كيف تكون قدوة حسنة لموظفيك؟

وعلى سبيل المثال، لو شجَّع الرئيس التنفيذي في الشركة المُوظَّفين على تقليل النفقات غير الضرورية لزيادة أرباح الشركة بينما يُغيّر في الوقت ذاته أثاث مكتبه على نحو مُتكرِّر، فمن شأن هذا أن يُقلِّل احترام الموظفين لتوجيهاته، وعدم تطبيقها، أمّ إذا توقَّف عن الإنفاق الزائد، وحرص على زيادة الإيرادات بجدِّية، فسيكون المُوظَّفون أكثر جدّية في تنفيذ التوجيهات، والعمل بجُهد لتحقيق أهداف الشركة.

الوفاء بالوعود: ركيزة أساسية لبناء الثقة

بناء الثقة من أهمّ أُسُس القيادة الناجحة، ومن أفضل الوسائل لتحقيق ذلك الالتزام بالوعود المُقدَّمة للموظفين، الأمر الذي من شأنه أن يعكس مستوى الالتزام، ويُعزّز ثقة فريق العمل بالقائد؛ فالفريق عندما يلاحظ مدى التزام القائد بالوعود، يصبح أفراده أكثر استعداداً لطرح الأسئلة، وتَولّي مسؤوليات إضافية، والانخراط على نحو أكبر في العمل، وعلى النقيض تمامً، إذا شعر المُوظَّفون بعدم الثقة بالقائد نتيجة عدم تنفيذه الوعود، فقد يتسبَّب ذلك في شعورهم بعدم الرغبة في العمل، وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاجية.

الاستماع الفعّال: كيف يجعل القائد قدوة للفريق؟

في بعض الأحيان، ينشغل قائد الفريق بإعطاء التوجيهات والأوامر لمُوظَّفيه دون إدراكه أهمية الاستماع إليهم، وفي الحقيقة أنّ القائد عندما يكون مُستَعِدّاً للاستماع إلى آراء الفريق وملاحظاته، فإنّه يُظهر احترامه لهم، ويعكس اهتمامه الحقيقيّ بمشكلاتهم وآرائهم، وهذا يساعد في بناء بيئة عمل إيجابيّة، وتعزيز الثقة والولاء للقائد، إضافة إلى تحفيز الموظفين على العمل بجهد أكبر، وتقديم أفضل ما لديهم في أداء المهمّات. 

الطاقة الإيجابية: عنصر رئيس في قيادة الفريق

كثيراً ما يتأثّر فريق العمل بالمواقف الإيجابية للقائد، ويعكسها أيضاً، لذا يُعَدّ حضور القائد إلى العمل بطاقة إيجابية من أبرز أساليب القيادة الناجحة؛ فهو يُحفِّز الموظفين على أداء المهمات، وبالتالي يزيد إنتاجيتهم، ويؤثر إيجاباً في تعاون الموظفين والعمل الجماعي، وبالتالي تكوين بيئة عمل مُنتِجة وداعِمة. 

القيادة بالتعاون: مصدر إلهام للموظفين

يُعَدّ القائد الذي يعمل بالتعاون مع فريقه قدوة حَسَنة تُلهِم الآخرين، وتُؤثّر إيجاباً في الأداء الجماعي والمناخ العملي على نحو عامّ؛ فحتى لو كان لدى القائد مكتب خاصّ به، فإنّ عليه أيضاً أن يقضي وقتاً كافياً مع الموظفين؛ لتعزيز شعورهم بأنّه جزء لا يتجزّأ من الفريق، وللتعامل معهم مباشرة دون حواجز، ممّا يزيد معرفته بمهاراتهم ومهماتهم ومشروعاتهم والتحدِّيات التي يواجهونها، وبالتالي مساعدته في قيادتهم على نحو أفضل، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق الأهداف.

التزام القائد بالقواعد: تأثيره في ثقة الموظفين وبيئة العمل

وضع القواعد أمرٌ مهمّ في بيئة العمل؛ فهي تساعد في توجيه سلوكات الأفراد، وتحديد التوقُّعات والمسؤوليات على نحو واضح ومُنظَّم، وقد تشمل هذه القواعد تعزيز مبادئ الشفافية، والتعامل بنزاهة، والمساواة في توزيع الفرص، وتعزيز بيئة عمل مُنتِجة. 

وحتى يكون القائد قدوة لفريقه، عليه أن يلتزم بالقواعد التي وضعها لنفسه وللمُوظَّفين؛ حتى يمثِّل لمُوظَّفيه نموذجاً للالتزام والمسؤولية، فيُشعرهم بالثقة بقراراته وعدالته، ويُقلّل احتمالية تجاوزهم القواعد أو كسرها، وهذا بدوره يُعزّز التنظيم والترابط داخل الفريق.

ثقة القائد بالموظفين: دورها في بناء علاقات إيجابية داخل فريق العمل

ثقة القائد بمُوظَّفيه تُعزِّز دوره كقدوة يُحتَذَى بها؛ فعندما يظهر المدير ثقته بقدرات مُوظَّفيه ومهاراتهم، سيُشعِرهم بأنّهم جديرون بالثقة والاحترام، ممّا يؤدّي إلى تعزيز العلاقات الإيجابية بينهم وبينه، ويُحفِّزهم على تقديم أداء أفضل. 

والمدير الذي يُظهِر ثقته بمُوظَّفيه يُلهِمهم فيصبحون قادرين على التعامل مع التحدِّيات وتحقيق النجاح؛ بمنحهم الفرصة للتطوُّر والنُّمُوّ، وتشجيعهم على تحمُّل المسؤولية.

تطوير القائد لنفسه: كيف ينعكس على تطوير مهارات الفريق؟

عندما يُبدي القائد استعداده للتعلُّم وتطوير مهاراته؛ فينضمّ مثلاً إلى دورة مهنية، أو يحضُر وُرَشاً للعمل، فإنَّه يُرسل إشارة قوية إلى فريقه بأنّه يُقدِّر تطوير النفس، وبهذا يُعزّز احترام الفريق له كقائد يتطلَّع إلى تحسين نفسه، ويُلهِمهم الاستمرار في تطوير نفسهم، وتحسين مهاراتهم.

وبالإضافة إلى ما سبق، يُسهم حضور القائد لوُرَش العمل والدورات في زيادة معرفته وخبرته العملية التي يمكن أن يُطبّقها في إدارة الفريق على نحو أفضل، ممّا يجعله أقوى تأثيراً. 

 

المراجع 

[1] indeed.com, 8 Positive Ways To Lead by Example in the Workplace
[2] corporatefinanceinstitute.com, Leading by Example
[3] hrbuscons.co.uk, Seven ways to set a positive example
[4] runn.io, How to Lead by Example: The Ripple Effect of Your Actions
[5] blog.hubspot.com, 11 Ways to Lead by Example in the Workplace