جار التحميل...
تُتيح البنوك إمكانيَّة استثمار مبالغ صغيرة من المال في حسابات التوفير، وعلى الرغم من نسبة الأرباح والعوائد المالية القليلة التي تقدِّمها تلك الحسابات، فإنّه يُنصَح باستخدامها؛ لانعدام احتمالية المخاطرة فيها، ولكَسب أكبر قدر ممكن من المال؛ إذ يُمكن للمستثمرين إيداع المال لأكبر فترة زمنية ممكنة قد تتراوح من أشهُر إلى سنوات عِدَّة.
ملاحظة: بعض البنوك تشترط إيداع مبلغ مُعيَّن شهرياً في حساب التوفير دورياً.
تهدف صناديق الاستثمار المشتركة "Mutual Funds" إلى استثمار أموال العملاء المشتركين ضمن محفظة مالية واحدة يُديرها فريق من المتخصّصين في مجموعة متنوّعة من الأصول التي تشمل الأسهم، والسندات، والعقارات، وغير ذلك، لكنَّها تتطلّب عادةً استثمار مبالغ مالية قد يكون من الصعب على المستثمرين المبتدئين تأمينها؛ إذ تتراوح بين 500 إلى 3,000 دولار.
ومن ناحية أخرى، تتشابه صناديق المؤشرات المتداولة "ETFs" في آلية عملها مع صناديق الاستثمار المشتركة؛ فهي تتضمّن شراء الأسهم، والسندات، وحتى السِّلَع التي يجري تداولها في البورصات؛ إذ تجمع مجموعة من الأصول المختلفة في صندوق واحد، ويُمكن التداول بها على مدار اليوم تماماً كما لو كانت أسهماً عادية؛ ممّا يمنح المستثمرين مرونة أكبر في إتمام الصفقات أو إنهائها، إلّا أنّها لا تتطلّب عادةً حدّاً أدنى للاستثمار، مع وجود بعض الاستثناءات أحياناً.
تُتيح مجموعة من تطبيقات الاستثمار الحديثة إمكانية الاستثمار في الأسهم بمبالغ قليلة جداً؛ من خلال ميزة شراء الأسهم الجزئية؛ أي إمكانية شراء جزء من سهم بدلاً من شراء سهم كامل من الشركات؛ ممّا يعني عدم الاضطرار إلى توفير مبلغ مالي كبير لشراء الأسهم؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان سعر سهم ما 400 دولار، فيُمكن شراء جزء من ذلك السهم بمبلغ 50 دولاراً، وذلك يعني امتلاك ما نسبته 12.5 بالمئة من قيمة السَّهم.
يُعَدّ الاستثمار في عمل خاصّ من أفضل الطرق التي تُساعد على استثمار مبالغ مالية صغيرة مقابل الحصول على أرباح جيِّدة، وخصوصاً لأولئك الذين يمتلكون مهارات في ريادة الأعمال؛ إذ يمكن البدء باستثمار صغير في العمل الذي يتناسب مع أسلوب حياة المستثمر، ويُحقِّق الأهداف المَرجُوَّة منه، ومع الوقت، ستتحقَّق الأرباح الوفيرة بكلّ تأكيد.
يُمكن شراء شهادات الإيداع "Certificate of Deposit" من البنوك والشركات الائتمانية، وتُشبه هذه الشهادات آليَّة عمل حسابات الإيداع المختلفة من حيث الحصول على نسبة من الأرباح والعوائد المالية، مع وجود بعض الاختلافات.
فمثلاً، يُودَع مبلغ مالي لمُدَّة زمنية مُعيَّنة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات أو أكثر، شريطة عدم سَحب المبلغ قبل تاريخ الاستحقاق المُتَّفَق عليه، وبعد انتهاء المُدَّة المُحدَّدة، يُسحَب المبلغ الأصليّ مُضافةً إليه نسبة الفائدة التي يعلم المستثمر كم ستكون قيمتها بالضبط منذ البداية.
يمنح المستشار الآلي "Robo Advisor" فرصة مميزة لمساعدة المبتدئين الذين لا يملكون الخبرة الكافية في الاستثمار؛ فهو مِنصَّة إلكترونيّة تساعد على إنشاء محافظ عالية التنوُّع، وتحافظ على توازنها باستمرار باستخدام مجموعة من الخوارزميات لتحليل وجهة الاستثمار المناسبة لكلّ مستثمر على حِدة، وتَكمُن آليّة عملها في طرح بعض الأسئلة؛ لتحديد الهدف من الاستثمار، ونسبة تحمُّل المخاطر؛ لتُنشئ بعد ذلك المحفظة المناسبة.
لا بُدّ من إجراء دراسات وبحوثات شاملة قبل الشروع في أيّ إجراء استثماريّ؛ لتحديد الأهداف المَرجُوَّة، ونسبة تحمُّل المخاطر، وتجنُّب الوقوع في عمليات احتيالية، في حين يمكن الاستعانة بمستشارٍ ماليّ؛ لضمان تصميم خُطَّة ذكية لتفادي حدوث الخسارة، والحصول على مستوى عالٍ من الأمان الماليّ على المدى البعيد.
تترتَّب على مختلف طرق الاستثمار درجات مُعيَّنة من المخاطرة؛ إذ إنّ هناك طرقاً تُعَدّ أكثر مخاطرة من غيرها؛ إذ يُمكن خسارة الأموال جميعها عند الاستثمار فيها، مثل: الأسهم، والصناديق المشتركة، في حين تُعَدّ طريقة استثمار الأموال في حسابات التوفير آمِنة أكثر.
لذا، ينبغي تحديد نسبة المخاطرة التي يُمكن تحمُّلها قبل اتِّخاذ القرار في ما يتعلَّق بطريقة الاستثمار المرغوب فيها، وعموماً، تعتمد نسبة المخاطرة على عوامل عِدَّة، أهمّها الخبرة في مجال الاستثمار، وطبيعة الأهداف المالية؛ سواء أكانت قصيرة الأجل، أم طويلة الأجل.
يُنصَح بتوزيع رأس المال على أكثر من فئة واحدة؛ أي توزيعها في القطاعات والصناعات، وفئات الأصول المختلفة، مثل: الأسهُم والسندات؛ بهدف تقليل الخسائر عند انخفاض العائد من أحد الاستثمارات، وعندها يُمكن موازنة تلك الخسارة بفضل الاستثمارات الأخرى.
ومن غير المُرجَّح انخفاض عائدات فئات الأصول جميعها أو ارتفاعها في الوقت نفسه؛ فحين تنخفض فئة، ترتفع فئة أخرى؛ ممّا يُسهم في مواجهة الخسائر المُترتِّبة من أحد الأصول بالعوائد الاستثمارية التي اكتُسِبت من فئة أخرى.
وختاماً، قبل البدء بالاستثمار حتى لو بمبلغ بسيط، ينبغي التأكُّد من فهم المصطلحات المالية الأساسية، وأنواع الاستثمارات المختلفة، وكيف تعمل الأسواق المالية، مع مراعاة دراسة الخيارات المُتاحة جميعها، واختيار الأفضل منها، وعند البدء بالاستثمار، لا بُدّ من مراجعة المحفظة الاستثماريَّة بانتظام؛ للتأكُّد من أنّها ما تزال مُتوافِقة مع الأهداف الاستثمارية.
ولا شكّ في أنّ الاستثمار الناجح يتطلَّب الصبر والتركيز؛ لتجنُّب اتِّخاذ قرارات استثمارية عاطفية بناءً على تقلُّبات السوق قصيرة الأجل.
المراجع
[1] thetimes.com, Six ways to invest with little money
[2] goodfinancialcents.com, 14 Ways to start Investing Small Amounts of Money
[3] moneyunder30.com, How to start investing with little money
[4] sec.gov, Ten Things to Consider Before you Make Investing Decisions
[5] idfcfirstbank.com, Investment methods to eliminate risk from your portfolio