمُختلف الأنشطة، هذه الأمور تساعد على نموه بشكلٍ أفضل بالتأكيد.
من ناحيةٍ أخرى يُنصح بعدم توبيخ طفل متلازمة داون عند قيامه بأي فعل خاطئ، وبدلاً من ذلك يجب إرشاده إلى السلوك الصحيح ليتّبعه في المرات القادمة، ومن المهم أيضاً المحافظة على المرونة قدر الإمكان مع الطفل، وذلك نظراً لإمكاناته المحدودة، فمثلاً يُمكن تعليمه الكتابة باستخدام الحاسوب إذا كان يواجه مشكلة في الكتابة بالقلم، وما إلى ذلك.
يُنصح بعمل روتين ثابت ومنظم لطفل متلازمة داون، إذ إنّ التزامه بجدول زمني مُحدد يُعزز من صحته النفسية، ويحسن نمط حياته بشكل عام، ويشمل ذلك تحديد ساعات النوم والاستيقاظ، وغسل الوجه واليدين، وتنظيف الأسنان، وارتداء الملابس، فضلاً عن تخصيص نظام غذائي صحي للطفل، وتحديد وقت مُخصص للقراءة والقيام بمختلف الأنشطة الممتعة، وما إلى ذلك.