جار التحميل...
يُشير مفهوم الدمج إلى تمكين ذوي الإعاقة من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافيّة كبقية أفراد المجتمع، دون فصلهم في مؤسساتٍ أو غرفٍ مخصّصة.
يهدف الدمج سواء للإعاقة الجسدية أو العقلية إلى تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة، وذلك من خلال تمكينهم من المساهمة في المجتمع وفقاً لمستوى قدراتهم، وتعزيز قدرتهم على بناء العلاقات، بما في ذلك علاقات الزواج والصداقة.
ويضمن الدّمج حماية ذوي الإعاقة من خطر العزل الاجتماعيّ على الصحة النفسيّة، الذي يزيد من مشاعر الوحدة والاكتئاب، وأثره على الصحّة البدنية بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ مثل أمراض القلب وضعف المناعة، بالإضافة إلى زيادة ضعف مهاراتهم الإدراكيّة، بما في ذلك مشاكل الذاكرة.
فيما يلي توضيح لكيفيّة تطبيق دمج ذوي الإعاقة في المجتمع في مختلف جوانب الحياة، لتعزيز فكرة الدمج على أرض الواقع:
لا يعني ذلك مجرّد توظيف ذوي الإعاقات في أماكن العمل كغيرهم من الموظفين فحسب، بل يجب توفير بيئة ملائمة تُتيح لهم فرص الاستمرار والنجاح في العمل، والازدهار والنمو بما يتناسب مع إمكانياتهم، فضلاً عن توفير فرص التدريب والتطوير، وتخصيص مجموعة شؤون موظفين لهم لمتابعة وتقييم تقدّمهم.
كما ينبغي إشعار ذوي الإعاقة بأنّ مكان العمل يدعم توظيفهم، بتضمين ذلك في إعلانات التوظيف بهدف استقطاب المواهب والمهارات المؤهلة منهم، مع ضرورة مراعاة المرونة لإجراء أيّ تعديلات تلبي احتياجات المتقدّمين منهم.
وينطبق ذلك أيضاً على مكان العمل وطبيعة المهامّ الموّكلة إلى الموظف بعد تعيينه، بما في ذلك توفير بيئة مناسبة للتنقل والوصول للأدوات؛ مثل توفير الكراسي المتحرّكة، والأرضيات المائلة والتي تضمن حركة آمنة في حال الإعاقات الجسدية، وكذلك تسهيلات العمل والمهامّ بما يتناسب مع قدرات ذوي الإعاقات الذهنية، فضلاً عن توفير الطرق المناسبة للتواصل، مثل توفير مترجمين للغة الإشارة في حال الإعاقات الحسيّة.
يشمل دمج ذوي الإعاقة في التعليم دمجهم مع أقرانهم الأصحاء في الفصول الصفيّة ذاتها، لكن يعتمد ذلك بالتأكيد على نوع الإعاقة وشدّتها، وكذلك احتياجات الطالب الفردية، لكن عموماً سواءً كان الدمج كلياً أو جزئياً، فإنّه يضمن توفير الفرص التعليميّة لجميع الطلّاب دون تمييز.
فبدلاً من تخصيص غرف صفيّة تجمع ذوي الإعاقات معاً وتعزلهم عن أقرانهم الأصحاء، فإن دمج الجميع في الغرف الصفيّة ذاتها يعزز شعور ذوي الإعاقة بالانتماء والقبول، ويحفزهم على التعلّم، ويزيد من احتمالية تطوير مهاراتهم الأكاديميّة؛ كالقراءة والرياضيات، كما يحسّن من مهاراتهم الاجتماعية ومهارات التواصل.
كما ينبغي تدريب المعلّمين وتصميم المدارس والغرف الصفيّة والمرافق بما يتناسب مع احتياجات الطلّاب ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تقييم الاحتياجات والقدرات الفردية لديهم، وتطبيق أساليب تدريس متنوعة ومناسبة، مثلاً قد يحتاج الطلّاب ذوي الإعاقات الذهنية مثل متلازمة داون تقسيم التعليمات إلى خطواتٍ صغيرة، وتوضيحها باستخدام الفيديوهات والصور؛ لأنهم عادةً ما يكونون أبطأ في التعلم مقارنةً بأقرانهم.
ينبغي نشر التوعية والتثقيف بحقوق ذوي الإعاقة، وتغيير الأفكار النمطية حولهم، والتدريب على التعامل معهم بطريقة مناسبة دون إطلاق الأحكام، فضلاً عن تقبّل الاختلاف وتعزيز الوعي بالتنوّع، ودعمهم بعيداً عن المبالغة بالتعاطف والشفقة، فالكثير منهم يمتلكون مهارات ومواهب تضيف قيمة إلى أماكن التعليم والعمل والمجتمع ككل.
يُمكن نشر الوعي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعيّ، وإطلاق الندوات عبر الإنترنت، وترتيب لقاءات تثقيفية حول الإعاقات والتحديات التي تواجه ذوي الإعاقة، وكذلك توعية الطلّاب والموظفين بآداب التعامل معهم واحترام خصوصياتهم تماماً كغيرهم من أفراد المجتمع.
ينبغي تشريع القوانين التي تدعم ذوي الإعاقات وتضمن لهم حياة كريمة ومستقلّة، لضمان حقوقهم في مختلف المجالات الصحية، والتعليميّة، والمهنية، والاجتماعية، كما يجب تمكين ذوي الإعاقة بما يضمن دمجهم في المجتمع وتوفير الفرص المتكافئة لهم.
المراجع
[1] inclusionmelbourne.org.au, What is inclusion in the disability community?
[2] cdc.gov, Disability Inclusion
[3] outreach-international.org, Disability Inclusion in Community-Led Development
[4] opendoorcolumbus.org, 8 Ways to Be More Inclusive for People with Disabilities
[5] u.ae, حماية حقوق أصحاب الهمم (الأشخاص ذوي الإعاقة)