نصائح للتعامل مع الشخص الثرثار كثير الكلام

ومع ذلك من الضروري تعلّم كيفية التعامل مع الأشخاص كثيري الكلام، لضمان الحفاظ على العلاقات الاجتماعية إيجابياً، وفيما يلي أبرز النصائح التي تساعد في تحقيق ذلك:

تحديد مدة المحادثة معه

يمكن إدارة المحادثة مع الشخص الثرثار من خلال تحديد الوقت المتاح للمحادثة منذ البداية، فمن المفيد إبلاغ الشخص بوضوح عن الوقت الذي يمكن قضاؤه معه، على سبيل المثال، قول: "لدي عشر دقائق فقط قبل أن أستعد للذهاب"، فهذا سيساعد في تعزيز احترام الوقت المتاح.

وفي كثير من الأحيان قد يبدأ الشخص في المحادثة قبل الاتفاق معه على مدة محددة لها، وفي هذه الحالة يمكن إنهاء الحديث معه بلباقة دون تقديم أعذار معقدة، مثل إخباره: "أعتذر على المقاطعة، ولكنني الآن مشغول"، كما يمكن طلب التحدث معه في وقت لاحق إن كان ذلك مناسباً، فهذا سيبقى زمام الأمور في يد المُستمع بدلاً من المُتحدّث، فمن حقِّ كل شخص تخصيص وقته للقيام بشؤونه الخاصة. 

الاستماع الجيد له

بالرغم من كثرة كلام الشخص الثرثار، إلا أنّ الاستماع الجيد له قد يساعد بفعالية في التعامل معه، فبدلاً من التركيز على كمية كلامه فقط، يمكن محاولة فهم الفكرة الرئيسية والمقصد من حديثه، ممّا يساعد في توجيه النقاش نحو الموضوعات الأكثر أهمية، وتفادي الكلام الزائد.

كما قد يساعد الاستماع الجيد للشخص الثرثار في قراءة تعابير وجهه، ومعرفة مشاعره الحقيقة، وبالتالي التعامل معه بسهولة وأكثر تفهّماً، وخلال الاستماع بفعالية له، يمكن تحديد الوقت المناسب لإنهاء المحادثة مع الحفاظ على علاقة إيجابية معه.

توجيه الحديث إلى فكرة واحدة بلباقة

يمكن إدارة المحادثة بشكل أفضل مع الأشخاص الثرثارين من خلال تركيز النقاش نحو فكرة واحدة، وتجنب التفرّع إلى مواضيع متعدّدة، ويمكن ذلك بتحديد الموضوع الرئيسي، واستخدام جمل مثل: "أود اليوم التركيز على موضوع …."، وطرح أسئلة مغلقة بحيث تتطلب إجابات قصيرة، مثل نعم ولا، مع إعادة التوجيه بلطف في حال ملاحظة تشعّب الحديث إلى مواضيع أخرى، مثل قول: "لنعد إلى موضوعنا الرئيسي، ما رأيك بهذا الجانب منه؟" 

إنهاء المحادثة مع الثرثار بلُطف

من الضروري إنهاء الحديث مع الآخرين بطريقة لطيفة ومدروسة، حتى وإن كانوا من الأشخاص الثرثارين؛ بحيث يحافظ الشخص المقابل على الشعور بإيجابية، بدلاً من شعوره بالرفض أو الإهانة أو الإحراج.

كما يمكن إنهاء المحادثة بنية واضحة مع الشخص الثرثار، بتوضيح السبب وراء إنهاء المحادثة، مثل استخدام عبارة: "أعتذر، ولكن لدي موعد آخر"، وإظهار التقدير بالتعبير عن الامتنان لمحادثته، وتأكيد أهمية حديثه، بالإضافة إلى فتح فرصة لمواصلة الحديث معه في وقت لاحق إن كان مناسباً.

فرض الحدود عند الحاجة 

إذا تجاوز الشخص الثرثار الحدود رغم جميع المحاولات السابقة في الحفاظ عليها، فهنا من المهم تأكيد هذه الحدود بعبارات مباشرة، مثل: "أحتاج إلى الالتزام بالوقت المخصص للحديث"، وتأكيد أهمية الوقت وضرورة احترامه، مثل قول: "أنا فعلاً أحتاج إلى الانتهاء من المحادثة، لديّ مواعيد أخرى، يمكننا مواصلة الموضوع في وقت لاحق"، فهذا سيساعد في إنهاء المحادثة، حتى إن كان لا يستجيب في البداية لوضع الحدود. 

ختاماً، من المهم التذكير أنّ التعامل مع الشخص الثرثار، وخاصة عندما يكون مقرّباً أو زميلاً في العمل يتطلب الصبر والتفهّم واللطف، فكثيراً ما لا يدرك الشخص الثرثار تأثير تصرفاته في الآخرين، مع التنويه أيضاً إلى أنّ فعالية النصائح السابقة قد تختلف باختلاف الشخص والموقف، ولكن في جميع الحالات من المهم المحافظة على احترام الآخرين، حتى باختلاف طرق تواصلهم مع من حولهم. 

المراجع 

[1] healthline.com, Has Anyone Ever Said You Talk ‘Too Much’? It May Just Be Your Personality
[2] verywellhealth.com, How to Set Healthy Boundaries With Anyone
[3] happiful.com, How to manage an overly talkative person
[4] psychologytoday.com, 5 Steps for Dealing With People Who Talk Too Much
[5] psychcentral.com, 4 Steps to Help You Appear Interested Even If You’re Not