جار التحميل...
لذا، قراءة المعلومات التالية يمكن أن يكون مفيداً عند الرغبة في دخول عالم الاستثمار، والتأكد من الخطوات الأولى التي يجب على المستثمر الواعد اتخاذها، وأيّ أنواع الاستثمار يختار، وكيف يتجنب المخاطر التي قد تترتب على ذلك:
تُعد الأسهم ببساطة حِصصَ ملكية في شركةٍ ما، سواءً أكانت من الشركات الكبرى، مثل شركة أبل أو مايكروسوفت أو غيرهما، أو حتى من الشركات الناشئة في مختلف أنحاء العالم، إذ تُتيح هذه الشركات للمستثمرين شراء ما يُعرف بالأسهم أو الحِصص من أرباحها وأصولها، وفي حال نجاحها وتحقيقها للأرباح، فإنّ سعر السهم الخاص بالمستثمر سيرتفع بالتأكيد، ويُمكنه حينها بيعه لغيره من المستثمرين والربح من فارق السعر، أو استلام الربح الخاص به مباشرةً من الشركة إن كان هذا الخيار متاحاً.
ولكن لا يخلو الأمر من بعض المخاطر؛ مثل احتمالية فشل الإدارة في الشركة المالكة للأسهم وعدم تحقيقها للأرباح على نحوٍ صحيح، وبالتالي خسارتها وخسارة الأسهم الخاصّة بالمستثمرين معها، أو حتى عدم امتلاكها السيولة الكافية لسداد الديون وتوزيع الأرباح، بالإضافة إلى إمكانية تأثّر سعر السهم وأرباح الشركة بأسعار صرف العملات، على سبيل المثال، في حال امتلاك سهم في شركةٍ أجنبية عُملتها تختلف عن عملة البلد المُتواجَد فيه، وحدثت مشكلة في أسعار الصرف وانخفضت عملة هذا البلد أمام عملة الشركة الأجنبية، هنا سيتعرض المستثمر لخسارةٍ كبيرة، حتى لو بقيت قيمة السهم ثابتة.
كما يعد تقلّب أسعار السوق بشكلٍ مفاجئ بسبب أحداثٍ اقتصادية معينة أو غير ذلك أحد أخطار هذا النوع من الاستثمار أيضاً، بحيث تُصبح قيمة السهم الذي اشتراه المستثمر أقل من قيمته الأصلية، ولكن ذلك طبيعي ولا يُمكن تجنّبه، حيث يقول الخبير المالي بيتر لونش أيضاً: "يشهد سوق الأسهم فترات صعود وهبوط، ولكن في حال لم تتفهم ذلك أو تتوقع أن يحدث فقد لا يكون الاستثمار في الأسهم مناسباً لك".
يعني الاستثمار بالسندات ببساطة إقراض المال إلى شركةٍ أو مؤسسةٍ ما سواء أكانت خاصّة أو حكومية، بحيث تقوم هي باستثماره وتنمية أعمالها به وتحقيق الأرباح، وبعد انتهاء مدة السند أو الدين بمعنى آخر تُعيد الشركة للمستثمر رأس المال الخاص به مع نسبةٍ معينة من الأرباح، علماً بأن هذا النوع من الاستثمار يُعد من الأنواع الآمنة والناجحة، فوفقاً لتقديراتٍ تابعة للرابطة الدولية لسوق رأس المال (ICMA) عام 2020م وصل الحجم الإجمالي لأسواق السندات العالمية إلى 128.3 تريليون دولار أميركي.
أمّا بالنسبة للمخاطر التي يجب توقعها عند الاستثمار بالسندات فهي أقل من الاستثمار بالأسهم عموماً، ولكنّها تشمل بشكلٍ رئيسي؛ عدم التزام الشركة صاحبة السند بإعطاء المستثمرين مستحقاتهم أو حتى عدم قدرتها على ذلك بسبب الإفلاس أو الخسارة؛ وذلك لأنّ الاستثمار بالسندات يعتمد بشكلٍ أساسي على قدرة الشركة على السداد، لذا يجب الانتباه إلى التعامل مع شركاتٍ موثوقة ولديها تأمين مضمون للسداد.
ومن المخاطر المحتملة أيضاً التأثّر بالتضخم بشكلٍ كبير، والذي يعني ارتفاع الأسعار دون تغيّر على قيمة العملة، وبما أنّ السندات تعتمد على تسليم المستثمر عائدًا ثابتًا كل فترة معينة، سيؤدي التضخم إلى التقليل من قيمة هذا العائد بشكلٍ كبير.
تُوفر الصناديق الاستثمارية حلًّا مثالياً لمن يرغب في الاستثمار ولديه مبلغ محدود من المال، أو لا يُفضل الاستثمارات الفردية في الأسهم والسندات، أو حتى ليس لديه الخبرة الكافية في الاستثمار بشكلٍ عام، حيث تجمع شركات استثمارية متخصصة الأموال من عِدة مستثمرين ضمن ما يُعرف بالصندوق الاستثماري، ثمّ تُدَار من قِبل فريقٍ محترف ويتم استثمارها في شراء أصولٍ مختلفة؛ مثل العقارات، والسندات، والأسهم، وبعد تحقيق الأرباح تُوَزَّع على جميع المشتركين في الصندوق دون أن يُتعِب المستثمر نفسه في اتخاذ القرارات وإدارة الأموال وتتبع تحليلات السوق كما في الأسهم الفردية.
على الرغم من الامتيازات المذهلة التي تقدمها الصناديق الاستثمارية للمشارك فيها، إلّا أنّها لا تخلو من بعض المخاطر التي يجب الانتباه لها، مثل التأثّر بتقلّبات الأسواق المالية المفاجئة؛ وذلك لأنّ هذه الصناديق تعتمد في الأساس على الأصول المختلفة والمتنوعة في هذه الأسواق، بالإضافة إلى عدم إدارة الصندوق من قِبل المسؤولين عنه بشكلٍ صحيح وفعّال، سواء من خلال اتخاذهم لقراراتٍ استثمارية غير صائبة وبالتالي عدم تحقيق الأرباح، أو من خلال مواجهتهم لصعوبة في بيع الأصول التي يحتفظون بها أو تعذّر بيعها في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى خسائر تؤثر سلباً على المشتركين جميعهم في الصندوق.
ومن المخاطر أيضاً، مواجهة المستثمر صعوبة أحياناً في بيع الحصة الخاصة به في الصندوق المشترك في الوقت الذي يرغب فيه تحديداً، فقد تكون هناك بعض القيود على السحب، خاصًة في الفترات التي يشهد بها السوق تقلباً كبيراً أو لا يمتلك الصندوق السيولة الكافية.
لا داعٍ للقلق الزائد حول مخاطر الاستثمار، فهو أمر لا يُمكن إنكاره، ولكن يجب أن يحاول الراغب بالاستثمار تفاديها قدر الإمكان من خلال البحث جيداً عن الشركة التي يرغب الاستثمار معها، وجمع معلومات موثوقة حول قوتها المالية وتاريخها في تحقيق الأرباح وتخطي الأزمات المالية، وما أبرز التوقعات المستقبلية الخاصّة بها؛ وذلك لاتخاذ القرارات بناءً على أرقامٍ وتحليلاتٍ واقعية.
كما يجب الابتعاد عن التوقعّات المحفوفة بالمخاطر والمجازفة الكبيرة، والحرص على تنويع المحفظة الاستثمارية عن طريق الاستثمار بأنواعٍ مختلفة من الأصول، وعدم الاعتماد على شركةٍ أو قطاعٍ واحد لتحقيق الأرباح، والبقاء على اطلاعٍ دائم بأخبار الشركات التي استُثمِر فيها وتتبع أداءها في السوق لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال حدوث أيّة تغيراتٍ مفاجئة، كما يُنصَح باستشارة أحد الخبراء الاقتصاديين المحترفين في مجال الاستثمار والاستفادة من توجيهاته ونصائحه لاختيار نوع الاستثمار الأنسب وإدارة مخاطره.
في النهاية، على الراغب بالاستثمار الأخذ بعين الاعتبار أنّ مجال الاستثمار واسع جداً، وهناك العديد من الأنواع الأخرى التي قد تكون مناسبة له أيضاً حتى لو لم تكن شائعة؛ مثل الاستثمار في العقارات، والعملات، والسلع.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد خياراً مثالياً للمستثمرين من مختلف أرجاء العالم؛ حيث توفر بيئة جاذبة وداعمة للاستثمار وريادة الأعمال، ومنظومة متكاملة لنمو رأس المال وازدهار المواهب، فهي ثالث أكثر الدول أماناً واستقراراً حول العالم، والأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المرتبة الحادية عشرة عالمياً في "مؤشر البنية التحتية للجودة"، كما تتضمن قوى عاملة ذات مهاراتٍ عالمية ومتعددة الثقافات، وتتمتع بمستوى عالٍ من الابتكار، إذ تحتل الدولة المرتبة الأولى عربياً والـ 28 عالمياً في "مؤشر الذكاء الاصطناعي".
وليس ذلك فحسب، حيث توفر دولة الإمارات تسهيلاتٍ وحوافز مميّزة للمستثمرين، فهناك أكثر من 40 منطقة حرة للاستثمار على أراضيها مع إمكانية التملّك الكامل فيها بنسبة 100%، وكذلك الإقامة الذهبية للمستثمرين، والإعفاء من ضريبة الدخل كأفرادٍ أو شركات ما عدا شركات النفط وفروع المصارف الأجنبية، وحرية تحويل الأرباح بشكلٍ كامل ودون أيّة قيود وغير ذلك الكثير من التسهيلات.
المراجع
[1] nerdwallet.com, Types of Investments
[2] investopedia.com, Investing Explained: Types of Investments and How To Get Started
[3] capex.com, Stock Investing
[4] wintwealth.com, Understanding Biggest Risks of Investing in Bonds & Their Types
[5] principal.co.id, General Risks of Investing in Mutual Funds
[6] moec.gov.ae, مزايا يتمتع بها المستثمرون في دولة الإمارات