جار التحميل...
ويميل كثير من الأشخاص إلى دخول عالم الأسهم؛ لما يُحقِّقونه من أرباح مالية عند ارتفاع سعرها، وغالباً ما يُواجه المُبتدِئون صعوبة في سَير سوق الأسهم، ومعرفة أسباب ارتفاع الأسهم، أو انخفاضها، لذا نطرح هنا مجموعة من الأمور التي يُمكن اتِّباعها للنجاح في عالم تداول الأسهم:
خُطَّة التداول هي مجموعة من التعليمات والتوجيهات التي تساعد على البقاء في سوق الأسهم أثناء مواجهة التحدّيات المالية والتقلُّبات الاقتصادية، لذا لا بُدّ من تخصيص الوقت الكافي لوضع خُطَّة جيِّدة مدروسة قبل الغوص في عملية تداول الأسهم.
وتتضمَّن خُطَّة التداول مجموعة من المعايير التي ينبغي تحديدها بدِقَّة؛ كتحديد الهدف المالي من التداول؛ سواء تمثَّل بالحصول على أرباح قصيرة الأجل، أو بالاستثمار المالي طويل الأجل، بالإضافة إلى تقييم مستوى تحمُّل المخاطر؛ إذ يميل بعض المُستثمِرين إلى تداول الأسهم عالية الخطورة؛ للحصول على أرباحٍ أعلى، بينما يُفضِّل المُستثمِرون الأكثر عقلانيّة التداول في أسهم الشركات الأكثر استقراراً، مع ضرورة تحديد الاستراتيجيات التي تُوضِّح التوقيت المناسب لشراء الأسهم، والتوقيت المناسب لبَيعها.
من الصعب توقُّع أداء أسهم شركة ما في المستقبل، وإن كانت قد حقَّقت أرباحاً في الماضي أم لا، وهو أمر غير كاف لشراء الأسهم فيها بكلّ تأكيد، لذا يجب إجراء بحوثات ودراسات مُكثَّفة؛ لتجميع القدر الكافي من المعلومات عن الشركة واستثماراتها؛ كالاطِّلاع على بياناتها المالية؛ لمعرفة قِيَم الأرباح، ومستوى الإيرادات، ومستويات الديون الخاصّة بها، بالإضافة إلى تحليل فريق إدارة الشركة، وقيمة رِبحيّة الأسهم، ونسبة سِعر السهم إلى الأرباح، وغير ذلك من المعلومات التي تُؤدّي إلى اتِّخاذ القرار الصائب بشأن الاستثمار فيها.
يتطلَّب الدخول إلى عالم تداول الأسهم وجود مبلغ ماليّ مُجزٍ في غالب الأحيان، وغالباً ما تكون عملية تجميع المبلغ صعبة، وتتطلَّب كثيراً من الوقت والجهد، لذا يجب إيلاء المحافظة على رأس المال الخاصّ بالتداول الأهمّية القُصوى؛ فهو أساس الاستمرارية في الأعمال التجارية، ونجاحها، ويتمثَّل ذلك بتجنُّب المُخاطَرات غير الضرورية، وتجنُّب الوقوع في الخسائر المالية قدر المُستَطاع.
ويجب التنويه إلى عدم المُخاطَرة برأس المال المُخصَّص لبعض الالتزامات المهمّة الأخرى في الحياة؛ كالأموال المُخصَّصة للرُّسوم الجامعية، أو تلك المُدَّخرة للرَّهن العقاري مثلاً؛ لاحتماليَّة خسارتها وضياعها في أيّ وقت أثناء التداول.
تمثِّل استراتيجية وقف الخسارة اتِّفاقاً مُسبَقاً على البَيع التلقائي للأسهم عند تدنّي قيمتها إلى مبلغ أو نسبة مئوية مُعيَّنة؛ للحَدّ من قيمة الخسائر المالية المُحتمَلة، وضمان توفُّر رأس مال كافٍ للتداول في أسهم أخرى في المرّات المقبلة، وتُقلِّل هذه الاستراتيجية الضغط الذي يشعر به المُتداوِل؛ إذ يكون على عِلم مُسبَق بقيمة الخسارة التي سيتعرَّض إليها في كلّ سهم مُعيَّن.
تنويع المحفظة أحد الاستراتيجيات المُعتمَدة؛ للتقليل من المخاطر أثناء عملية التداول، وهي تهدف إلى عدم الاكتفاء بنوع واحد فقط من الأسهم لشرائها والاستثمار فيها، بل توزيع الاستثمارات على مختلف القطاعات؛ كالقطاعات التكنولوجية، والتمويلية، والرعاية الصحية، والتنويع الجغرافي؛ بشراء الأسهم من بلدان ومناطق مختلفة، بالإضافة إلى شراء الأسهم الخاصَّة بأصول مختلفة؛ كالأراضي، والسِّلَع، والسَّنَدات، وغيرها.
ويَكمُن الهدف الأساسيّ من التنويع في التقليل من الأضرار الناتجة عن خسارة أحد الأسهم في المحفظة؛ لتوفُّر أسهم أخرى تُسهِم في تحسين العائدات الإجمالية.
مع أنّ التداول قصير المدى يتعلَّق بشراء الأسهم وبيعها خلال مدَّة قصيرة جدّاً قد تتراوح بين عِدَّة ساعات إلى عِدَّة أيام؛ بهدف تحقيق الرِّبح من التغيُّر في سِعر السهم، إلّا أنّ من الأفضل اعتماد التداول طويل المدى الذي يمتدّ من بضعة أشهر إلى عِدَّة سنوات؛ بهدف تنمية رأس المال التجاري؛ بسبب المخاطر والنفقات المرتفعة التي تترتَّب على التداول قصير المدى، والناتجة عن ضيق المُدَّة الزمنية الخاصَّة بالتداول، ودفع مبالغ جيّدة للرُّسوم والعُمولات في تلك المُدَّة، ممّا يُخفِّض في النهاية القيمة النهائية للأرباح.
من الضروري تجنُّب اتِّخاذ القرارات العاطفية النابعة من شعور الفرح بالفوز، أو اليأس بسبب الخسارة، وينبغي بدلاً من ذلك الحفاظ على خُطَّة التداول المرسومة منذ البداية، مع عدم اتِّخاذ قرارات خارجية مَبنيّة على المشاعر والانفعالات، دون تخطيط وتفكير عميق.
بالإضافة إلى أنّ تحديد أهداف واقعية جزء أساسيّ من نجاح عملية تداول الأسهم؛ فمن الطبيعي توقُّع الحصول على قيمة مُعيَّنة من الأرباح في مُدّة مُحدَّدة، إلّا أنّ الأهمّ تحديد قيمة واقعية يُمكن الحصول عليها بالفعل، والابتعاد عن تخيُّل نتائج وهمية أو يستحيل تحقيقها؛ للمحافظة على العقلية المتوازنة في عملية التداول.
تحتلّ بورصة نيويورك (NYSE) المرتبة الأولى بوصفها أكبر سوق لتداول الأسهم على مستوى العالم؛ إذ تزيد القيمة السوقية للأسهم فيها عن 28 تريليون دولار أميركي تقريباً، بينما تحتلّ بورصة ناسداك (NASDAQ) الأميركية المرتبة الثانية بقيمة سوقية تزيد عن 25 تريليون دولار أميركي، وتبرز في المرتبة الثالثة بورصة يورونكست (Euronext)، تليها في المرتبة الرابعة مجموعة بورصات اليابان (Japan Exchange Group)؛ اعتباراً من شهر مارس عام 2024؛ حسب إحصائيات شركة "Statista" الألمانية المُتخصِّصة في بيانات السوق.
وفي الختام، أُسِّسَت هيئة الأوراق المالية والسِّلَع (SCA) في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2000، بتوجيه من مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وهي جهة مُستقِلَّة تُشرف على سوقَين رئيسيين للأوراق المالية التي تتعامل على نحو أساسي بالأسهم والسَّندات وصناديق الاستثمار، ويَكمُن الهدف من الهيئة في إتاحة الفرصة لاستثمار المُدَّخرات والأموال الخاصَّة بالأوراق المالية، وحماية المُستثمِرين وتوعيتهم بالاستثمار الآمِن؛ بتقديم التوصيات، وإجراء الدراسات، والمساعدة على ضمان الاستقرار المالي والاقتصادي للدولة.
[1] bankrate.com, Stock market basics: 9 tips for beginners
[2] investopedia.com, Top 10 Rules for Successful Trading
[3] fastercapital.com, Tips For Successful Stock Market Trading
[4] tickeron.com, How Can you Master the Top 15 Rules for Trading Success?
[5] u.ae, الأسواق المالية