كيفية التعامل مع الشخصية القيادية بمرونة واحترام

فهم دوافع الشخصية القيادية

قد يُمارس صاحب الشخصية القيادية أحياناً الضغوط على المُحيطين به في سبيل إنجاز المَهامّ، والوصول إلى الأهداف؛ كأن يطلب القائد إنجاز مَهامّ مُعيَّنة في أوقات ضيِّقة، أو يتدخَّل باستمرار في العمل وتفاصيله، أو يطلب كثيراً من التعديلات على العمل المُنجَز، وحينها، لا بُدَّ من معرفة السبب الحقيقي وراء هذه السلوكات؛ للتعامل معها باحترام ومرونة.

ويمكن معرفة دوافع الشخصية القيادية؛ بالحِوار المفتوح، والاستماع الجيِّد؛ لفهم وجهة نظر صاحبها، واحتياجاته؛ فقد يكون القائد نفسه تحت تأثير ضغط كبير، فيعكسه على مَن حوله، وهنا، قد يساعد التواصل مع القائد؛ لتوضيح تأثير ضغط العمل السلبي، أو لمحاولة فهم التحدّيات التي تواجهه، في إدارة هذا الضغط، وبناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادلَين؛ ممّا يُقلِّل النِّزاعات، ويُعزِّز التعاون. 

تحمُّل المسؤولية 

عندما يتحمَّل الفرد المسؤولية؛ عبر التزامه بالمَهامّ المطلوبة منه، والاعتراف بالنتائج المُترتِّبة على قراراته وأفعاله؛ سواء أكانت إيجابية، أم سلبية، وإظهار الجدِّية في العمل، فهذا بالطبع سيمنحه الثقة بالنفس عند التعامل مع القائد، ومن ثَمَّ بناء علاقة إيجابية معه، وتعزيز العمل المشترك، بالإضافة إلى تقليل النزاعات المُحتمَلة.

التعامل مع الشخصية القيادية بمهنية

عند التعامل مع الشخصية القيادية، لا بُدّ من التحلّي بالصبر والمرونة الكافية لفعل ما هو مطلوب على أكمل وجه؛ فمهما كانت العلاقة غير صِحّية، لا بُدَّ من تجنُّب شخصنة الأمور والابتعاد عن الانفعالات التي تزيد الموقف سوءاً قدر الإمكان، مع ضرورة التركيز على تحقيق المصلحة المشتركة؛ ممّا يُسهم في رؤية الأمور من منظور آخر، ومن ثَمَّ تطوير التفكير البَنّاء.

وممّا يساعد في التعامل بمهنية مع صاحب الشخصية القيادية، محاولة الحصول على المعلومات الكافية منه عمّا يجب فِعله؛ فمثلاً، إن كان المدير قيادياً صعباً، لا بُدَّ من سؤاله مباشرة عمّا هو مطلوب؛ لفهم التعليمات المُوجَّهة، مع معرفة الأولويات بوضوح فيما يتعلَّق بالمَهامّ الأخرى، والجدول الزمني اللازم لإتمامها، مع ضرورة إظهار مدى التقدُّم في الإنجاز بين الحين والآخر.

فهم اهتمامات الشخصية القيادية وتفضيلاتها

لتقريب المسافات، وتحسين العلاقات مع الشخصية القيادية، لا بُدّ من معرفة بعض الجوانب الحياتية المُهِمَّة التي تتعلَّق بتفضيلات صاحبها واهتماماته؛ فهذا قد يساعد في التعامل معه بصورة أفضل ومن ثَمَّ تقوية العلاقة معه، وقد يُقلِّل المُواجَهات المُحتمَلة.

وبمعرفة أولويات مدير العمل واهتماماته، يمكن التكيُّف مع أسلوبه في التواصل واتِّخاذ القرارات وترتيب المَهامّ بما يتماشى مع معاييره؛ ممّا يؤدّي إلى بناء علاقة قائمة على الاحترام والتعاون.  

التركيز على الأهداف المشتركة

عند التعامل مع الشخصية القيادية، لا سِيَّما في إطار العمل الجماعي، لا بُدّ من العمل ضمن فريق واحد، وإظهار الجدّية والاهتمام بالأهداف المشتركة، والبحث عن حلول واقتراحات من ِشأنها الإسهام في تحقيق النجاح بأقلّ حدّ من المشكلات؛ ممّا يساعد حَتماً في تعزيز التفاعل الإيجابي مع القائد الجيِّد، وبناء علاقة مهنية قوية معه.

تلقّي النقد بإيجابية 

عندما تكون الشخصية القيادية حكيمة وناجحة، يصبح التعامل معها فرصة ثمينة للتعلُّم والتطور؛ بقبول النقد من القائد بإيجابية، والاستماع الجيِّد إلى ملاحظاته، وتحليلها بمنطقية؛ لاستغلالها في تحسين الأداء، وتطوير المهارات، بدلاً من التفاعل معها بنفور، أو التركيز على الدفاع عن النفس دائماً.

اختيار الكلمات بعناية

يعكس اختيار الكلمات بعناية احترام الشخصية القيادية، ويُعزِّز الثقة بين القائد والفريق، بالإضافة إلى أنّ اختيار الكلمات المناسبة يُسهِم في طرح النقد البَنّاء، والتعبير عن الأفكار، بأسلوب يتقبَّله القائد الجيِّد بسهولة؛ ممّا يُؤدّي إلى تحسين العلاقة به، وتحقيق الأهداف المشتركة.

إلى جانب أنّ استخدام لغة مناسبة مع القائد يُسهم في الحفاظ على حِوار هادئ ومفيد، وتجنُّب الخلافات غير الضرورية التي قد تنشأ من سوء فهم الكلام. 

وضع الحدود الشخصية 

يُسهم وضع الحدود الشخصية عند التعامل مع الشخصية القيادية في تحديد ما هو مقبول، وما هو عكس ذلك، ومن ثَمَّ ضمان احترام المساحة الشخصية، واحتياجات الأطراف جميعهم، وتجنُّب التوتُّرات في العلاقة. 

وفي الوقت ذاته، لا بُدّ من إدراك أنّ وضع الحدود لا يعني التصلُّب في القرارات، بل يعني المرونة في التعامل مع الشخصية القيادية، والتكيُّف مع الأساليب القيادية دون التنازل عن القِيَم؛ ممّا يُحافظ على احترام الذات، والتفاعل بمرونة مع القائد.