جار التحميل...
وبمعنى آخر فإنّ الابتكار الاجتماعي يُمثل مبادرات فردية، أو ممارسات جماعية، لها سياق معيّن تهدف لخدمة المجتمع، وخلق تأثير إيجابي بارز فيه، من خلال استنتاج حلول وتوليد أفكار، أو صُنع أدوات، وتطوير تطبيقات إبداعية ومميزة، تختلف عن تلك الدارجة في المجتمع، فتُحسّن من حاله، وتدعم نموّه ورقيّه.
وفيما يأتي توضيحٌ لأهمية الابتكار الاجتماعي وفوائده العظيمة للمجتمع:
يتطلب العالم المُتسارع الذي تُستحدث فيه كل يوم تغيرات في مختلف المجالات المجتمعية، والبيئية، والتكنولوجية، والصناعية مواكبة هذا التغيير، والآثار الناتجة عنه، والتي قد تشكّل تحديات ومشاكل تؤثر في المجتمع وأفراده من نواحٍ عدّة، وهنا يأتي دور الابتكار الاجتماعي، ومتبنّيه من قادة التغيير، وأصحاب البصيرة والرؤية المستقبلية الثاقبة.
فهم الوسيلة الأهم التي تُحدث الفروقات، وتُولّد الأفكار والحلول للمشكلات، وتبتكر الأنظمة والوسائل للحد من أضرار الأزمات، من خلال فهمها وتحليلها من منظورٍ عميق، واستنتاج أسبابها وآثارها الحالية والمستقبلية، ثم إيجاد حلول فعّالة.
إذ تتعدد المشاكل التي يُعالجها الابتكار الاجتماعي، وأبرزها الفساد الاجتماعي لبعض الأفراد والمنظمات، والضغوطات الاقتصادية، وشح الموارد المالية، وتدني الوضع الماديّ، والقضايا الإنسانية المُتعلقة بالتعليم، والإغاثة، والأوضاع المعيشية الصعبة.
يُعزز الابتكار من تطوّر المنظومة الصحيّة ويدعمها، وذلك بتقديم الرعاية المناسبة لمختلف فئات المجتمع، والعناية بهم بأفضل الطرق والأجهزة، التي هي ثمار الابتكار والجهود البشرية الطموحة، التي تعمل بجدٍ لتوفير خدمات، وأنظمة صحية عالية الجودة، تساعد المرضى والمصابين، وتُخفف من معاناتهم، وتُحقق لهم الراحة والسلام.
ومن جهةٍ أخرى فإنّ الابتكار الاجتماعي لبعض المنظمات، يُسلّط الضوء على المشاكل الصحيّة، التي يواجهها سكان البلدان الفقيرة غير القادرة على توفير أنظمة صحيّة مثالية أو متوسطة الجودة لمواطنيها، وذلك بخلق وسائل إبداعية وأكثر تطوراً تعالج جزءاً من مشاكلهم المعقدة، أو تحدّ من آثارها الصحية ضمن الإمكانيات البسيطة المتاحة.
ومنها عمليات التنظيم، وإعادة هيكلة طرق العناية المقدَّمة للمرضى، أو توفير تطبيقات رعاية إلكترونية على الهواتف المحمولة، أو تقديم خدمات التمويل الاجتماعي، أو الخدمات الإنسانية والتطوعية، أو غيرها من الوسائل التي تُحسّن نوعية الحياة الصحية لهؤلاء الأفراد.
يُحسّن الابتكار الاجتماعي حال أفراد المجتمع، من خلال دعم ريادة الأعمال، وتمكين المنظمات، والشركات التجارية، والصناعية، وغيرها؛ لأنّ معالجة القضايا الاقتصادية وإيجاد حلول مبتكرة لدعمها يُحسّن بيئة الاستثمار، ويُعزز موارد الدخل، ويزيد السيولة في الأسواق.
وهو أمر ينعكس بشكلٍ إيجابي على مختلف الفئات، حيث يُشجّع روّاد الأعمال المبتدئين والعلامات التجارية الناشئة على اكتساح الأسواق، ودخولها، والعمل فيها بثقةٍ أكبر، ويُوسّع نطاق أعمال الشركات الكبرى، ويزيد من مكاسبها وأرباحها،
وفي الوقت نفسه يُوفر فرص عمل لفئاتٍ كبيرة من المواطنين والباحثين عن العمل، فيحد من نسب البطالة.
كما يوسّع الابتكار الاجتماعي آفاق الإبداع العلمي، ويُشجع على البحث والاكتشاف، إذ إنّ للتطبيقات والبرامج الجديدة المبتكرة دوراً كبيراً في محو الأميّة، وتطوّر المجتمع، وزيادة ثقافته؛ فهي تُسخَّر لخدمة العلم، ونشر المعرفة وإيصالها لمختلف فئات المجتمع، وإتاحة الفرصة للتعلّم الذاتي، وتنمية المهارات، واكتساب العلوم والمعارف المختلفة، وبالتالي تحسين جودة الحياة الاجتماعية بشكلٍ عام.
يُسهم الابتكار الاجتماعي في بناء مجتمعات أكثر استدامة، من خلال تطوير حلول اقتصادية صديقة للبيئة، ومعالجة التحديات البيئية، ومكافحة قضايا التلوث، وتأثيراته العالميّة الخطيرة، كالحدّ من زيادة نسب غاز الكربون، وإعادة التدوير، وتقليل النفايات، واستخدام الطاقة الشمسية عوضاً عن الكهرباء، أو الحدّ من استخدام الطاقة بشكلٍ عام، وكل ذلك بهدف تحسين حياة الناس وحماية البيئة.
ختاماً، لتحقيق فوائد الابتكار الاجتماعي لا بُد من التركيز على العمل الجماعي الهادف، الذي يخلق تأثيرات كبيرة، وبصمات جوهرية عميقة تُعيد التوازن، وتُنظّم القوى البشرية، وتستثمر الموارد المتاحة بأفضل طريقة، لتعود بالمنفعة على المجتمع كلّه، وذلك باتحاد الأفراد والمنظمات الحكومية والخاصّة، كلٌّ حسب قدرته وإمكانياته لتحقيق هذا الهدف.
المراجع
[1] kroc resources.sandiego.edu, What is Social Innovation?
[2] www.sciencedirect.com, Social Innovation
[3]www.viima.com, Social Innovation - the What, Why and How
[4]social innovation health.org, WHAT IS SOCIAL INNOVATION IN HEALTH?
[5] uaeinnovates.gov.ae, بيئة الابتكار