جار التحميل...
وبمعنى آخر، فإنَّ الاستقرار الماليّ هو الإحساس بالأمان الماليّ في الوقت الحاضر، مع امتلاك القدرة على إدارة الأمور الماليَّة مُستقبَلاً، ممّا يُتيح العيش براحة بالٍ أكثر، ويُخفِّف من مشاعر التوتُّر والقلق المُتَعلِّقة بالنفقات اليوميَّة، ويُسهِم في التركيز على الأهداف الشخصيَّة، والوصول إلى الرفاهيَّة على المدى البعيد، ويُمكن تحقيق ذلك بـ 3 خطواتٍ ذكيَّة تشمل الآتي:
تُعَدّ الميزانية المالية المضبوطة بمثابة خارطة طريق لتحقيق الاستقرار الماليّ؛ فهي تُتيح فهم الوضع الماليّ الحاليّ، وتحديد المسارات المُؤدِّية إلى الاستقرار الماليّ في المُستَقبَل، وللوصول إلى ذلك، لا بُدّ من امتلاك ثقافة ماليَّة جَيِّدة يُمكن من خلالها إدارة الأموال بفاعِليَّة؛ سواء لتلبية الاحتياجات الحياتيَّة على المدى القريب، أو البعيد، وهذا يعني معرفة كيفية الحصول على الأموال، وطرق إنفاقها بحكمة، باستثناء الحالات الطارئة، كما أنّ إعداد الميزانية والالتزام بها ليس بالأمر السهل؛ إذ يتطلَّب التخطيط الدقيق باستخدام الورقة والقلم، والجِدِّيّة في الإنفاق والتطبيق.
ويُنصَح بأن تكون الميزانيَّة مَبنيَّة على الدخل الفعليّ كي تكون صحيحة، بعد خصم الالتزامات الثابتة جميعها، مثل الضرائب، والإيجار، والفواتير، وليس على الدخل الإجماليّ أو الدُّيون؛ سواء كانت دُيوناً من الأشخاص، أو قُروضاً من البنوك، كما تحتاج الميزانية الصحيحة التزاماً بقائمة مُشتَريات مَبنِيَّة على الاحتياجات الأساسيَّة؛ الأسبوعيَّة، أو الشهريَّة، مع تجنُّب هدر المال في شراء حاجاتٍ غير ضروريَّة، ويُشار هنا إلى أهمّيَّة مُراجَعَتها دوريّاً، وإجراء التعديلات اللازمة حسب الحاجة.
رُبَّما يبدو ادِّخار الأموال تحدِّياً كبيراً، إلّا أنّ لدى خُبَراء التخطيط الماليّ رأي آخر؛ إذ يُمكن للجميع بشكلٍ عامّ إيجاد طرق لضَبط النَّفَقات وتقليصها، وبالتالي تخصيص مبلغ ثابت للادِّخار، ومن الخطوات العمليَّة التي تساعد على ذلك: تسجيل النفقات جميعها لفترةٍ زمنيَّة مُحدَّدة مهما كانت صغيرة، ثمّ تقليص المُشتَرَيات، وتجنُّب شِراء السِّلَع بأسعارٍ مُرتَفِعة طالما أنّ البديل الأرخص مُتوفِّر في الأسواق، إضافة إلى تحديد الأشياء التي يُمكن الاستغناء عنها ببساطة، مثل الاشتراكات غير المُستَخدَمة، أو تناول الطعام في الخارج بكثرة، أو شراء أشياء غير ضروريَّة، والتذكُّر دائماً أنَّ الهدف الأساسيّ من ذلك هو ادِّخار ثمن هذه السِّلَع أو الخدمات، وليس التوقُّف عن شرائها فقط.
ويُعَدُّ التوفير المُسبَق أيضاً وسيلة فَعّالة جدّاً للادِّخار؛ وهو يعني اقتِطاع مبلغ الادِّخار من الراتب الشهريّ قبل إنفاق أيّ شيءٍ منه، كما يُمكن استخدام "الحَصَّالَة"؛ وهي صندوق يُجمَع فيه المال بين الحين والآخر لفترةٍ زمنية مُعيَّنة، ويتطلَّب ادِّخار الأموال أيضاً المعرفة الجَيِّدة بالظروف المادِّية والخيارات الآمِنة لذلك، مثل الاشتراك في حسابات التوفير؛ إذ تُقدِّم بعض البنوك حسابات توفير مُخصَّصة لأهدافٍ مُحدَّدة؛ كحسابات الادِّخار للتعليم، أو حسابات الادِّخار لشراء منزل أو سَيّارة.
يعتقد البعض أنّ الاستثمار حِكرٌ على أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، بينما -في الحقيقة- يُمكن من خلال رأس مالٍ مُتوسِّط البدء بالاستثمار والحصول على دخلٍ سلبيّ؛ أي الحصول على عائداتٍ إضافيَّة دون الحاجة إلى العمل بدوامٍ كامل، أو البحث عن وظيفةٍ أخرى؛ كالتداول بالأسهم، أو تأجير العقارات، أو الاستثمار في الأعمال التجاريَّة، إلّا أنَّ الاعتقاد السائد بصعوبة البدء بالاستثمار يُشكِّل عائقاً أمام البدء بهذه الخطوة، لذا من المُهِمّ التعرُّف إلى مختلف طرق الاستثمار، واختيار الأنسب منها لتحقيق الأهداف الماليَّة.
ومن الأفكار المُميَّزة لتحقيق دخلٍ سلبيّ والاستثمار الآمِن دون الحاجة إلى رأس مال كبير للبدء به: تأليف أو ترجمة كُتُب إلكترونيَّة وبيعها عبر مِنصّاتٍ إلكترونية مُتخصِّصة، أو إنشاء دوراتٍ تعليميَّة عبر الإنترنت وبَيعها، أو تقديم خدمات تصميم التطبيقات والمواقع الإلكترونيَّة حسب حاجة العُمَلاء، وهذه المجالات إن لم تُقدِّم مَنفعة مادِّيّة ملحوظة في البداية، فإنَّها لن تُسبِّب الخسارة الكبيرة.
أمّا الطرق الأخرى الشائعة فقد يكون فيها بعض المخاطرة، وقد لا تُعطي النتائج المطلوبة منها، مثل الاستثمار في الأسهم التي ترتفع وتنخفض بسرعة، أو في تأجير العقارات التي قد تحدث فيه بعض المشكلات؛ كصعوبة تحصيل الإيجار، أو تكاليف الصِّيانة الدوريَّة المُرتَفِعة، وبالتالي الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة.
وختاماً، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الوصول إلى الاستقرار الماليّ يتطلَّب بلا شَكّ صَبراً وانضِباطاً، والعيش ضمن حدود الإمكانات المُتاحة؛ أي دون دُيونٍ وقُروض، ودون مُقارَنة النَّفس بالآخرين، والتركيز على الوضع الماليّ الشخصيّ فقط؛ لأنَّ لكلّ شخص ظروفه الخاصَّة، وذلك كلُّه في سبيل الوصول إلى أساسٍ ماليّ قويّ يضمن راحة البال عند المرض أو فقدان الوظيفة بصورة مُفاجِئة، ويُتيح تحقيق الأحلام والأهداف الماليَّة المُستَقبَلِيَّة.
[1] valleyfirst.com, 11 Ways to Stick to your Budget and Jump Start your Savings
[2] investopedia.com, Best Ways to Earn Passive Income
[3] foolproofme.org, Don’t Let Coronavirus Make Your Savings Sick
[4] mywisely.com, Understanding Financial Stability
[5] rocketmoney.com, Financially Stable: What It Means – And How To Get There