جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
ابتكارات من أجل الأرض

دور التكنولوجيا في حل التحديات البيئية

14 أكتوبر 2024 / 10:20 PM
دور التكنولوجيا في حل التحديات البيئية
download-img
تفتح التطوّرات التكنولوجية المُتلاحِقة آفاقاً جديدة لإيجاد حلول مُبتكَرة وفَعّالة للمشكلات البيئية التي تتنامى يوماً بعد يوم؛ سواء كانت مُتعلِّقة بالتلوّث، أو بالتغيُّر المناخي، أو باستنزاف الموارد الطبيعية، إذ تسهم التكنولوجيا في حل المشكلات والتحديات البيئية، وفي التعرف على الفضاء، وفي مجالات عديدة ومتنوعة أخرى.

فامتلاك الأدوات المعرفية يُمكِّن من ابتكار الأساليب والتقنيات العملية المختلفة التي تُسهم في الحفاظ على استدامة الحياة الطبيعية وتحسين نوعيّتها؛ بهدف الوصول إلى بيئة صحّية وآمِنة، فكيف أسهمت التكنولوجيا في ذلك؟


كيف أسهمت التكنولوجيا في الحدّ من تلوث الهواء؟

يُؤثّر تلوّث الهواء سلباً في صحّة الإنسان، لذا صار لِزاماً البحث عن وسائل يمكن بها توظيف التطوّر التكنولوجي في رصد مصادر هذا التلوّث، ومحاولة إيقافه قدر الإمكان، وفيما يأتي بعض الأمثلة:

الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة

تُعَدّ مصادر الطاقة غير المُتجدِّدة من أبرز أسباب التلوُّث الهوائي، لذا وجبَ البحث عن بدائل أنظف وأكثر أماناً للبيئة، وبالفعل ازداد الاعتماد على مصادر الطاقة المُتجدِّدة على نحو ملحوظ في ظلّ التطوُّر التكنولوجي الذي يشهده العالم حاليّاً، لا سِيَّما مع انخفاض نفقاتها النسبية؛ فبدلاً من توليد الكهرباء بالاعتماد على حرق الوقود الأحفوري الذي يزيد انبعاثات الكربون في الهواء، يمكن التوجُّه إلى توليدها من الطاقة المُتجدِّدة؛ كالشمس، والرياح، بوسائل آمِنة.


ويتطلَّب توليد الكهرباء باستخدام الرياح تركيب توربينات (Turbines) في أمكنة مرتفعة تكون فيها الرياح قويّة، وتُعرف توربينات الرياح بأنَّها أجهزة تُستخدَم لتحويل الطاقة الحركية الناتجة من الرياح إلى طاقة كهربائية، وهي من أهمّ تقنيات الطاقة المُتجدِّدة؛ إذ تتولَّد الكهرباء بدَوَران شفرات هذه التوربينات.


أمّا توليدها من الشمس، فيتطلَّب تثبيت ألواح من الخلايا الكهروضوئية التي تُحوِّل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، ولا بُدّ من التأكيد على أنّ عملية توليد الطاقة من الرياح ومن الشمس تُجرى دون ترك أيّ أثر سلبي في البيئة، وهذا من أبرز إيجابيات التوجُّه نحو الطاقة المُستَدامة والاستفادة من التقنيات التكنولوجية المُعتمدة على تحويل أشكال الطاقة المختلفة إلى طاقة كهربائية؛ للتخلُّص من مشكلة تلوُّث الهواء أثناء توليد الكهرباء.


استخدام أجهزة غسل الغاز

يمكن استخدام تقنية غسل الغاز؛ للتخفيف من تلوّث الهواء، ويعتمد مبدأ عمل أجهزة غسل الغاز الرَّطب على احتجاز جُزَيئات الغازات المُلوّثة أثناء مرور التيّار الهوائي؛ لارتطامها برذاذ السوائل الموجودة فيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ اتِّجاه الرَّشّ يكون مُخالِفاً لاتِّجاه الهواء، وتُعَدّ هذه الوسيلة فَعّالة بنسبة 90% في إزالة الجُزَيئات التي تزيد أقطارها عن ثمانية ميكرومترات.

ويشيع استخدام أجهزة غسل الغاز في تحسين نوعية الهواء المُلوّث بفعل انبعاثات المصانع التي قد تؤدّي إلى حدوث كوارث بيئية وصحّية؛ كغاز الأمونيا، أو ثاني أكسيد الكبريت الضارّ، ومع استخدام هذه التقنية الحديثة، أصبح بالإمكان احتجاز الضارّ منها؛ أي فلترة الغازات وتخفيفها قبل خروجها.


اللجوء إلى سيارات الكهرباء

أحدثت سيّارات الكهرباء نقلة نوعية في عالم المواصلات؛ فبدلاً من استخدام المركبات الملوِّثة التي تُصدِر انبعاثات سامَّة من عَوادِمها بفعل الاحتراق، أصبح بالإمكان الانتقال من مكان إلى آخر دون القلق بشأن التلوُّث البيئي، إضافة إلى أنّ في السيّارات الكهربائية ميزة جانبية تتمثَّل بالاستفادة من طاقة الفرامل أثناء الكَبح وتخزينها في البطارية؛ لاستهلاكها أيضاً، في حين تزيد السيّارات التي تعمل بالوقود تلوُّث الهواء أثناء هذه العملية.


كيف أسهمت التكنولوجيا في الحدّ من مشكلات الماء؟

فيما يأتي بعض الوسائل التي أسهمت في الحَدّ من بعض المشكلات النوعية والكمّية المُتعلِّقة بالماء:

تطبيق فكرة الحصاد المائي

تُعَدّ فكرة الحصاد المائي من الأفكار التقليدية القديمة التي تهدف إلى تقليل هدر الماء واستغلاله على النحو الأمثل؛ فقد شاع تجميع مياه الأمطار في خزّان مثلاً؛ لاستخدامها في ريّ المزروعات، إلّا أنّ الأمر أصبح أكثر تطوُّراً الآن؛ فأصبح بالإمكان تنقية هذا الماء لتحسين نوعيَّته قبل الاستخدام، كما تطوَّرت العملية لتسهيل استخدام الماء بعد جمعه؛ برَبط خزّان التجميع بمضخّات تصِل مباشرة إلى المنازل، ممّا يُسهِّل استخدامها بوسائل بسيطة.


وتطوَّرَت فكرة الحصاد المائي مع التقدُّم التكنولوجي الكبير؛ إذ أصبحت مرتبطة بالأجهزة والتطبيقات الذكية، وصار بالإمكان مراقبة منسوب المياه المجموعة، والتحكُّم في أوقات تخزينها، كما أنّ عمليات استخدام هذه المياه أصبحت مُجَدوَلة زمنيّاً، ممّا يُمكِّن من إدارتها عن بُعد دون عناء، أمّا بالنسبة إلى البيانات المُتعلِّقة بمُعدَّلات الاستهلاك والتنبُّؤ بالزمن التقديري لنفاد الماء، فتُرصَد أيضاً وتُحلَّل.


إعادة تدوير المياه بوسائل حديثة

تهدف عملية إعادة تدوير المياه إلى حلّ مشكلة التلوّث المائي والاستفادة من مياه الصرف الصحّي؛ للحصول على ماء صالح للشرب، وعلى الرغم من أنّ هذه العملية مُعقَّدة، إلّا أنّ نتائجها تستحِقّ العناء، ولحُسن الحظّ، أصبح بالإمكان تطبيقها حالياً دون الحاجة إلى استخدام الموادّ الكيميائية المُلوّثة للبيئة أيضاً، ومن ذلك استحداث المُفاعل الحيوي الغشائي (MBR) الذي يجمع بين المُعالَجة الغشائية؛ كالترشيح، والمُعالجة البيولوجية؛ باستخدام كائنات دقيقة؛ بهدف تخليص الماء من الموادّ العضوية.

 

وأصبح بالإمكان أيضاً الاعتماد على معالجة المياه بالأشعّة فوق البنفسجية التي تنتج باستخدام مصابيح بخار الزئبق منخفضة الضغط، وتهدف هذه الوسيلة الحديثة إلى التخلُّص من الكائنات الحيّة الدقيقة؛ بتسليط الأشعة عليها، ممّا يجعلها غير قادرة على التكاثر، مع التنويه إلى أنّ هذه الأشعّة لا تُلامِس الماء على الإطلاق؛ فهي تُسلَّط على الماء المُنتقِل عبر أنبوب شفّاف، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العملية تُعَدّ أوّلية ضمن سلسلة من عمليات أخرى؛ للوصول إلى الماء الصالح للشرب.


اعتماد الحكومات على الاستشعار عن بُعد

تُوفِّر أجهزة الاستشعار عن بُعد عدداً من المزايا التي يمكن الاستفادة منها دون الحاجة إلى التواجد في الموقع، ممّا سهَّلَ العديد من المهامّ على بعض الحكومات؛ بمراقبة جودة الماء، وتوزيعه على المناطق المختلفة بمُعدَّل مُحدَّد وكمّيات مدروسة؛ للحَدّ من هَدره، وأسهمَت هذه التقنية في الكشف عن وجود تسريبات، أو دخول مُلوّثات إلى المياه تُؤثّر فيه بوضوح؛ ليُعالَج الأمر بالسرعة المطلوبة؛ فالهدف الأساس من الاستشعار عن بُعد يتمثَّل بمَنع هَدر الماء.


كيف تعاملت التكنولوجيا على نحو إيجابي مع الحياة البرّية؟

أصبح بالإمكان مراقبة الحياة البَرّية عن بُعد بالطائرات المُسيَّرة المُزوَّدة بالكاميرات، وبذلك يمكن القول إنّ المحميات الطبيعية أصبحت مراقبة بدِقَّة كبيرة؛ للحَدّ من الأنشطة البشرية المُؤذِية؛ كالصيد مثلاً، وأصبح للحارس البشري مساعد آليّ يُمكنه رَصد المخالفات أثناء الليل بالتصوير الحراري، ويمكن جمع البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ بالاعتماد على رَصد أصوات الحيوانات، وتحليلها، وأسهَم ذلك في المساعدة على تحديد أنواع الحيوانات المُتضرِّرة من السلوكات البشرية؛ بهدف تسريع البدء بالمشروعات الضرورية للحياة البَرّية.

 

المراجع

 

[1] adi-international.org, The Role of Technology in Water Management: Harnessing Innovation for a Water-Secure Future.
[2] rainharvesting.co.uk, Types Of Rainwater Harvesting Systems.
[3] telefonica.com, Technology and the environment: a battle between harm and benefit.
[4] clarity.io, Steps toward cleaner air: A closer look at the air quality and climate benefits of renewable energy.
[5] airly.org, The Role of Technology in Reducing Air Pollution

October 14, 2024 / 10:20 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.