جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
أسرار النجاح في علاقة الصهر والعائلة

التعامل مع الصهر: فرد جديد من العائلة

10 ديسمبر 2024 / 12:53 AM
التعامل مع الصهر_ فرد جديد من العائلة
download-img
يُعَدّ الصِّهر أو زوج الابنة فرداً جديداً ينضمّ إلى الأسرة، ويُؤدّي دوراً مُهِمّاً في الحياة العائلية؛ إذ يشارك في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل: العزائم، والتجمُّعات العائلية، ويكون حاضراً في كثير من الأوقات، فتنشأ علاقة خاصَّة بينه وبين أهل زوجته.

وتعتمد درجة قُرب الصِّهر من عائلة زوجته على صفاته الشخصية، ومدى مَحبَّته لهم، بالإضافة إلى تقبُّلهم له، وطبيعة الألفة التي تتشكَّل بين الطرفَين، وتُسهِم المواقف الحياتية المختلفة أيضاً في تكوين هذه العلاقة، ممّا يُعزِّز الترابط والتفاهم بينهما.


وعلى الرغم من أنّ الصِّهر يُعَدّ ابناً جديداً للعائلة، فإنّ هناك بعض القواعد والأسس التي ينبغي أن تحكم طريقة التعامل معه بما يضمن الحفاظ على الاحترام المتبادل؛ ممّا يُؤثِّر إيجاباً في العلاقة الزوجية بينه وبين الابنة، على النحو الآتي:

تقبُّل اختيار الابنة شريكَ حياتها

غالباً ما يرسم الأهل صورة مُعيَّنة لصِهرهم المستقبلي تبعاً لمواصفات يعتقدون أنّها مناسبة، إلّا أنّ الواقع قد لا يتوافق بالضرورة مع توقُّعاتهم دائماً؛ إذ إنّ هناك عوامل عِدَّة تؤثِّر في اختيار شريك الحياة. 


لذا، ينبغي على الأهل تقبُّل زوج ابنتهم، واحترام اختيارها، مع التركيز على مميِّزاته وصفاته الإيجابية وطباعه الحميدة، ولا بُدّ أيضاً من تجنُّب الحُكم المُسبَق عليه حتى وإن كان مختلفاً في بعض العادات والطِّباع؛ فالعلاقة ستتوطَّد تدريجيّاً مع مرور الوقت، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة بذل الجُهد للتعرُّف إليه جيِّداً، واكتشاف الخصائص المُشترَكة، والوسائل الفعّالة للتواصل بين الطرفَين.

إعطاء الصِّهر مساحته الشخصية واحترام خصوصيته

حتى وإن كان الأهل يَعُدّون الصِّهر ابناً جديداً لهم، فإنّ ذلك لا يعني تجاوز الحدود، أو اقتحام مساحته الشخصية، وإنَّما احترام خصوصيَّته، ومنحه بعض المساحة لإدارة شؤون بيته، وخاصَّة في بداية الزواج؛ إذ يحتاج الزوجان إلى فترة كافية للتكيُّف معاً، وتأسيس حياتهما الزوجية بالطريقة التي تناسبهما.


لذا، ينبغي منح الصِّهر المساحة الشخصية اللازمة للتعرُّف إلى الأجواء الأُسَرية الجديدة، والتأقلم مع الظروف المُتغيِّرة، وينبغي تجنُّب التدخل في الأمور الشخصية بين الابنة وزوجها، والحرص على الاستئذان قبل زيارتهم في منزلهم، وهذا يتماشى مع توجيه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "مِن حُسْنِ إِسلامِ المَرءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ"، فهذا يعزز احترامهم لخصوصية الصهر ويتيح للزوجين بناء علاقتهما باستقلالية وثقة.

تجنُّب المقارنة

من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يقع فيها الأهل إجراء المقارنات بين صِهرهم الجديد، وأصهارهم الآخرين، أو أزواج بنات العمّات أو الخالات؛ إذ غالباً ما تكون هذه المقارنات ظالمة لأحد الأطراف؛ فلكلّ شخص ظروفه، وشخصيّته، وطريقته في التعامل، وهذا لا يعني أنّ أحدهم أفضل من الآخر، وإنَّما لكلّ فرد صفاته الخاصّة، وتجربته الفريدة.


لذا، يُفضَّل التركيز على بناء علاقة إيجابية مع الصِّهر الجديد بدلاً من المقارنة؛ بالتعرُّف إليه جيِّداً، وتقدير ما يُقدِّمه.

التواصل الدائم

على الرغم من أهمّية الحفاظ على المساحة الشخصية بين الصهر وأهل الزوجة، فإنّ قطع التواصل، أو التخفيف منه بصورة مُفرِطة أمر خاطئ؛ إذ لا بُدّ من الحفاظ على التواصل الدائم والمستمر؛ بالزيارات العائلية، أو المكالمات الهاتفية، أو المراسلات عبر الرسائل النصّية؛ لتعزيز الروابط بين الطرفَين. 


ومن الضروري أيضاً دعوته إلى المناسبات العائلية، وطلب مساعدته في المواقف الطارئة -إن دعت الحاجة-؛ ممّا يُشعِره أنّه جزء من العائلة وليس غريباً عنها.

تقديم الدعم

بينما ينبغي على الأهل الالتزام بعدم التدخُّل في الأمور الزوجية بين الابنة وزوجها، تظلّ الحاجة إلى تقديم الدعم في مواقف مُعيَّنة أمراً مُهِمّاً؛ أي حين يستدعي الأمر إبداء الآراء، أو تقديم النصائح، بطلب من أصحاب الشأن، مع الحرص على أن يكون تدخُّلهم مدروساً وعادلاً يهدف إلى تعزيز الترابط بين الزوجَين، وتهدئة أيّ خِلافات قد تنشأ بينهما. 


ومن المُهِمّ أيضاً أن يكون الأهل ناصِحِين لابنتهم، يُعلِّمونها أُسُس التعامل مع زوجها باحترام ومَودَّة بما يحافظ على العشرة الطيِّبة، ويُسهم في بناء علاقة زوجية صِحِّية ومُستقِرَّة، مع تشجيعها على حلّ الخلافات الزوجية بهدوء وحكمة وسِرِّية، وعدم إتاحة الفرصة لأيّ أطراف خارجية بالتدخُّل؛ حفاظاً على الترابط القوي بينها وبين زوجها.    

 

المراجع


[1] familiesforlife.sg, Adjusting to Life after Your Child Gets Married
[2] wikihow.com, How to Get Along with Your Child's In‐Laws
[3] nextavenue.org, Your Son-in-Law Survival Guide

 

December 10, 2024 / 12:53 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.