جار التحميل...
وفي هذه المرحلة قد يشعر الشخص أنّه عنصر غير فعّال في المجتمع، وأنّ صِحَّته في تراجُع مُستمِرّ؛ ممّا يجعل تغيير هذا الفِكر، والسعي إلى تعزيز الصِّحة الجسديَّة والنفسيَّة لكبار السنِّ أمراً ضروريّاً.
تؤدّي مُمارسة الأنشطة البدنيَّة المختلفة بانتظام دوراً بارزاً في زيادة قوَّة الجسم ومرونته، وخاصَّة لدى كبار السِّنّ؛ إذ تُسهم في تقوية العضلات والمفاصل، جنباً إلى جنب مع دورها في الحفاظ على الوزن صِحِّياً، وتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المُزمِنة المُصاحِبة للتقدُّم في السِّنّ.
ويجدر التنويه هنا إلى أنّ مفهوم الأنشطة البدنيَّة لا يقتصر على مُمارسة التمارين الرياضيّة الصعبة أو الشاقَّة، بل إنّها تتضمَّن أيضاً المشي، أو ممارسة بعض الأعمال المنزليَّة البسيطة، وعند انعدام القدرة على ممارسة أيٍّ من تلك النشاطات، فإنّ من المفيد جدّاً أداء حركات، مثل: تمديد الذراعَين إلى الأمام، أو فوق الرأس، وتمديد القدمَين إلى الأمام ثمّ إعادتهما إلى وضعهما السابق، وتكرار ذلك مرّات عِدَّة.
وفي العموم، تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب أو مسؤول الرِّعاية الصحِّية قبل بدء ممارسة الأنشطة البدنيَّة، وخاصَّة لكبار السِّنّ الذين يُعانون الأمراض المُزمِنة، على غِرار مرض السُّكّري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدّم، أو هشاشة العظام؛ لتجنُّب التعرُّض لأيّ أذى.
لا بُدّ من الحرص على إجراء فحوصات طِبِّيّة دوريَّة؛ للكشف عن الأمراض، والتعامُل معها في الوقت المناسب، والطريقة المناسبة، وتقديم العلاج اللازم، ثمّ إنّ هذه الفحوصات تُمكِّن الطبيب من متابعة الحالة الصحِّية العامَّة للمريض أوّلاً بأوّل؛ بما في ذلك الوزن، وضغط الدَّم، ومستويات الكوليسترول والسكَّر في الدم، والتأكُّد من أنّ الأمور جميعها على ما يُرام.
ثمّ إنّ الفحص الدوريّ يُتيح الفرصة لمراجعة الأدوية التي يتناولها المريض؛ لضمان أنّها ما تزال مناسبة، ولا تُسبِّب تداخُلات ضارَّة، وتعديل الجُرعات -إن لَزِم الأمر-.
وفي هذا الصَّدد، يجدر التنويه إلى أهمية مراقبة كبير السِّنّ مظهرَ جسده الخارجيّ، وإن لاحَظ وجود أيّ علامات غير طبيعيّة على الجسم؛ كمسمار القدم، أو انتفاخ منطقة مُعيَّنة، فإنّ عليه مراجعة الطبيب على الفور.
ينبغي الاهتمام بتناول المُكمِّلات الغذائيّة اللازمة لصِحَّة كبار السِّنّ -بعد استشارة الطبيب المُختَصّ-، وخاصَّة تلك التي تحتوي على فيتامين (د)؛ لنَقصه الشائع لدى العديد من الأشخاص، ثمّ إنّ من المعروف أيضاً أنّ نقصه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشكلات العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي الأمراض المُرافقة عادةً للتقدُّم في السِّنّ.
ويُمكن الحصول على فيتامين (د) من المُكمِّلات الغذائية، وغيرها من الطرائق؛ كالمشي، أو التعرُّض لأشعَّة الشمس مُدَّةً تتراوح بين 15-20 دقيقة يوميّاً، على أن يكون ذلك بحكمة وحَذر، وتجنُّب التعرُّض للشمس في أوقات الذُّروة، بالإضافة إلى أهمّية الحصول عليه من مصادره الطبيعية الغذائية؛ كالبيض، والأسماك الزيتية.
تُؤثِّر قِلَّة النوم في الحالة المزاجيَّة العامَّة للأشخاص، وفي صحَّتهم الجسديَّة، لا سِيَّما كِبار السِّنّ؛ لذا، لا بُدّ من الحصول على قِسط كافٍ من النوم؛ إذ يحتاج كبار السِّنّ إلى النوم ليلاً مُدَّةً تتراوح بين سبع ساعات إلى تسع ساعات؛ ولتحقيق ذلك، يُنصَح باتِّباع روتين نوم مُنتظَم يوميّاً؛ بالذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه تقريباً كلّ ليلة، وضبط المُنبِّه؛ للاستيقاظ في الوقت نفسه كلّ صباح.
ومن الممكن أيضاً تناول مشروب دافئ، مثل: الحليب، أو شاي البابونج، قبل النَّوم، وهذه الأمور كلّها تُحسِّن نمط الحياة، وتُجنِّب كبار السِّنّ مُشكلات جسديَّة وتُغيُّرات مزاجيَّة عِدَّة.
وجود هدف في حياة كبار السِّنّ أمر ضروريّ؛ لتعزيز نوعيَّة الحياة على الصعيدَين؛ الجسديّ، والنفسيّ؛ إذ تَقِلّ المسؤوليات التي يتحمّلها الأشخاص مع التقدُّم في السّنّ، وتقِلّ الخدمات التي يُقدِّمونها؛ ممّا يُولِّد شعوراً بانخفاض الأهمّية والتقدير، ومن ثَمَّ الشعور -في بعض الأحيان- بالحزن، أو الاكتِئاب.
ويُمكن تجنُّب ذلك، وتعزيز الصحّة النفسية التي تؤثّر في الصحّة الجسدية؛ بإشراك كِبار السِّنّ في الأعمال المُجتمَعية التطوُّعية على سبيل المثال؛ كالمشاركة في الندوات الثقافية، أو المحاضرات التوعَوية -إن أمكن ذلك-، والانخراط في الأنشطة الدينية التي تُقام في المساجد القريبة، وما شابه ذلك من الأنشطة التي تُعزّز لديهم الشعور بالأهمّية، وتُحسِّن حالتهم النفسية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النشاطات لا بُدّ أن تكون خفيفة لا تحتاج إلى بذل مجهود بدنيّ كبير، مع الأخذ في الاعتبار الحصول على قسط من الراحة عند الشعور بالتعب، وطلب مساعدة الآخرين عند الحاجة إليها.
تُؤثِّر الوحدة سلباً في كبار السِّنّ؛ إذ قد تُدخِلهم في حالة من الاكتئاب، ومن أكثر الطرائق فاعليَّة لتلافي الشعور بالوحدة: التواصُل الجَيِّد مع العائلة والأصدقاء، والتحدُّث إليهم عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي من حين إلى آخر.
ثمَّ إنّ عقد الاجتماعات العائلية في بيت كبير العائلة، واسترجاع الذكريات الجميلة، إلى جانب الخروج في رحلات عائلية جماعيّة من فترة إلى أخرى، والانخراط في أنشطة مع العالَم الخارجي، يُعزِّز الشعور بالرضا العامّ، ويسهم في تحسين الصحَّة النفسية، وتحويل نمط حياة كبار السِّنّ إلى نمط أكثر مُتعة.
المراجع
[1] webmd.com, Scientific Secrets to Healthy Aging
[2] niddk.nih.gov, Health Tips for Older Adults
[3] ageuk.org.uk, 10 tips for ageing better
[4] bethesdahealth.org, 7 Ways to Improve Quality of Life for Seniors
[5] nia.nih.gov, Healthy Aging Tips for the Older Adults in Your Life