جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لاكتشاف العالم من حوله

متى يبدأ الطفل بالمشي؟

16 أكتوبر 2024 / 11:32 AM
متى يبدأ الطفل بالمشي؟
download-img
يُعَدّ بدء الطفل بالمشي من أهمّ المراحل التطوُّرية التي يترقَّبها الوالدان بشغف؛ إذ تُمثِّل هذه الخطوة الكبيرة في حياة الطفل انتقاله نحو الاستقلالية والاستكشاف، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة للتعلُّم والتفاعل مع العالم من حوله.

وعلى الرغم من أنّ كلّ طفل يتطوّر بطريقته الخاصّة، ويتعلمُ الكلام والمشي واللعب بوتيرة مختلفة عن أقرانه، ومع ذلك فإنّ هناك مُتوسّطاً عامّاً وإطاراً زمنياً مُتعارَفاً عليه في ما يتعلَّق ببداية مرحلة المشي عند الأطفال؛ ممّا يساعد الأهل في فهم هذه المرحلة المهمّة بصورة أفضل، ومتابعة تطوُّر أطفالهم بوعي أكبر، وفيما يأتي بعض المعلومات الأساسية المتعلِّقة بهذا الموضوع:

متوسط العمر الذي يبدأ فيه الأطفال بالمشي

يبدأ معظم الأطفال بالمشي في متوسّط عُمر يبلغ نحو 14 شهراً، إلّا أنَّ هناك تفاوتاً في ذلك من طفل إلى آخر؛ فبعض الأطفال قد يبدؤون بالمشي مُبكِّراً في عُمر 9 أشهر، بينما قد يتأخَّر آخرون حتى يبلغوا 18 شهراً من عُمرهم، وتُشير الإحصاءات الطبّية إلى أنَّ النطاق الطبيعي لبدء المَشي يتراوح بين 10-18 شهراً؛ ممّا يعكس التبايُن الطبيعي في نُمُوّ الأطفال وتطوُّرهم، ويُؤكِّد على أنّ هذا الاختلاف في توقيت بدء المشي أمر طبيعي طالما أنّه يقع ضمن هذا النطاق الزمني.

مراحل تعلُّم الأطفال المشي

تبدأ رحلة تعلُّم الطفل المشي بسلسلة من المراحل المُتتابِعة التي تُبنى كلُّ منها على المهارات المكتسبة من المرحلة التي تسبقها، وهذه المراحل تختلف في توقيتها ومدّتها من طفل إلى آخر، لكنَّها عموماً تتبع نمطاً متشابهاً، وهي كالآتي:

الزحف

عادةً ما يكون الزحف أوّل شكل من أشكال الحركة المُستقِلّة التي يُتقنها الطفل، ويظهر هذا السلوك عادة بين سنّ 7-10 أشهر؛ ففي البداية، قد يبدأ الأطفال بتحريك أجسامهم إلى الأمام وإلى الخلف وهم على بطونهم، ثمّ ينتقل معظم الأطفال إلى الزحف التقليدي؛ فيتحرَّكون باستخدام أيديهم ورُكَبهم.

الحبو 

قد يُطوِّر بعض الأطفال أنماطاً فريدة في التنقُّل؛ إذ قد يختار بعضهم الحَبو عبر سحبهم أجسامهم إلى الأمام باستخدام أذرعهم القويَّة، وقد يختار بعضهم الآخر الحَبو على مُؤخَّراتهم، أو الزحف على بطونهم.

الوقوف والتسلق

مع اكتساب المزيد من القوَّة في الجزء العُلوي من الجسم، يبدأ الأطفال بمحاولة الوقوف والتسلُّق، وفي هذه المرحلة، يستخدمون الأثاث الكبير، أو أرجل البالغين؛ لدعم أجسامهم أثناء محاولة الوقوف، وقد يتمكَّنون من السَّير بضع خطوات عبر الإمساك بشيء ما؛ للتوازن. 

التجول مع الدعم

في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بالسَّير بضعة خطوات وهو في وضعية مُنتصِبة، مع الاستمرار في الإمساك بقطعة أثاث، أو يد شخص بالغ؛ للتوازن، ويمكن للأطفال أن يُصبحوا ماهرين جدّاً في استخدامهم هذه التقنية؛ إذ يمكنهم التنقُّل بسرعة في أرجاء الغرفة كُلّها، ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة الحرص على إبعاد الأثاث الخفيف؛ لضمان سلامة الطفل.

المشي المُستقِلّ

تتطلَّب هذه المرحلة -وهي الأخيرة- قدرة الطفل على تحمُّل وزنه كلِّه، والحفاظ على توازنه دون مساعدة، إضافة إلى تنسيق حركات ساقَيه وذراعَيه، والتحكُّم في الجزء العُلوي من جسمه، وعندما يصل الطفل إلى هذه المرحلة، فإنَّه عادة ما يبدأ بالمشي خطوات قصيرة ومُتردِّدة، ثمّ يكتسب الثقة تدريجياً ليمشي بشكل أكثر ثباتاً.

وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ طفل فريد في تطوُّره؛ فبعض الأطفال قد يتخطَّون بعض هذه المراحل تماماً، بينما قد يقضي آخرون وقتاً أطول في مرحلة مُعيَّنة قبل أن ينتقلوا إلى المرحلة التالية، وهذا التنوُّع طبيعي تماماً، وجزء من عملية النُّمُوّ الفردية لكلّ طفل.

كيف يمكن تشجيع الطفل على المشي؟

توفير مساحة كافية للطفل؛ للتحرُّك بحُرّية، وممارسة محاولاته الأولى في المشي، أمر ضروريّ؛ لتطوير مهاراته الحركية؛ فالسماح له بالتنقُّل والتسلُّق على الأثاث يساعده في اكتساب الثقة والقوّة اللازمتَين للمشي المُستقِلّ، أمّا إظهار الحماس والتشجيع؛ بالكلمات الإيجابية، وتعبيرات الوجه الداعمة، فهو يؤدّي دوراً مُهِمّاً في تحفيز الطفل؛ إذ يستشعر فرحة والِدَيه وحماسهما حتى لو لم يفهم ما يقولانه.

ولا بُدّ أيضاً من خلق توازن بين مُرافقة الطفل أثناء استكشافه البيئة المحيطة، وإعطائه المساحة للمخاطرة والتجربة بنفسه، ويمكن للوالِدَين اللَّعِب مع طفلهما، وإعطائه ألعاباً تُحفِّز على الحركة والتنقُّل، مع ضرورة الحرص على جعل البيئة المُحيطة آمِنة لممارسة خطواته الأولى دون خوف أو قلق؛ فالتشجيع المُستمِرّ، والصَّبر، من قِبَل الوالِدَين، يؤدِّيان دوراً حاسماً في مساعدة الطفل على تطوير مهاراته في المشي طبيعيّاً، وفي الوقت المناسب له.

وفي الختام، يُنصَح باستشارة الطبيب إن لم يبدأ الطفل بالمَشي مُستقِلّاً بحُلول سنّ 18 شهراً، وخاصّةً إن كان قد تجاوز المراحل السابقة، مثل: التدحرج، والجلوس، دون دعم، والوقوف والتجوُّل مع الدعم، ويجب الانتباه أيضاً عند ملاحظة تراجُعه في المهارات المُكتسَبة، أو عدم تطوُّره الحركي.

ولا بُدّ أيضاً من مراقبة قدرة الطفل على تحمُّل وزنه على ساقَيه بحُلول سنّ 12 شهراً -بأقصى حَدّ-، مع التأكيد على أنَّ كلّ طفل ينمو ويتطوَّر بطريقته الخاصَّة، وأنَّ الفحوصات الدورية تساعد على الكشف المُبكِّر عن أيّ تأخُّر أو مشكلة في النُّمُوّ. 

المراجع

[1] pregnancybirthbaby.org.au, Learning to walk
[2] thebump.com, Baby’s First Steps: When Do Babies Start Walking?
[3] lancastergeneralhealth.org, When Should Your Baby Start Walking? What to Expect
[4] medicalnewstoday.com, What are the stages of learning to walk?
[5] health.clevelandclinic.org, When Do Babies Start Walking?

October 16, 2024 / 11:32 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.