جار التحميل...
ورغم أنّ العقارات تُمثِّل الخيار المُفضَّل لدى كثير من المُستثمِرين، فإنَّها شبيهة بباقي أنواع الاستثمار في احتياجها إلى التخطيط، والدراسة، والحذر، ومن أبرز النصائح للاستثمار الناجح في العقارات ما يأتي:
يحتاج المستثمرون، وخاصَّة المُبتدئون منهم، إلى الوعي بمفاهيم الاستثمار العقاري، والاطِّلاع على أنواع العقارات التي يُمكن الاستثمار فيها، ومنها: المساكن بمختلف أنواعها، والأراضي، والمَحالّ التجارية، ثمّ تحديد النوع الأمثل؛ بالتقصّي والبحث وجمع المعلومات من المصادر الموثوقة عن مُميِّزات العقار، وربطها بالميزانية المالية للمُستثمِر.
وعُموماً، يعتمد الاستثمار العقاري على إدارة العقارات المملوكة؛ بشرائها عندما تهبط قيمتها السوقية، أو بَيعها عندما ترتفع أسعارها، أو تأجيرها واستغلال الأرباح لصالح استثمارات أخرى.
ومن جهة أخرى، قد يكون الاستثمار العقاري فردياً؛ بامتلاك المُستثمِر عقاراً أو أكثر مباشرة، أو بالمشاركة في صناديق الاستثمار التي تجمع أموال مُستَثمِريها بقصد امتلاك مجموعة عقارات تُدِرّ عليهم المال.
ينطوي الاستثمار العقاري على مخاطر وتحدِّيات عديدة ينبغي إدراكها قبل المُضِيّ قُدُماً واتِّخاذ أيّ خطوة؛ كاحتمالية خسارة المُستثمِر، أو تعرُّضه للمُساءلة القانونية عند مشاركته في صَفَقاتٍ مشبوهة، ويُنصَح بدراسة نِسَب المُجازَفة وتقييمها قبل تخصيص الموارد المالية للاستثمارات والمشاريع العقارية، وخاصَّة الكبيرة منها.
يُسهِم التخطيط المدروس والمُتقَن في الحَدّ من الخسائر الاستثمارية، والتركيز أكثر على الأهداف وربطها بمُدَّد زمنية مُحدَّدة؛ فبعض الأهداف الاستثمارية تكون قصيرة الأجل ومرهونة بارتفاع السعر عند البيع والشراء، وبعضها الآخر يكون طويل الأجل يُحصَّل بالتأجير، ولا بُدّ أن تشمل الخُطَّة مُعدَّل الإيرادات التي تتأتّى من تأجير العقارات، والنفقات التي تُصرَف على الصيانة، أو التجديد، أو غير ذلك.
تقتضي الضرورة للنجاح في الاستثمار العقاري مواكبة كلّ ما هو جديد على الساحة في ما يخصّ سوق العقارات، والقضايا الاقتصادية المحلّية والعالمية التي تُؤثِّر فيها، واختيار اللحظة الحاسمة للاستثمار، أو اتِّخاذ القرارات المُتعلِّقة بالاستثمارات الحالية، وعُموماً، لا يُنصَح بشراء العقارات عندما تكون السوق الاستثمارية مرتفعة؛ إذ يُشكِّل ذلك مُخاطَرة تتمثَّل بارتفاع كلفة الشراء، واحتمالية خسارة الأموال.
وقد يشهد السوق العقاري انخفاضاً في الأسعار؛ نتيجة التغيُّرات الاقتصادية، أو تعديلات القوانين الضريبية، واللوائح العقارية، والقوانين التي تحكم المالك والمُستأجِر، وغيرها، في حين أنّ العديد من الأسواق المثالية للاستثمار تكون قيد التوسُّع؛ أي إنّ كلفة البناء فيها منخفضة، وقيمة الاستثمار في عقاراتها معقولة ويُمكن تحمُّلها.
تتأثَّر قيمة العقارات كثيراً بالموقع الجغرافي، والعوامل الأخرى التي تختلف باختلاف نوع العقار؛ فمثلاً، تتأثَّر العقارات السكنية بمُعدَّل الكثافة السكّانية في المنطقة، ومدى توفُّر الخدمات الأساسية؛ كالمَحالّ التجارية، والمراكز التموينية، والمطاعم، والمدارس، ومراكز الرعاية الطبِّية، والمرافق الترفيهية، ومدى ملاءمة العقار نفسه للسكن العائلي، بالإضافة إلى مستوى الأمن في المنطقة، وغير ذلك ممّا يُشجِّع السكّان على تملُّك العقار، أو استئجاره.
قد لا يكون من السهل على المُستثمِرين الطموحين قليلي الخبرة خوض مغامرة الاستثمار العقاري وتحمُّل العواقب؛ ممّا يُظهِر أهمّية الاستفادة من تجارب الآخرين وتسخيرها؛ لتحسين تجربة الاستثمار، وجعلها ناجحة ومُربحة أكثر.
وفي هذا الصدد، يمكن اللُّجوء إلى خبراء الاستثمار الداعِمين والموثوقين؛ لمُساعدة المُستثمِر في تحديد أهدافه، والشروع في تنفيذها، بنِسبة مخاطرة ومجهود نفسي ومادّي أقلّ، مع الحرص على اختيارهم بحِكمة، والتحقُّق من موثوقيَّتهم واعتمادهم أوّلاً.
تُعَدّ إمارة الشارقة من أبرز وجهات الاستثمار العقاري في الشرق الأوسط؛ لما تتمتَّع به من موقع استراتيجي، وسوق ديناميكي قوي ومُستقِرّ، وهي مثالية لتأجير العقارات التي تضمّ الشقق، والمنازل، والفلل؛ إذ تشهد طلباً كبيراً من قِبَل الوافِدين والسيّاح ممَّن ينجذبون إلى المناطق السياحية والتجارية القريبة من تلك العقارات، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الإمارة تُوفِّر تسهيلات مالية، وإعفاءات ضريبية عديدة؛ لتحفيز المُستثمِرين العقاريين.
ويجدر بالذكر أيضاً أنّ هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) تدعم المُستثمِرين؛ المُواطنين، والمُقيمين، والأجانب بإفادتهم من خبراتها الواسعة في السوق، ومساعدتهم في اغتنام الفُرص الاستثمارية المُثلى؛ للحصول على صفقات ناجحة، وتسهيل الإجراءات التي تدعم أعمالهم، ومن ثَمَّ تحقيق التنمية والازدهار في مختلف قطاعات الإمارة؛ الاقتصادية، والسياحية، والصحِّية، والتعليمية، بالتعاون مع باقي الشركات، والهيئات الحكومية، والخاصَّة.
وختاماً، يُعَدّ الاستثمار العقاري من أبواب عالَم الاستثمار الواسع، إلّا أنّه ليس الباب الوحيد؛ فعلى الرغم من اتِّساع آفاقه، وفوائده الكثيرة، فإنَّ مَخاطره أيضاً كبيرة، علماً بأنّ هناك العديد من الاستثمارات الأخرى التي يُمكن اللجوء إليها عند عدم القدرة على فهم الاستثمار العقاري، والخوف من مخاطره، أو يُمكن جعله جزءاً من خُطَّة الاستثمار، ودمج المزيد من الأُصول به؛ لضمان تحقيق أكبر فائدة، وتقليل نسبة الخسارة.
المراجع
[1] salboy.com, How To Invest in Property: Top Tips For Property Investment
[2] investopedia.com, 10 Habits of Successful Real Estate Investors
[3] pennek.com, 6 simple tips to become successful in real estate investment
[4] avail.co, 11 Real Estate Investment Tips to Boost Your Portfolio (2024)
[5] shurooq.gov.ae, استثمر في الشارقة