فهم مصطلح الهندرة ودلالاته

ما المقصود بمصطلح الهندرة ودلالاته؟

يُشار إلى هندسة العمليات الإدارية أو إعادة هندسة الأعمال "Business process reengineering " بمصطلح الهندرة، وتُعرَف أيضاً بالتصميم الجذري للعمليات؛ وهي عملية إدارية يجري من خلالها إحداث تغييرات جوهرية عميقة في الأعمال الأساسية التي تؤدّيها الشركات، بغضّ النظر عن حجم هذه الشركات، أو طبيعتها؛ بغرض تحقيق نتائج عملية ملموسة ومُهِمَّة؛ كرفع مستوى الكفاءة والفاعلية.

ويُنصَح بالانتباه إلى أمور عِدَّة قبل البدء بخُطوات الهندرة العملية، ومنها: إعادة النظر في أهداف الشركة، ومعرفة أولوياتها، بالإضافة إلى تطوير الأدوات المُستخدَمة باستمرار؛ كتحديث البرامج المُستخدَمة في الشركة؛ الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في زيادة سرعة الأداء، وينبغي أيضاً وضع خُطط علمية مدروسة للهندرة قبل تطبيقها، مع إتاحة الفرصة للموظفين للمشاركة في مثل هذه القرارات، وأخذ آراء العملاء في الاعتبار.

ما أهمية تطبيق الهندرة في الشركات؟ 

تهدف هندسة العمليات الإدارية في أساسها إلى زيادة السرعة وتقليل التكلفة المطلوبة في تسيير أعمال الشركات، وهي تُسهِم في زيادة جودة الخدمات التي تُقدِّمها، وتهدف أيضاً إلى تبسيط المراحل التي تمرّ عملية الإنتاج عبرها؛ بالاستغناء عن الخطوات غير الضرورية، وهذا بالطبع يتطلَّب إدارة قوية قادرة على التعامل مع المُستجدّات، ومُستعِدَّة لتقديم الدَّعم والإرشاد اللازمَين للموظفين؛ ليكونوا قادرين على التعاون معها تعامُلاً صحيحاً.

وتستهدف الهندرة العمليات والخطوات المُكرَّرة فتُلغيها؛ بممارسة أعمال إبداعية وحديثة وأكثر شمولية تُغني عنها، إضافةً إلى إمكانية دمج عدد من المُسمَّيات الوظيفية تحت مُسمّى واحد؛ ممّا يُقلِّل أعداد الموظفين، ويجري ذلك بالفحص الناقد الدوريّ والشامل لسَير العمل.

ويُعَدّ هذا الأمر ضرورياً؛ للنُّهوض بمستوى الشركة، وخصوصاً في ظِلّ التنافس القوي، والتطوُّرات التقنية المُتتابِعة، والتغيُّرات الكبيرة التي ينبغي مواكبتها، والتأقُلم معها بمرونة؛ ممّا يزيد رغبة العملاء في التعامل مع الشركة بدلاً من البحث عن شركات أخرى أفضل في المجال نفسه، وتُسهِّل هذه العملية تحقيق أرباح مضاعفة؛ عبر التركيز على الأعمال ذات القيمة والعوائد الكبيرة.

وعموماً، يُعَدّ اللُّجوء إلى تطبيق الهندرة في الشركات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في بعض الحالات، ومنها الظهور المُتكرِّر للمشكلات المُتعلِّقة بنتائج الأعمال، مثل: عدم قدرة الشركة على الإنتاج ضمن المقاييس المطلوبة، أو معاناة المُوظَّفين واستياؤهم من أخطاء لا يمكن تجاوزها تُجبرهم على إعادة العمل في كلّ مرّة؛ ممّا يعني ضرورة البحث عن طرق أكثر سهولة وكفاءة.

وقد يكون سبب إعادة هندسة الأعمال هو إحداث التغييرات التنظيمية التي تستهدف الجِهات الإدارية والقُوى العاملة في الشركة بما يُمكِّنها من تحقيق الأهداف المطلوبة بسلاسة أكبر، إلى جانب الحفاظ على التعاون والتكامل في المَهامّ بين الأقسام المختلفة، مع ضمان توفير الموارد اللازمة لذلك كافَّة.

أمثلة واقعية على تطبيق الهندرة في الشركات

من الأمثلة الواقعية على تطبيق الهندرة في الشركات تغيير شركة فورد "Ford Motor Company" أساليب تعاملها مع الحسابات الدائنة تغييراً كُلِّياً؛ ممّا أدّى إلى انخفاض أعداد الموظفين في القسم المسؤول عنها بنسبة تصل إلى 75%؛ بالاعتماد على قاعدة بيانات يمكن من خلالها تتبُّع الدفعات النقدية الواردة من المُشتري عبر شبكة الإنترنت بعد إتمام عمليات شراء السيارات وتسليمها، وهذا يعني عدم الحاجة إلى مُوظَّفين لتنفيذ مثل هذه المَهمّات الروتينية بالطرق التقليدية.

ومن الأمثلة التي تُوضِّح كيفية تقليل الوقت المُستغرَق في تنفيذ العمليات، إنشاء شركة مُتخصِّصة في صناعة الشموع الفَوّاحة مِلفّاً إلكترونياً مُشترَكاً بين المُوظَّفين، بحيث يمكن لكلّ موظّف اقتراح روائح جديدة في أيّ وقت؛ ممّا مَكَّن الشركة من إلغاء اجتماعات العصف الذهني التي كانت تهدف إلى الحصول على آراء المُوظَّفين حول هذا الأمر؛ إذ أصبحت بلا جدوى.

بالإضافة إلى أنّ تخصيص الشركات مخازن؛ للاحتفاظ بكمّيات احتياطية من الموادّ المُستخدَمة في عمليات التصنيع يُسهِم في توفير الوقت اللازم لطلبها وانتظار وصولها في كلّ مرّة، إلى جانب تدريب مُوظَّف واحد؛ لمَنحه مَهامَّ مُتعدِّدة؛ كاتِّخاذ القرارات الاعتيادية مباشرةً؛ لتوفير الوقت؛ كأن يرى مُوظَّف قسم المَبيعات مثلاً أنّ تقديم خَصم لعميل مُعيَّن يُعَدّ قراراً صائباً؛ لجَذبه في المستقبل، فهل من المنطق أخذ الإذن، وانتظار الردّ في مثل هذه الأمور؟

المراجع

[1] sharjah.ac.ae, معوقات تطبيق الهندرة الادارية والتطلعات المستقبلية لتجاوزها في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية: دراسة استطلاعية
[2] ibm.com, What is business process reengineering (BPR)?
[3] govstrive.com, WHAT IS BUSINESS PROCESS REENGINEERING: GOALS, METHODOLOGY & MANAGEMENT
[4] techtarget.com, business process reengineering (BPR)
[5] indeed.com, 7 Examples of Business Process Reengineering (With Tips)