جار التحميل...
لذا فيما يأتي خطوات يمكن اتباعها لمساعدة الطفل على التغلُّب على الخجل الزائد، وتجنُّب تأثيره السلبي في حياته وثقته بنفسه، حسب مرحلته العمرية:
يمكن أن يسيطر الخجل على الأطفال الصغار، سواء الرضّع أم في عمر ما قبل المدرسة، وقد يعبّرون عن خجلهم إما بالبكاء، أو بالتمسّك والتعلُّق المفرط بأحد الوالدَين، ورفض الاستجابة لملاطفة الآخرين أو التحدُّث معهم، ولمساعدة الأطفال من هذه الفئات العمرية يمكن اتباع ما يأتي:
عند زيارة أحد الأقارب أو لقاء أحد الأشخاص غير المألوفين بالنِّسبة للطفل يجب عدم دفعه للذَّهاب إلى هذا الشخص أو الاقتراب منه مباشرةً، بل يجب منحه الوقت الكافي للتعرُّف إليه تدريجياً، ومن مسافة كافية، ويمكن تشجيعه على الاقتراب من خلال اللعب بلعبة قريبة منه، أو لفت نظره إلى أمر ما يجعله يتفاعل بطريقة غير مباشرة معه.
من الضروري أن يتعلَّم الطفل منذُ الصِّغر المشاركة في التجمُّعات والألعاب الجماعية، لكن بطريقة مدروسة؛ إذ يفضّل أن يبقى أحد الوالدَين إلى جانب الطفل في مواقف اجتماعية معينة، مثل مجموعات الآباء، أو الألعاب المشتركة، وغيرها، مع تشجيع الطفل على الاستكشاف، وعندما يصبح أكثر ارتياحاً واندماجاً مع محيطه يمكن للأب أو الأم الابتعاد شيئاً فشيئاً والجلوس بعيداً.
يتأثر الأطفال بسلوكيات الوالِدَن تأثراً ملحوظاً؛ فإذا كان أحدهما يُفرط في حماية الطفل والاهتمام به والحرص عليه في أبسط المواقف والأماكن، فإنّ ذلك قد يولّد شعوراً بالخوف، والتردُّد، وعدم الراحة عند الطفل، ويجعله يشعر بالخطر دون مبرّر، مما يجعله أكثر خجلاً.
يُحبُّ الأطفال الاستماع إلى عبارات المدح والتشجيع، وتحفيز والديهم لهم عند قيامهم بسلوكيات أو تصرُّفات إيجابية معينة، لذا يمكن أن يعزّز مدح الطفل عند القيام بتصرُّفات اجتماعية جيدة على تبديد شعوره بالخجل، مثل مدحه والثناء عليه عند الردّ على الآخرين، أو إلقاء التحية على أحدهم، أو المبادرة بالمساعدة.
يؤثر الخجل في هذا العمر في شخصية الطفل بصورة أكبر،؛ لأنّه أكثر قدرةً على تذكّر المواقف المختلفة، وأكثر تأثراً بمحيطه، وأكثر رغبةً بالاختلاط بالآخرين، والاندماج في الفصل الدراسي والأنشطة المختلفة، ولمساعدة الطفل الخجول في عمر المدرسة يمكن اتباع الآتي:
إذا لاحظ أحد الوالدَين اندماج الطفل مع أحد الزملاء أكثر من غيره فيمكنهم المساهمة في توطيد هذه العلاقة، من خلال دعوة هذا الزميل للعب مع الطفل في منزله، واصطحاب الطفل للعب في منزل زميله في حال دعوته، مع الحرص على البقاء إلى جانب الطفل خلال مدّة بقائه في منزل صديقه.
يمكن تشجيع السلوك الاجتماعي عند الطفل من خلال إشراكه في بعض الأنشطة التي تتطلب التواصل مع الآخرين، مثل أنشطة الكشافة، أو المسابقات الرياضية وغيرها، مع مراعاة وجود القابلية عند الطفل للقيام بذلك.
ليس شرطاً أن يكون الطفل ملزماً بتقديم عرض معيّن أمام زملائه، لكن يمكن للتدريب في المنزل أن يحفّز الطفل على تخيّل الجمهور المتفرّج والتصرُّف وفقاً لذلك، بالتالي الشعور بمزيد من الجرأة والثقة، فعلى سبيل المثال يمكن صياغة سيناريو مسرحية معينة، أو تدريب الطفل على رقصة مميزة أمام أفراد الأسرة.
يجب تهيئة الطفل نفسياً قبل الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية أو مقابلة الآخرين، من خلال شرح طبيعة المناسبة وتسمية الأشخاص الذين سيقابلهم، والتمهيد لاحتمالية مخاطبتهم والتفاعل معهم، والتذكير بأهمية الاستماع لهم والرد عليهم.
يجب الابتعاد عن أي مقارنات بين الطفل وأشقائه، أو أصدقائه الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية أكثر منه أو ثقة عالية بالنفس؛ فهذا يجعله مستاءً من نفسه ومن شخصيته، ويحدّ من جرأته في مواجهة الآخرين.
من الضروري أن يهتمّ الوالدان بترسيخ القيم، وتعليم المهارات لأطفالهم، من خلال السلوكيات اليوميّة والمهام الموكلة إليهم؛ فاكتساب هذه المهارات يساعدهم على تجاوز الإحساس بالخجل، ويُكسبهم المزيد من الثقة، ومن أهم هذه المهارات الدفاع عن النفس، والقدرة على التكيّف مع التغيُّرات المختلفة، وتعزيز الحسّ الفكاهي، والتعبير عن الامتنان، وحفظ الأسرار، والمبادرة بتقديم المساعدة للآخرين، بالإضافة إلى التعامل مع الفشل بطريقة صحيحة.
ختاماً، لا بدَّ من التحلّي بالصبر عند التعامل مع الطفل الخجول، وإظهار الحب له، والاهتمام المتواصل به؛ فالوالدان هما مصدر الدعم الأول في حياة الطفل، ومن خلال مساندتهم وتشجيعهم ومحبتهم له دون شروطٍ أو أحكام يمكن أن تزداد ثقة الطفل بنفسه أكثر، ويتغلَّب على خجله الزائد، ويجدر التأكيد على أنّ كل خطوة صغيرة في هذه الطريق تُسهم في تشكيل مستقبل الطفل؛ ليعيش حياةً سليمةً، وسعيدةً، ومستقرّة.
المراجع
[1] healthychildren.org, Shyness in Children
[2] raisingchildren.net.au, Shyness: babies and children
[3] betterhealth.vic.gov.au, Children and shyness
[4] healthline.com, What You Should Know About Shyness
[5] webmd.com, How To Support Your Shy Child