جار التحميل...
وهذا ما يمكن أن يتحقَّق باتِّباع مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد في بناء ثقافة عمل مزدهرة يحترم الواحد فيها الآخر، فيشعرون بالتقدير والدَّعم المُستمِرّ فيما يُعرَف بـ "إتيكيت التعامل مع زملاء العمل".
يكمن سرّ التعامل الإيجابي مع زملاء العمل في الحرص على التواصل معهم بطريقة فَعّالة بما يُتيح لهم تبادل الأفكار والمعلومات ووجهات النظر بعيداً عن سوء الفهم، ويخلق جَوّاً من التعاون وروح الجماعة بين الزملاء، ويتضمَّن التواصل الفعّال الوضوحَ في التعبير، وملاءمة تعابير الوجه وحركات الجسد للموقف العامّ، والإنصات باهتمام إلى حديث الزميل، والحرص على عدم مقاطعته.
بالإضافة إلى أهمية إظهار التعاطف والدعم المعنوي الذي من شأنه أن يُعزّز الروابط الإنسانية والتفاهم بين الزملاء؛ ففي بعض الأحيان، لا يحتاج مَن يُعاني مشكلة مُعيَّنة إلى حلول فورية بقدر حاجته إلى شخصٍ يستمع له ويُتيح الفرصة للتعبير عمّا بداخله دون خوف أو قلق.
وتجدر الإشارة في هذا الصَّدد إلى أنَّ وسائل التواصل - كالتواصل عبر البريد الإلكتروني، أو برامج الدردشة المختلفة- مهما تنوَّعت، إلّا أنّ التواصل وجهاً لوجه يظلّ الطريقة المثلى دون إنكار أهمية الوسائل الأخرى، ودورها في تعزيز العلاقات، والتأكيد على مصداقيتها حتى خارج بيئة العمل.
يُعَدّ الاحترام أحد القِيَم الأساسية التي تُسهم بشكل كبير في بناء بيئة عمل إيجابية وصحّية؛ فهو أساس مهمّ في منظومة العلاقات واستمرارها، وله دور فعّال في بناء الثِّقة والانسجام بين الزملاء، ويتمثَّل الاحترام بإظهار التقدير للزملاء في العمل، وعدم إهانتهم أو إيذائهم، وتقبُّلهم كما هم بغضّ النظر عن خلفيّاتهم الثقافية، أو الاجتماعية، أو الفكرية، بالإضافة إلى احترام اختلاف وجهات نظرهم، وتجنُّب الاستخفاف بأفكارهم.
قد يرى البعض أنّ إلقاء التحية أمرٌ بسيط، إلّا أنّه -إلى جانب فضله العظيم والثواب المُترتِّب عليه من الله عزّ وجلّ- يحمل تأثيراً إيجابياً كبيراً في تعزيز العلاقات بين الناس، ومن ذلك تعزيز العلاقات بين الزملاء في العمل؛ ففيه تعبير عن احترامهم، وتقدير وجودهم؛ فقول: "صباح الخير، كيف حالكم اليوم؟" عند الوصول إلى العمل -مثلاً- يعكس روحاً إيجابية واهتماماً حقيقياً بالآخرين، ولا بأس أيضاً بالمصافحة والابتسامة عند إلقاء التحيّة.
الكلمة الطيبة والتعبير عن الشُّكر والامتنان للزملاء في العمل من الأمور الأساسية لخلق جوٍّ عامّ من الإيجابية والأُلفة والمَحبّة؛ فكلمات بسيطة، مثل: "شكراً لك"، أو "أُقدِّر مساعدتك"، لن تُكلِّف شيئاً على الرغم من مفعولها السحريّ؛ فإلى جانب أهميتها في التعامل مع الزملاء، لا يمكن إنكار أهميتها أيضاً في تعزيز الروح المعنوية، ورفع الحافز للعمل وأداء المهام بفاعلية أكبر، ممّا يضمن تحقيق الأهداف المشتركة للشركة أو المؤسسة.
النميمة وذكر الآخرين بسوء من السلوكات المذمومة عموماً، وهي تُؤثِّر سلباً في بيئة العمل بصورة كبيرة من الناحيتَين؛ الشخصية، والمهنية؛ إذ يمكن أن تؤدّي إلى انعدام التواصل والتعاون بين الزملاء، وحدوث النزاعات باستمرار، كما قد تؤدّي إلى انحراف الانتباه عن المهامّ الأساسية، وتبديد الوقت في مناقشات غير مُثمِرة، ممّا يُؤثّر سلباً في الإنتاجيّة، وأداء الفريق بشكل عامّ.
وللحفاظ على علاقات طيّبة مع الزملاء، يُنصَح بأن تسود النقاشات معهم -بصورة عامَّة- البساطة وروح الفكاهة، ويُنصَح بتجنُّب المشاركة في أيّ نقاش يتضمَّن تقليل قيمة أحد الزملاء أو ذمِّه، ومحاولة تقديم النصيحة، والتنبه إلى الآثار السلبية لمثل هذه النقاشات.
تُعَدّ بيئة العمل مليئة بالتحدّيات، وقد يواجه بعض الزملاء صعوبةً في أداء المهامّ المطلوبة منهم، فيحتاجون إلى من يُقدِّم لهم يد العَون، وخاصّةً الموظفين الجُدد الذين انضمُّوا حديثاً إلى الفريق، لذا فإنّ المبادرة في تقديم المساعدة لهم عندما يواجهون مشكلة، أو يرتكبون خطأ ما، فيه تعبير عن الاحترام والاهتمام بهم، ممّا يجعلها خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات معهم، وبناء فريق عمل متعاون ومتماسك، وبالتالي جعل بيئة العمل أكثر راحةً واستقراراً.
وفي الختام، من المفيد أيضاً -إضافةً إلى ما سبق ذكره- التخطيط لبعض الأنشطة المميّزة مع الزملاء في العمل بين الحين والآخر خارج أجواء العمل الروتينية، مثل: دعوتهم إلى الغداء في يوم العطلة، أو تنظيم رحلة جماعية تُتيح لهم الفرصة للحديث، ومشاركة الهوايات خارج إطار العمل، وغيرها من الفعاليات التي تحمل معانٍ إيجابية، وتُسهم في تعزيز العلاقات بينهم.
[1] hubspot.com, How to be a Great Coworker
[2] businessnewsdaily.com, better coworker tips
[3] business.com, how to take better care of your coworkers
[4] themuse.com, 42 ways to make sure people like youand respect you
[5] lifehack.org, 13 Ways to Make Your Colleagues Like You More