جار التحميل...
وفي خِضَمّ هذه المسؤوليات، يكون من السهل على المرأة أن تضيع في دَوّامة المهامّ اليومية دون أن تُخصِّص وقتاً لنفسها، غير مُدرِكةٍ لحقيقة أنَّ تخصيص بعض الوقت لنفسها لا يُعَدّ رفاهية، بل هو ضرورة لضمان صِحَّتها النفسية والجسدية.
وفيما يأتي عرض أفضل خمس استراتيجيات تُعزِّز قدرة المرأة على المُوازَنة بين مُتطلَّبات العمل والمنزل، ممّا يساعدها على إيجاد الوقت الكافي لنفسها، ويضمن لها حياة أكثر صِحَّة وسعادة وإنتاجية أيضاً.
بالرغم من أنّ الهدف هو الحصول على وقت خاص للراحة والاسترخاء، إلّا أنّ إدارة الوقت والمهامّ يُعَدّ المفتاح الأول لتحقيق ذلك؛ فغالباً ما تكمن تحدِّيات المرأة في التوفيق بين وقت العمل ووقتها الشخصي، وتبدأ إدارة المرأة العاملة لوقتها بالتخطيط الفَعّال، ثمّ ضبط النفس للقيام بكلّ مهمّة في الوقت المُخصَّص لها.
ومن الطرق الفَعّالة التي يمكن للمرأة اتِّباعها لتنظيم وقتها وضع خُطَّة يومية أو أسبوعية؛ بتحديد المهامّ الأكثر أهمية أوّلاً، ثمّ تحديد المُدَّة اللازمة لكلّ مهمّة، ومحاولة الالتزام بهذه الخُطَّة قدر الإمكان دون تسويفٍ، ممّا يساعدها في إدارة يومها، والسيطرة على وقتها بشكل أفضل.
إنّ وضع المرأة العاملة حدوداً بين العمل والحياة الشخصية بحيث لا يتداخل أحدهما مع الآخر أمرٌ مُهمّ للغاية؛ كي تتمكَّن من الحصول على وقت كافٍ للرعاية الذاتية، وتفادي ضغوط العمل المستمرة، ويمكن تحقيق ذلك أوَّلاً بإدراك المرأة تماماً لقدراتها الشخصية، والوقت الذي تستطيع تخصيصه لعملها منذ البداية دون أن يُؤثِّر في صِحَّتها الجسدية والنفسية، مع وضع حدود واضحة مع صاحب العمل فيما يتعلَّق بساعات العمل، والمهامّ المطلوبة، وتوقُّعات الأداء.
ومن المهمّ أن تًحدِّد المرأة العاملة أيضاً التزاماتها العائلية والاجتماعية التي يصعب التنازل عنها؛ كرعاية أطفالها، وبيتها وعائلتها، إضافة إلى أيّ أنشطة أو هوايات شخصية مُهِمَّة لها.
كما يحتاج تحقيق التوازن بين العمل والمنزل أن تكون المرأة حازمةً؛ بتعبيرها عن آرائها ورغباتها بوضوحٍ دون تردُّد، وبلُطف واحترام في الوقت نفسه؛ فعلى سبيل المثال، يمكنها الاعتذار عن أداء المَهامّ خارج ساعات عملها بأن تقول لصاحب العمل: "أنا ملتزمة بعملي خلال ساعات العمل، ولا أستطيع العمل خارج أوقات الدوام بسبب التزاماتي العائلية"، وكخيارٍ آخر أيضاً، يمكن أن تُقدِّم المرأة حلولاً مُحدَّدة لتحدِّيات العمل؛ كاقتراح تغييرات في الجدول الزمني، أو العمل عن بُعد؛ لتسهيل وفائها بالتزاماتها الشخصية والمهنية.
بين أعباء المنزل والعمل، تُواجه المرأة العديد من الضغوط، ممّا قد يُشعرها بالإرهاق، لذا يساعد إعطاء الأولوية للعناية بالنفس في تقليل هذه الضغوط، وتتضمَّن عِناية المرأة بنفسها الاهتمام بصحتها الجسدية والنفسية والعاطفية؛ من خلال الاهتمام بتغذيتها، وممارسة الأنشطة التي تمنحها الاسترخاء، وتُخلِّصها من التوتُّر، مثل التمارين الرياضية، إضافة إلى حصولها على النوم الكافي.
وتخصيص المرأة بعض الوقت لنفسها خلال اليوم، حتى وإن كان قصيراً؛ كأن تقرأ كتاباً، أو تقضي بعض الوقت في الطبيعة، أو تتحدَّث مع أصدقائها، أو أحد أفراد عائلتها، سيكون له تأثيرٌ كبير في شعورها بالسعادة، والتخلُّص من التوتُّر، وشَحن طاقتها من جديد.
لذا من المهمّ أن يكون وقت الرعاية الذاتية لدى المرأة جزءاً من جدولها اليوميّ كأيّ نشاطٍ آخر مهمّ، على أن يجري التعامُل معه بجِدِّيّة باعتباره موعداً لا يمكن تأجيله دائماً.
تُواجِه النساء العاملات العديد من الضغوط الاجتماعية التي قد تدفعها إلى محاولة إرضاء الجميع، ممّا يؤدّي إلى التزامها بشكل مُبالَغٍ فيه، مُحاوِلةً بذلك الوصول إلى المِثالِيَّة، وبالتالي زيادة أعبائها وشعورها بالإرهاق والتوتُّر، وصعوبة إيجاد الوقت الكافي لنفسها.
لذا ينبغي على المرأة أثناء مواجهتها تحدّي تحقيق التوازن بين دورها كرَبَّة منزل ودورها كمُوظَّفة، أن تتعلَّم فنّ الرفض بأسلوب لَبِقٍ ومُحتَرفٍ للطلبات غير الضرورية، والتي يمكن أن تُشعرها بالتوتُّر والإرهاق الزائِدَين، ممّا يُتيح لها القدرة على الاحتفاظ بتوازنٍ صحيحٍ بين احتياجاتها الشخصية والتزاماتها المهنية.
ويُنصَح هنا بأن تُقيِّم المرأة وضعها بحكمةٍ أوّلاً قبل الموافقة على أيّ التزامٍ جديدٍ؛ حتى تتمكَّن من تحديد ما إذا كان جدولها الزمني يستوعب هذا الالتزام أم لا، وأن تتذكَّر أنَّ قول "لا" عند الحاجة لا يجعلها امرأةً أنانيَّةً، بل هو خطوة أساسيَّة تُمكِّنها من العطاء بشكل أفضل في جوانب حياتها جميعها.
كثيراً ما تشعر المرأة أنَّها تريد فعل كلّ شيء بنفسها؛ لأنَّها تجد صعوبةً في الثقة بالآخرين، إلّا أنَّ الأمر الذي قد لا تدركه أحياناً أنّ تفويض المهامّ هو جزء مهمّ من بحثها عن إيجاد الوقت لنفسها؛ إذ يساعد تفويض الآخرين بالمهامّ في توفير الوقت، وأداء المهامّ الأكثر أهمِّية، وعليه، تُنصَح المرأة بتحديد المهامّ التي يمكن تفويضها؛ كتوزيع المهامّ المنزلية على أفراد الأسرة، أو التفكير في توظيف مُساعِدة -إن أمكن- للتخفيف من أعباء المنزل.
وبناءً على طبيعة العمل وسياسة مكان العمل، يمكن أن يساعد تفويض المرأة الأشخاص المناسبين في بيئة العمل بالمهامّ على تخفيف الأعباء عليها، وتوفير المزيد من الوقت، وبالتالي تجنُّب الشعور بالإرهاق، وزيادة التركيز على الحياة الشخصية والرفاهية، إضافةً إلى مساهمته أيضاً في تطوير مهارات الآخرين، وزيادة العمل الجماعيّ الفَعّال.
وختاماً، على المرأة أن تكون لطيفةً مع نفسها؛ بإدراكها أنَّها تبذل قصارى جهدها في مواجهة تحدِّياتها المنزلية والمهنية، وأن تتحدَّث مع نفسها بشكل إيجابيّ، وتضع توقُّعات واقعية؛ حتى تشعر بالرضا والراحة بدلاً من التوتُّر والتقصير الدائم.
[1] apa.org, How working women can manage work-life balance
[2] coursera.org, Work-Life Balance: What It Is and 5 Ways to Improve Yours
[3] healthshots.com, Torn between your professional and personal life? Here are 5 tips to strike a balance
[4] lifehack.org, Work Life Balance for Women: What It Means & How to Find It
[5] tworiverstherapycolorado.com, 5 Tips for a Healthy Work/Life Balance