جار التحميل...
ولنشر التوعية الصحية بشكلٍ ناجح يُوصى باتباع النصائح الآتية:
قبل التفكير في إصلاح الآخرين والتأثير فيهم بشكلٍ إيجابي لا بُد من صاحب المبادرة أن يبدأ بنفسه أولاً، ويشرع في البحث والتقصي، ويُعطي الأولوية لصحته من جميع النواحي الجسدية والنفسيّة؛ لأنّ ذلك سيساعده على الاستمرار في أهدافه، ويجعله قدوةً ومثالاً يُحتذى به.
هنالك عدّة قضايا صحيّة يحتاج الناس لتوعيتهم بآثارها وعواقبها، وبطرق تجاوزها وحلّها، وذلك بعد دراستها جيداً من خلال المصادر الموثوقة، ووضع خطة تُرتَّب فيها هذه القضايا بحسب أولويتها وخطورتها، مثل: الأمراض المزمنة، أو السلوكيات الضارة بالصحة كالإدمان، وتعاطي المخدرات، وشرب الكحول، أو الصحة النفسية، أو التغذية الصحية، والنشاط البدني، وغيرها.
بالإضافة إلى تحديد الفئة المجتمعية المُراد توعيتها سواءً كانوا أطفالاً، أو مراهقين، أو بالغين، أو كباراً في السن؛ إذ إنّ لكل فئة متطلبات وأساليب تواصل تختلف عن غيرها، مما يُسهّل على صاحب المبادرة اختيار طرق التوعية المناسبة كما سيتضح لاحقاً.
تتضمن وسائل التوعية حملات إعلانيّة يُروَّج لها عبر التلفاز، أو الراديو، أو باستخدام منشورات ورقية بسيطة وواضحة المضمون، بالإضافة إلى المبادرات الطبيّة، كحملات التبرع بالدم، وإعداد يوم مفتوح لفحص الأطفال، ورعاية مرضى السكري والإجابة عن استفساراتهم، وإجراء الفحوصات والكشوفات الطبية، وتقديم البرامج الوقائيّة المجانيّة، وتوفير العلاجات بأسعار رمزيّة، تُساعد الأفراد على المبادرة للفحص وتلقي العلاج.
كما يُمكن إقامة الندوات والخطابات والورش التي تدعو لممارسة السلوكيات الصحية في المدارس، والجامعات، ومراكز الرعاية الصحية، وباقي المؤسسات التي تتوفر فيها البيئة المناسبة، والتشجيع على هذه الممارسات الصحية من خلال الأشخاص المتخصصين المؤثرين، والمرضى الذين استجابوا للتوعية، ومارسوا السلوكيات الصحيحة بقوةٍ وثبات، باعتبارهم قدوة حسنة، مثل المرضى المتعافين من السرطان، أو الإدمان.
كما يُنصَح باختيار مواعيد هذه الأنشطة والمبادرات بحكمةٍ، وبما يتناسب مع مضمونها، مثل اختيار يوم الصحة العالمي، والذي يوافق السابع من أبريل كل عام.
لا يجب الاكتفاء بالترويج وإقامة الحملات وغيرها من طرق التوعية، بل لا بُد من المتابعة، ودراسة النتائج، وتقييم مدى تأثير ونجاح هذه الأساليب، ومقدار قبولها وفعاليتها مع أفراد المُجتمع بشكلٍ دوري، وإجراء التعديلات اللازمة لتحسينها، وربطها بجداول زمنية متجددة.
ومن الجدير بالذكر أنّ الاستجابة والتغيير قد لا يكون سهلاً؛ لأنّ المُجتمع تتفاوت فيه شخصيات الأفراد وثقافتهم بالقضايا الصحية وآثارها، ويتطلب الأمر الكثير من الصبر والمثابرة لرؤية النتائج الطيبة.
تتطلب التوعية الصحية مهارات فردية وجماعية لابتكار طرقٍ فعالة ومُجدية، بالإضافة إلى توفير الموارد المادية التي تُغطي تكلفة النشر وإيصال المعلومة للمجتمع، وتطبيق المبادرات على نحو أوسع، مما يتطلب مساهمة باقي الجهات والقطاعات التي لها صلة بالأمر، ويشمل ذلك: المنظمات الخيرية، والشركات الحكومية والخاصة، والمستشفيات، والمراكز الصحيّة، ومقدمي الرعاية، وجميع المؤسسات التي تمتلك الإمكانيات والرغبة في دعم المجتمع صحياً.
يمتلك شباب اليوم رؤية فريدة من نوعها للمستقبل، وأفكاراً إبداعية تواكب التطورات المستمرة، وهم الشعلة المتوهجة، والطاقة المتجددة التي تدفع بالمجتمع للأمام، بالتالي لا بُد من إشراكهم في عملية التوعية، والاستفادة من مواهبهم وأفكارهم، وتسخير طاقاتهم لقيادة هذه المبادرات، التي تهدف لخدمة المجتمع، وتُنمي فيهم روح الانتماء والتغيير للأفضل.
تُمثل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة فعّالة لإيصال القضايا الصحية إلى عددٍ كبير من المتابعين والتأثير فيهم، وذلك عن طريق اختيار منشورات هادفة وحياديّة، تدعم الصحة المجتمعية، وتُظهر الاهتمام بالأفراد دون الإساءة لهم، أو التقليل من شأنهم وإظهارهم كأشخاص جاهلين أو غير متحضرين، مع استخدم الوسائل المرئية، مثل الصور، ومقاطع الفيديو؛ لجذب الانتباه، وتبسيط المعلومات، بالإضافة إلى تجنّب المصطلحات الطبية المعقدة، واستخدم لغة سهلة الفهم.
ويُمكن الاستفادة أيضاً من المؤثرين الموجودين على هذه المنصات، من خلال تقديم النصائح للمتابعين، وسرد تجارب شخصية ناجحة لها علاقة بالأمر، والمبادرة بسلوكياتٍ عملية تُعزز الصحة، وتحافظ عليها.
المراجع
[1] medicalnewstoday.com, Calendar of health awareness months
[2] dcj.nsw.gov.au, Five steps to carry out impactful and effective awareness campaigns
[3] yali.state.gov, How to Create a Community Health Awareness Campaign
[4] webmd.com, National Prevention Week: 5 Ways to Promote Prevention in Your Community
[5] hpd.sharjah.ae, نعمل من أجل سعادة الإنسان