جار التحميل...
وتكون تلك الحقوق متأصلة فيه، وشيئاً يملكه، وليست منحةً يحصل عليها من دولة أو جهة أو جماعة معينة، وهدفها حماية الإنسان، وحفظ كرامته، وأمنه، وأمانه، وحريته، ومن أبرزها: الحق في الحياة، والحق في الغذاء، والحق في العمل، والحق في التعليم، والحق في المساواة، وغيرها الكثير.
وُضعت العديد من الاتفاقيات والوثائق والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان على مر السنين، كان أولها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي وُضِع في عام 1948م، واعتُمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليمثل بمواده الثلاثين أساساً لجميع القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، التي تحمي حقوق الإنسان في العالم أجمع.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنّ العديد من الناس في مختلف أنحاء العالم ما زالت تُنتهك حقوقهم الأساسية، كحقهم في الحياة، والكرامة، والحرية، وحرية التعبير، وغيرها من أبسط الحقوق الإنسانية، مما يجعل النضال لأجل حماية حقوق الإنسان واجباً إنسانياً على كلِّ فردٍ منا.
فالجميع مسؤولون عن حماية الحقوق الإنسانية، واحترامها، وتعزيزها، والدفاع عنها، وعدم انتهاكها، وليست مسؤولية الأمم المتحدة فحسب، بل مسؤولية الحكومات، والسلطات، والهيئات، والمؤسسات، والشركات، والجمعيات، والأفراد جميعاً، لأن حمايتها يتطلب عملاً تكاملياً وجهوداً مشتركة.
توجد العديد من الاستراتيجيات والطرق الفعّالة التي يمكن اتباعها لحماية حقوق الإنسان، ومن أبرزها ما يأتي:
يجب على جميع الحكومات والمؤسسات والهيئات العامة العمل بشكلٍ متكامل لمنع انتهاك حقوق الإنسان بأي شكلٍ من الأشكال، ووضع المعايير والقوانين والأنظمة الصارمة التي تضمن ذلك، مع معالجة الأسباب التي تؤدي إلى انتهاكها في حال وقوعها، لضمان عدم تكررها.
إضافة إلى ذلك ينبغي وضع خطط وآليات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، والإبلاغ عنها، وسنِّ عقوبات صارمة على من يتجاوز هذه الحقوق، ويسلبها من أصاحبها بغير وجه حق، وإلزام الجميع باحترامها وتحقيقها، مع ضرورة مراجعة القوانين التي قد تسهم في انتهاك الحقوق الإنسانية ومعالجتها.
يجب أن تُطَبَّق مبادئ وقيم حقوق الإنسان الأساسية في جميع المجالات؛ لحمايتها، وتعزيزها، ومنع انتهاكها، على سبيل المثال لا الحصر، ينبغي تدريب قوات الأمن وأفراد الشرطة في الدول جميعها على نفاذ القوانين مع مراعاة حقوق الإنسان، وعدم التعدي عليها، وتدريب القضاة والمحامين والعاملين في السلك القضائي على ذلك، وهذا يشمل المعلمين في المدارس أيضاً، وكل فردٍ ضمن نطاق عمله ومسؤوليته، فلا يتعدى القوي على حقوق الضعيف، مهما كان موقعه ومكانته.
لا بدّ من نشر الوعي بحقوق الإنسان وأهميتها بين أفراد المجتمع جميعاً؛ فهذا يسهم في كسر الحواجز التي تمنع الأفراد من معرفة حقوقهم، والمطالبة بها، وعدم التنازل عنها، ولتحقيق ذلك ينبغي أن يصبح موضوع حقوق الإنسان جزءاً أساسياً من التعليم العام؛ لتثبيت هذه الحقوق، ودعمها، وتعزيزها، كما ينبغي تأمين الاحتياجات المادية والفنية، وكل ما يلزم؛ لزيادة المعرفة بها، وجعلها تتغلغل بين جميع أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.
ينبغي وضع جميع التدابير اللازمة لإرساء قواعد الديمقراطية، التي تتضمن حكم القانون، والعدالة، والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، فهذا من شأنه حماية حقوق الإنسان، واستدامة معاييرها، كما ينبغي الحرص على استقلال القضاء، لحماية الأفراد من الظلم، والاضطهاد، والعمل على إجراء انتخابات عادلة في جميع البلاد، ومراقبة سيرها وفق القوانين والأنظمة، ووضع مراقبين وظيفتهم ضمان ممارسة التصويت بحرية؛ لعملية انتخابية سليمة وعادلة؛ فهذا من شأنه بناء مجتمع مدني عادل، يُلبي الاحتياجات الأساسية للأفراد.
لا ينبغي إلقاء الحمل على الحكومات والمؤسسات العامة لحماية حقوق الإنسان وحسب، بل يجب على كل فرد بذل جهوده كافة، لتعزيز تلك الحقوق وحفظها، وقد يكون ذلك بالحديث عنها على نحو دائم ومستمر، أو الكتابة عنها لمن يمتلك مهارة الكتابة، لنشر الوعي بأهميتها بين الناس.
كما يمكن للأفراد التطوع بالانضمام إلى المؤسسات والمنظمات الدولية، التي تُعنى بحفظ حقوق الإنسان، وحمايتها، ومحاربة الظلم، والاضطهاد بكافة أشكاله، ومن الطرق الجيّدة أيضاً التي يُمكن للأفراد من خلالها تعزيز حقوق الإنسان؛ شراء المنتجات التجارية التابعة لشركات ومؤسسات تضع قوانين وإرشادات صارمة، تضمن حصول عمالها وموظفيها على كافة حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك حصولهم على أجور عادلة، وظروف عمل تضمن أمنهم، وسلامتهم الصحية، ومعاملتهم بالعدل، والإحسان.
وينبغي على كل فرد أيضاً رفض الظلم والاضطهاد والتعدي على حقوق الآخرين، كلٌّ في مجاله، ومساعدة الناس ليحصلوا على حقوقهم عند القدرة على ذلك، سواء كان ذلك في مكان العمل، أو مكان الدراسة، أو الشارع، والأماكن العامة، وغيرها.
ختاماً، ينبغي الحرص على بناء جيل قوي واعٍ بحقوق الإنسان، وتربية الأطفال على احترام حقوق الآخرين، وعدم التعدي عليها، سواء بالقول أو الفعل، لبناء مستقبلٍ خالٍ من الانتهاك، والظلم، والاضطهاد.
المراجع
[1] ohchr.org, What are human rights?
[2] ishr.ch, Who protects human rights?
[3] ohchr.org, Preventing human rights violations
[4] beyondintractability.org, Human Rights Protection
[5] prosperitycandle.com, 6 WAYS TO PROTECT & SUPPORT HUMAN RIGHTS FOR PEOPLE AROUND THE WORLD