جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
للحفاظ على التركيز والإنتاجية

أهم أسباب القلق الوظيفي وكيفية تجنبه

08 أكتوبر 2024 / 6:16 PM
أهم أسباب القلق الوظيفي وكيفية تجنبه
download-img
في الواقع، يُعَدّ القلق بشأن العمل أمراً طبيعيّاً يواجه الجميع في حياتهم المهنية؛ ففي الوقت الذي تضطلع فيه الوظيفة بدور مهمّ في الحياة، يشيع شعور الفرد بالتوتُّر بين الحين والآخر في بيئة العمل.

فعلى سبيل المثال، عندما يبدأ شخص ما وظيفة جديدة، فمن الطبيعي أن يشعر بالقلق؛ لمُواجهته تحدّيات جديدة، وعندما يُقرّر شخص ما مغادرة وظيفته القديمة، يمكن أن يشعر بالتوتُّر بسبب التغيُّرات المستقبلية، وعدم معرفته ما سيحدث بعد ذلك.


وعلى الرغم من هذا القلق، إلّا أنّ استمراره فترات طويلة، وتأثيره سلباً على جوانب مُتعدّدة في الحياة المهنية والشخصية، قد يشير إلى القلق الوظيفي الذي يمكن أن يتسبَّب بفقدان الاهتمام بالعمل، وانخفاض الإنتاجية، أو الشعور المُستَمِرّ بالغضب، والتعب، والاحباط، أو صعوبة التركيز، أو الرغبة الدائمة في العزلة، أو حتى المُعاناة من أعراض جسدية؛ كصعوبة النوم، أو الإفراط في تناول الطعام، أو فقدان الشهية.

القلق الوظيفي: ما يقف وراءه؟

تتنوّع أسباب القلق الوظيفي، وقد تختلف من شخص إلى آخر؛ فبعضها ناتج عن عوامل داخلية تتعلَّق بالتفكير والمشاعر الشخصية والتجربة الفردية للضغوط والتحدّيات في بيئة العمل؛ كشعور الفرد بأنّه لا يستحِقّ النجاح، أو شعوره بالضغط لتحقيق معايير عالية هو مَن حدَّدها بنفسه، أو شعوره بالخوف والوسواس من الفشل، أو عدم الكفاءة في التعامل مع المهامّ والمسؤوليات، كما قد يكون لخبراته السابقة أو نقص مهاراته ومعرفته تأثير سلبي كبير على ثقته بنفسه وقدراته، ممّا يُسبِّب له القلق. 


ومن جانب آخر، قد يشعر الشخص بالقلق الوظيفي نتيجة عوامل خارجية، بما في ذلك الظروف أو الأحداث التي تحدث خارج دائرة التحكُّم الشخصية الخاصّة به، والتي قد تُؤثّر في مستويات القلق الوظيفي لديه، ومنها: التوتُّرات أو الخلافات بين الزملاء أو مع رؤساء العمل، والضغوط الزائدة بسبب المَهامّ، وساعات العمل الطويلة، والمواعيد النهائية الصارمة وغير الواقعية، والمُطالَبات بالأداء المُستَمِرّ، وعدم الأمان الوظيفي، ممّا يزيد الضغط النفسي على الفرد، وبالتالي زيادة شُعوره بالقلق الوظيفي. 


ومن الأسباب الشائعة أيضاً للقلق الوظيفي: عدم وضوح الأهداف أو التوقُّعات للفرد، ممّا يُشعِره بالقلق بشأن كيفية تحقيقها أو تقييم أدائه، أو عدم شعوره بالدَّعم والأهمية من الإدارة، أو عدم شفافيّة التواصل.   


إضافة إلى أنّ للتحدّيات الاقتصادية والتغيُّرات السريعة في مُتطلّبات سوق العمل في العصر التكنولوجي دوراً كبيراً في الشعور بعدم الاستقرار المهني والمستقبل الوظيفي، ممّا يُسبِّب القلق والتوتُّر للمُوظَّفين في سوق العمل. 

إدارة القلق الوظيفي: تقنيات بسيطة لتجنب هذا القلق

الرعاية الذاتية

تتمثّل الخطوة الأولى لتجنُّب القلق الوظيفي بإنشاء خُطّة شخصية للعناية بالصحّة الجسدية والنفسية؛ فمن خلال الحفاظ على نمط حياة صِحّي، يمكن تقليل مُستَويات القلق في بيئة العمل، والحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتتضمّن هذه الخُطّة الحصول على قِسط كافٍ من النوم يومياً؛ لتجنُّب التعب والتوتُّر، واتِّباع نظام غذائي متوازن لدَعم الصحّة العقلية والجسدية، وممارسة الرياضة بانتظام؛ لتخفيف التوتُّر، وزيادة الطاقة، بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة الاجتماعية خارج مكان العمل؛ للحفاظ على الحياة الاجتماعية. 

إدارة الوقت

تُعَدّ إدارة الوقت بفعالية مفتاح النجاح في تقليل ضغوط العمل، وزيادة الإنتاجيّة؛ فعندما يجري تنظيم جدول زمني دقيق وتحديد الأولويّات بعناية، يصبح من المُمكن تنظيم المهامّ بشكل أفضل وتخصيص الوقت لكلّ مهمّة، وتحديد ما هو مُستعجَل منها، ممّا يُسهِّل اتِّخاذ القرارات فيما يتعلَّق بترتيب المَهامّ، وإدارة الوقت بكفاءة، ممّا يساعد على تقليل الشُّعور بالتوتُّر والقلق في العمل.  


وهناك العديد من تقنيات إدارة الوقت التي يمكن استخدامها، والتي تساعد في تحقيق الأهداف في العمل، وتفادي القلق الوظيفي، ومنها: استخدام مصفوفة أيزنهاور "Eisenhower Matrix" التي تعتمد على تقسيم المهامّ إلى أربع فئات؛ بناءً على مستوى الأهمية والضرورة، وهي: المهامّ المهمّة والعاجلة (أي تتطلّب إجراء فوريّاً)، والمهامّ المهمّة وغير العاجلة (أي لا تتطلّب إجراء فوريّاً على الرغم من أهمّيتها)، والمهامّ غير المهمّة والعاجلة (أي أنّها تتطلّب اتِّخاذ إجراء فوريّ على الرغم من عدم أهمّيتها)، والمهامّ غير المهمّة وغير العاجلة (أي لا تحتاج إلى إجراء فوريّ في الوقت القريب ولا أولويّة لها)، ومعرفة هذا كلّه تُسهِّل عمليّة اتِّخاذ القرارات المناسبة بشأن كيفية إدارة الوقت.


ويمكن أيضاً تجميع المَهامّ المُتماثِلة، وإنجاز المهامّ الصغيرة خلال الفترات الزمنيّة بين الاجتماعات، وهذه الاستراتيجية تساعد في زيادة الكفاءة عندما يكون لدى الفرد فترات قصيرة من الوقت بين الاجتماعات لإنجاز المهامّ الصغيرة، أو تقسيم اليوم إلى فترات زمنية مُحدَّدة لإنجاز مجموعات من المهامّ المُتماثلة؛ لتنظيم الوقت، وإنجاز المَهامّ بفاعليّة، ويُنصَح هنا بالتركيز على إنجاز المَهامّ الأكثر صعوبة أو أهمّية في بداية اليوم؛ ممّا يزيد الإنتاجية، ويُقلّل مستوى القلق.


ومن التقنيات الفعّالة في إنجاز المَهامّ تقنية بومودورو "Pomodoro Technique" التي تتضمَّن تقسيم العمل الطويل إلى مجموعات صغيرة من الفترات الزمنية المُرتبطة بفترات راحة قصيرة، ممّا يُعزّز التركيز والإنتاجية، ويُقلِّل نسبة التعرُّض للمُشتِّتات.

وضع الحدود

من المهمّ تعلُّم آليَّة المُوازَنة بين الحياة المهنية والحياة الشخصية؛ لتحسين الإنتاجية، وتقليل التوتُّر والقلق في بيئة العمل؛ من خلال وضع حدود واضحة في بيئة العمل؛ كتحديد ساعات العمل المناسبة والتقيُّد بها، وترتيب الأولويّات والمهامّ الأساسية التي يجب أن تُنجَز في الوقت المُحدَّد، والتركيز عليها دون التشتُّت بالمهامّ الثانوية، إضافة إلى تحديد كيفية التعامل مع الزملاء والمُشرِفين، وتوضيح الحدود بين العمل والعلاقات الشخصية، وتحديد الحدّ الأقصى للالتزامات والقدرات، ورفض الطلبات الإضافية عند الضرورة؛ لمنع الإفراط في العمل.

القلق الوظيفي: متى يصبح تغيير الوظيفة ضرورة؟

بالرغم من أنّ القلق الوظيفي أمر شائع، إلّا أنّ استمراره لفترة طويلة وتفاقم تأثير سلبيّاته في الصحة العامّة للفرد رغم بذل الجهود للتحكُّم فيه، قد يكون إشارة إلى وجود مشكلات عميقة مُتعلّقة بالوظيفة أو بيئة العمل؛ إذ تُعَدّ الثقافة السامّة لبيئة العمل، والطلبات المُفرِطة، والضغوطات غير الصحّية، وعدم التناسُب بين مَهامّ الوظيفة والقدرات الشخصية، من العوامل الأساسية التي تُسبّب الإجهاد الوظيفي. 


لذا، إن لم تُساعد استراتيجيات التكيُّف والتدخُّلات السابقة في تخفيف القلق الوظيفيّ، فقد يكون من المهمّ النظر في إجراء تغييرات جذرية؛ كالبحث عن بيئة عمل صِحّيّة، أو البحث عن مسار مهنيّ جديد يتوافق بشكل أفضل مع الاحتياجات الفردية والطموحات.


وفي الختام، ينبغي تحديد أسباب القلق الوظيفي وإدراكها جيّداً حتى يجري التعامُل معها بفعاليّة؛ باتِّباع استراتيجيات مُتعدِّدة، مثل: إدارة الوقت، وتعيين الحدود الواضحة، والاهتمام بالرعاية الذاتية؛ لتقليل القلق الوظيفي بشكل كبير، أمّا إن ظلّ هذا القلق مُستمِرّاً، فقد يكون من الضروريّ حينها النظر في تغيير البيئة العملية؛ للعمل في بيئة أكثر راحة وإنتاجيّة.

 

المراجع

 

[1] webmd.com, How to Deal With Anxiety at Work
[2] healthcentral.com, Work Anxiety: 10 Tips to Manage Anxiety at Work
[3] verywellmind.com, How to Deal With Anxiety at Work
[4] priorygroup.com, Workplace anxiety: what to do if you feel too anxious to work
[5] talkiatry.com, Combatting Anxiety at Work: 8 Tips from our Psychiatrists


October 08, 2024 / 6:16 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.