جار التحميل...
وتُعَدّ الأخلاقيات الصحفية التي تطوَّرت مع مرور الزمن، ركيزة مُهِمَّة في بناء الثقة المطلوبة بين وسائل الإعلام والجمهور، إلى جانب أنّ المؤسسات الإعلامية، والهيئات المهنية، تعتمد غالباً على مُدوّنات أخلاقية مكتوبة؛ لتوجيه عمل الصحفيين نحو أداء مَهامِّهم بحِرَفية عالية تُكسِب الصحفي ومؤسَّسته مصداقيةً تدعم مكانة الصحافة ودورها في المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أخلاقيات المهنة الصحفية تختلف عن القوانين التي تحكم مهنة الصحافة؛ ففي حين تُحدَّد القوانين وتُنفَّذ اجتماعياً، وتُصدِرها الدول وتُطبِّقها، فإنّ الأخلاقيات تُحدَّد وتُنفَّذ شخصيّاً، ويجري الالتزام بها طوعيّاً وبكامل إرادة الصحفي ووعيه، وبما يُمليه عليه ضميره ودرجة تحمُّله للمسؤولية في عمله.
ومن أبرز أخلاقيات المهنة الصحفية التي تُساعد الصحفيين على التمييز بين الممارسات والسلوكات الصحيحة، وغير الصحيحة، ما يأتي:
يُسهِم التزام الصحفيين بتحمُّل مسؤولية صِحَّة المحتوى الذي يُقدِّمونه كلّه، والاعتراف بالأخطاء، وتصويبها، والتأكيد على حقّ الجمهور في معرفة الحقيقة كما هي، والتزامهم بهذا الحقّ، في جعل المهنة الصحفية أكثر شفافية، وتعزيز الثقة بمصداقيّتها.
ينبغي على الصحفيين تحرّي الصدق والدقة في نقل الحقائق والمعلومات دون تحريف أو تغيير، وبكلّ حِياد، وموضوعية؛ فهذا واجب أخلاقي يتطلّب الاجتهاد والحرص الشديد أثناء جمع المعلومات، والتحقُّق من صِحّتها من مصادر مُتعدِّدة؛ لتقديم تقارير صحفية واضحة وصحيحة تُعزّز الثقة بين الصحافة والجمهور؛ فالصدق والدقَّة معياران مُهِمّان ينبغي الالتزام بهما في المهنة الصحفية.
يُعَدّ الاستقلال التامّ عن أيّ توجُّه سياسي أو تجاري أمراً أساسيّاً للصحفيين؛ إذ ينبغي عليهم تجنُّب الانحياز أو العمل لصالح أيّ جهة بناءً على رأي شخصي أو مصالح خاصّة، وينبغي عليهم الحذر من محاولة تلميع الآخرين، أو تحقيق مكاسب شخصية؛ فهذا بدوره يدعم المهنة الصحفية، ويُعزّز مكانتها في المجتمع.
تُعَدّ العدالة واحدة من القِيَم الأساسية التي تضمن تقديم الصحفيين تغطية شاملة وموضوعية لمختلف وجهات النظر دون تمييز أو انحياز، وفي الوقت نفسه، على الصحفيين تجنُّب إعطاء الوزن نفسه للآراء جميعها إن كانت إحداها تفتقر إلى الدليل القاطع؛ فهذا المبدأ الأخلاقي يمنح الصحفي المجال لعرض الآراء المختلفة بأسلوب مُتَّزِن وصحيح.
ينبغي على الصحفيين الحرص على الإسناد الدقيق للمعلومات عند الاقتباس من أيّ مصادر للمعلومات؛ فهذا يُعزّز مصداقية التقرير الصحفي المُقدَّم للجمهور، ويُبعده عن التحريف، أو الانتحال، أو التزييف.
من المبادئ الأخلاقية المُهِمَّة التي ينبغي الالتزام بها في المهنة الصحفية أنّه لا ينبغي نشر كلّ ما يُعرَف، وخاصّة إن كانت الأخبار والمعلومات يمكن أن تُلحِق ضرراً بالأفراد المَعنيّين، أو تُؤثّر في الأمن القومي؛ بمعنى أنّ الصحفيين ينبغي أن يعتمدوا في هذا الجانب على مبدأ حماية الجمهور من الآثار السلبية للمعلومات والأخبار التي تُنشَر، دون الإضرار بالمصلحة العامّة؛ فهذا المبدأ يُعَدّ جزءاً من دورهم في حماية المجتمع، والمحافظة عليه.
ينبغي على الصحفيين تجنُّب التشهير بأيّ شخص بنشر معلومات وبيانات كاذبة عنه؛ لأنّ ذلك يمكن أن يُسبِّب له الضرر، وينبغي الحرص على حقوق الناس، وتجنُّب التعدّي على حُرّياتهم الخاصَّة، أو كشف أسرارهم، بالإضافة إلى أنّ العُهود والوُعود التي تُقدَّم لأيّ شخص أو جهة مُعيَّنة بالحفاظ على سِرّية المصدر الإخباري -مثلاً-، ينبغي الوفاء وعدم الاستخفاف بها.
المراجع
[1] masterclass.com, What Is Ethics in Journalism? Learn About Journalism Ethics With Tips from Legendary Journalist Bob Woodward
[2] spj.org, SPJ Code of Ethics
[3] tandfonline.com, Journalism ethics: the dilemma, social and contextual constraints
[4] unicef.org, Ethical Guidelines for Journalists
[5] uomustansiriyah.edu.iq, أخلاقيات ومبادئ العمل الصحفي والإعلامي