جار التحميل...
والتقاعُد مرحلة انتقالية مهمَّة في حياة المُتقاعد، ويكون ضرورياً في بعض الحالات، وعند التقدُّم في السِّنّ، لا يعود المُتقاعد قادراً على تلبية مُتطلَّبات العمل؛ بسبب حالته الجسدية أو الصحِّية.
وبمعنى آخر، يُمكن القول إنّ التقاعد يمثِّل التوقُّف عن العمل بدوام كامل مدفوع الأجر عند بلوغ سِنٍّ مُعيَّنة مُحدَّدة مُسبَقاً، وغالباً ما يتبعه الحصول على دخل تقاعدي مُنتظَم حسب شروط نظام التقاعد الذي ينتسب إليه المُتقاعد؛ ممّا يُوفِّر له ما يُؤهّله ليحيا حياة كريمة ويرعى نفسه وأسرته، بالإضافة إلى عدد من المزايا التي تساعده في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وفيما يأتي توضيحها:
تتمتَّع مرحلة التقاعُد بعدد من السِّمات والخصائص المُميَّزة، ومنها ما يأتي:
يحصل المُتقاعد عادةً على مَعاش شهري مُستحَقّ تُقدِّمه له مُؤسَّسة الضمان الاجتماعي، وتختلف قيمته من متقاعد إلى آخر حسب الدخل الذي كان يحصل عليه عندما كان على رأس عمله، واعتماداً أيضاً على قيمة الاشتراك الشهري المُقتطَع من راتبه خلال سنوات عمله.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المَعاش التقاعدي قد لا يكون بمقدار الدخل الشهري نفسه؛ ممّا يعني أنّه لا بُدَّ من وضع خُطَط للتقاعُد، وحساب قِيَم النفقات اللازمة كُلَّما تقدَّم المتقاعد في السِّنّ.
يُعَدّ التقاعد مرحلة انتقاليّة تقِلّ فيها المسؤوليات المطلوبة؛ ممّا يزيد وقت الفراغ لدى المُتقاعد، ويُمكِّنه من ممارسة الهوايات التي طالما رغب فيها ولم يتمكَّن من فعلها بسبب ظروف العمل؛ كالتطوُّع في الأعمال الخيرية، وتعلُّم الحِرَف أو الأشغال اليدوية، والمُطالَعة، وتنمية الاهتمامات الشخصية المختلفة.
لا تقتصر الدراسة على فئة عُمرية مُحدَّدة؛ فبُحور العلم عميقة وواسعة يُمكن لأيّ شخص اكتشافها والغوص فيها، وقد لا يتمكَّن العامل من الالتحاق بالكُلّيات والجامعات والجلوس على مقاعد الدراسة؛ بسبب ضيق الوقت، وضغوطات العمل؛ ممّا يعني أنّ التقاعد قد يكون فرصة ذهبية لتعلُّم لغة أخرى، أو دراسة تخصُّص جديد، لا سِيَّما في حالات التقاعُد المُبكِّر.
يمتلك المتقاعد الوقت الكافي الذي يُمكِّنه من الاستلقاء على سريره؛ للتأمُّل والاسترخاء بعض الوقت، أو النوم مُدَّة أطول، وتناول الفطور المنزليّ عِوضاً عن الإفطار في العمل، أو الجلوس واحتساء القهوة تحت أشعَّة الشمس في الصباح دون التفكير كثيراً في المسؤوليات المُترتِّبة عليه في هذا اليوم، أو الخوف من التأخُّر عن العمل؛ فالتقاعد يمنحه الحُرّية من الروتين اليومي المُرتبِط بالوقت وضغط العمل، الأمر الذي يجعل الذهن أكثر صفاءً، والعقل أكثر راحةً.
بالإضافة إلى الاسترخاء والراحة، يُساعد التقاعد على منح الصحَّة والعناية بالذات الأولويّة؛ باتِّباع روتين حياة صحّي، وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام، والالتزام بممارسة التمارين الصحّية المناسبة، وإن كان المتقاعد يُعاني أمراضاً مُزمِنة أو مشكلات صحِّية كبيرة، فإنّ لديه من الوقت ما يكفي للتمتُّع بالحياة، والبحث عن العلاج المناسب، ويُمكن الاستفادة من المزايا المادّية للتقاعد، والتي تتضمَّن أحياناً تأمينات تتعلَّق بالرِّعاية الصحِّية، وتُغطّي نفقاتها.
والتقاعد فرصة للتحرُّر من السلوكات السلبيَّة، وأنماط الحياة الضارَّة، والشفاء منها، لا سِيَّما إن كانت بسبب الانشغال المُستمِرّ بالعمل، والتوتُّر الناتج عنه، مثل التدخين؛ عبر الانشغال بأمور أكثر فائدة، والحصول على الدَّعم العائلي والصحّي إن دعت الحاجة إليه.
عندما تكون ساعات العمل طويلة، وطبيعة العمل مُرهقة، قد لا تُتاح للعامل فرصة الخروج والالتقاء بالأصدقاء، أو الجلوس مع العائلة مُدَّة طويلة، أمّا في مرحلة التقاعد، فيُمكن استثمار وقت أطول للجلوس مع أفراد الأُسرة، وتعزيز علاقته بهم، ومقابلة الأصدقاء والخروج معهم، بالإضافة إلى تنمية العلاقات الاجتماعية، وإمكانيَّة التعرُّف إلى أصدقاء جُدد أثناء ممارسة الهوايات المختلفة؛ كالرياضة.
يمتلك عدد من العاملين والمُوظَّفين أهدافاً ترتبط بالسفر والتنقُّل من مدينة إلى أخرى، وخوض مغامرات جديدة ومُشوِّقة، إلّا أن تحقيقها قد يكون صعباً ومُرهِقاً في الأيّام العادية؛ نتيجة الارتباط بالوظائف والظروف الشخصية، أو عدم وجود إجازات أو مُدَّخرات كافية، بينما تُتيح مرحلة التقاعد -إن امتلك الشخص صحَّة جيِّدة ومُدَّخَرات كافية- السفر وإمكانية التنقُّل من مدينة إلى أخرى عند الرغبة في ذلك.
لا يُشترط عند التقاعد عن العمل البقاء في المنزل وعدم ممارسة أيّ مهنة أو عمل آخر، فالتقاعد قد يكون البوابة الذهبية لبدء المشروع الخاص وتحويل الأحلام إلى حقيقة، فيُمكن استثمار المواهب والهوايات الخاصة والخبرات السابقة واستغلالها لبدء مشروع جديد يُشعر الشخص بالإنجاز والاستقلالية، ويُنمي الميزانية المالية بعدّه مصدر دخل إضافي وآلية تساعد على الادخار، ويُمكن الالتحاق بوظيفةٍ جديدة بدوامٍ جزئي أو كامل، وهو ما يُعرف بالتقاعد العكسي.
تُولي دولة الإمارات مُوظَّفيها العاملين في قطاعَيها؛ العامّ، والخاصّ، من المواطنين الذين يحملون الجنسية الإماراتية، أو مُواطِني دُوَل مجلس التعاون الخليجي العاملين، كثيراً من العناية، وكانت الدولة قد أقرَّت عدداً من القوانين التي تحمي حقوق المُتقاعِدين منهم، وتُعنَى بتوفير العيش الكريم لهم في مراحل الشيخوخة، وحالات العجز والإصابة، أو الوفاة، أو غيرها.
وألزمَت الدولة مُؤسَّسات القِطاع العامّ والخاصّ فيها بإلحاق المُوظَّف لديها مُباشرة بمِظلَّة "الهيئة العامّة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية"، ومنذ الشَّهر الأوّل لتعيينه؛ ليُصبح بذلك مُستحِقّاً مَعاشَ التقاعد، ومُستفيداً من مُميِّزاته، شريطة التزامه بدفع الاقتطاعات الشهرية من دخله أثناء عمله لصالح الهيئة.
[1] study.com,Retirement: Definition, Influencing Factors, Preparation & Adjustment
[2] www.investopedia.com Early Retirement: The Pros and (Mostly) Cons
[3] www.carecredit.com, The Pros and Cons of Early Retirement
[4] advice.metrocu.org, The Pros and Cons of an Early Retirement
[5] u.ae, المعاشات والضمان الاجتماعي لمواطني الدولة