إن الزهايمر(Alzheimer) هو مرض عصبي مزمن غالبا يصيب كبار السن، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الخرف، وعادة يبدأ ببطء وقد يتدهور ويتطور مع مرور الوقت، حيث أن هذا المرض قد يؤثر على الذاكرة والتركيز والتعلم وقد يتطور فيما بعد إلى تغيرات سلوكية في شخصية الفرد بالإضافة إلى العصبية والهلوسة.
الأسباب:
إن مرض الزهايمر مرتبط بفقدان الخلايا العصبية في أجزاء مهمة من الدماغ، ولم يحدد العلماء سبب رئيسي لذلك، ولكن هناك عدة نظريات منها وجود بروتينات بيتا اميلود (beta amyloid)، أو وجود كتل غير منظمة من الياف البروتين في الدماغ والتي تعرف باسم التشابكات العصبية الليفية وكذلك حدوث طفرات جينية وراثية.
وهناك عدد من العوامل التي قد تزيد من خطورة الإصابة بالزهايمر منها: التقدم في العمر، وزيادة مستويات الكوليسترول، والسكر في الدم، والتدخين، والسمنة، واتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة.
الأعراض:
هناك العديد من الأعراض للمرض، ولكن ليس من الضروري تواجدها جميعها لدى المريض، وكذلك قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، فيما يلي أهم الأعراض:
-فقدان الذاكرة بالأخص الأحداث الأخيرة والحديثة (الذاكرة قصيرة الأمد)، فقد يتذكر المصاب أشياء حدثت منذ سنوات طويلة، ولكن لا يتذكر الأشياء التي حدثت مؤخراً.
-قلة التركيز وعدم معرفة الزمان والمكان الحالي والصعوبة في تسمية الأشياء أو الأشخاص.
- العجز عن أداء بعض المهام اليومية مثل الطهي، والتسوق والتعامل مع المال والحساب، وفقدان القدرة على الاهتمام بالنفس من حيث ارتداء الثياب والنظافة الشخصية.
-تغييرات في الشخصية واهتمام ضئيل بالأنشطة المعتادة، وكذلك العصبية والتقلب في المزاج وأحياناً الهلوسة الخ.
التشخيص:
يتم تشخيص المرض عن طريق التاريخ الشخصي والعائلي للمصاب، وكذلك وجود الأعراض السابقة التي لاحظها المريض، أو أحد أفراد الأسرة، وكذا يشمل التشخيص الفحص البدني وفحوصات للكشف عن مدى تأثر الذاكرة والتركيز واللغة وغيرها لدى المريض.
ويمكن عمل فحوصات أخرى لاستبعاد وجود أسباب أو أمراض أخرى تؤدي إلى نفس الأعراض، أو لتأكيد التشخيص، منها تخطيط الدماغ والتصوير الإشعاعي كالرنين المغناطيسي (MRI)، والأشعة المقطعية (CT)، وكذلك فحوصات الدم لمعرفة مستوى الكالسيوم، والسكر، وفقر الدم، وفيتامين باء 12، والغدة الدرقية، والفحص الجيني وغيرها من الفحوصات الضرورية.
طرق الوقاية والعلاج:
إن العديد من التوصيات تحث على اتباع نمط حياة صحي، وتدعو إلى تناول الطعام الصحي، والحفاظ على الوزن الصحي، والتوقف عن التدخين، وزيادة النشاط البدني خاصة في منتصف العمر للتقليل من خطر الإصابة بالزهايمر، وكذلك يجب الوقاية أو علاج ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكر في الدم.
وحتى الآن لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر، ولعل أهم خطوة في العلاج هي تثقيف المريض والأهل عن هذا المرض، وكيفية التعامل معه، وكذلك التشديد على أهمية ودور الأهل الفعال في العلاج من خلال الدعم المعنوي والنفسي للمريض.
وهناك العديد من العلاجات التي تخفف من الأعراض، وقد تساهم في إبطاء تطور المرض منها الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم مثل ميمانتين (Memantine)، أو لاصقات توضع على الجلد مثل اكسيلون (Exelon Patch)، وأدوية أخرى لعلاج الأرق، والاكتئاب وغيرها من الأعراض حسب حالة المريض.