جار التحميل...
تتطلّب الوظائف الجيّدة موظّفين يتمتّعون بمهارات معرفية ومؤهلات علمية معيّنة، وتزداد شروط الوظائف تعقيداً مع مرور الوقت بينما يقلّ عدد الوظائف التقليدية نظراً لعصر الرقمنة الحالي الذي تتطوّر فيه المعرفة سريعاً وتحتاج دائماً إلى مهارات معرفية أعلى أو أكثر حداثة لمواكبتها.
وفي هذه الحال يُعاني الأشخاص الذين يفتقرون إلى المعرفة غالباً عدم القدرة على إيجاد وظائف بأجور جيّدة أو جهد بدنيّ أقلّ أو مجرّد إيجاد وظيفة، وعند العثور على إحداها، قد يكون الجهل سبباً في استبعاد الموظّف نتيجة عدم تطوّره أو عدم التزامه بالتعليمات المهنية أو الأخلاقية أو غيرها مما يجهله في هذا الخصوص.
إنّ ارتفاع نسبة البطالة من شأنه أن يُشيع الفقر بين الأفراد وفي المجتمعات، ويُضعف الاقتصاد، فيما تُعد الدول التي تضمّ سكاناً أكثر معرفةً وعلماً أكثر إنتاجية وابتكاراً وتطوّراً في المجال الاقتصاديّ، وهي أكثر جذباً للأفراد الطموحين إلى العمل والاستثمار فيها.
تجلب المعرفة مزيداً من المعرفة بالرّبط بين المعلومات الحالية لتعلّم معلومات جديدة، وينتج عن الجهل مزيد من الجهل، فلا توجد معلومات أساسية يُمكن الاستناد إليها واستخدامها للوصول إلى غيرها بالاستنتاج أو الاستدلال أو الافتراض أو البحث والسؤال مثلاً.
تحتاج مهارة التفكير وحلّ المشكلات إلى وجود قدرٍ من المعرفة والثّقافة التي تُسهّل عملية فهم المشكلة فهماً صحيحاً وموضوعياً ومعقولاً أولاً، ثمّ الانتقال إلى مرحلة حلّ المشكلة واتخاذ القرار السليم بشأنها باستخدام المعلومات أو المعطيات التي يمتلكها الفرد أيضاً عن موضوع المشكلة أو مجالها، سواء كان اجتماعياً أم مهنياً أم اقتصادياً أم أُسرياً أم غيره.
على سبيل المثال سيؤدّي الجهل باحتياجات الطّفل النفسية إلى عدم القدرة على حلّ مشكلة العِناد أو الصراخ عنده، والجهلُ في التّسويق أو الجهل في أهميته سيكون سبباً في عدم إيجاد حلّ لمشكلة تدنّي مستوى المبيعات وهكذا.
يتضمّن الجهل في جزءٍ منه عدم المعرفة بأُسس العناية بالصحّة الجسدية أو النفسية، فعلى سبيل المثال الشخص الذي يفتقر إلى المعلومات الأساسية عن التغذية السليمة أو أهمية الرياضة أو ضرر التدخين قد يتجاهل العناية بجسده، وبالتالي زيادة فرصة إصابته بالأمراض.
بالإضافة إلى أنّ جهل الفرد بكيفية التعامل مع الضغوط النفسية وأهمية إدارة القلق مثلاً قد يتسبب بتفاقم المشكلات النفسية لديه من الاكتئاب أو اضطرابات النوم وما إلى ذلك، وعليه فإن الجهل قد يشكّل حاجزاً أمام اتخاذ القرارات السليمة، وهذا ما يؤثر مباشرة في جودة الحياة عموماً.
من جانب آخر سيكون الإنسان الأقلّ معرفةً أكثر عُرضة للمعلومات الصحّية الخاطئة؛ نظراً لعدم امتلاكه الوعيّ أو الاستيعاب الكافي لإدراك خطئها أو للبحث في مدى صحّتها، وبالتالي قد يُمارس في حياته عادات غير صحّية تؤثر سلباً في حياته.
إضافةً إلى ذلك يُمكن للجهل أن يُسبّب ضعف الثقة بالنفس وتدنّي احترام الذات، نتيجة عدم التمتّع بما يكفي من المعرفة والمهارات، وبالتالي الشّعور بالدّونية.
قد يفتقر الإنسان قليل المعرفة إلى الأدوات أو الموارد أو المهارات التي تُمكّنه من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية المختلفة الهادفة إلى تنمية المجتمع، مثل التواصل الفعّال وتبادل الآراء المبني على الاحترام والتعامل والعمل بروح الفريق وغيرها من المهارات التي تُكتسب بالمعرفة والعلم، وبالتالي قد يُعاني من لا يمتلكها العزلة الاجتماعية والسياسية أو سيواجه على الأقلّ صعوبةً في الانخراط في مثل تلك المجالات وبالتالي صعوبةً في الانخراط مع أفراد مجتمعه والارتباط بهم.
إنّ ارتباط الجهل بالبطالة والفقر وباحتمالية الإصابة بالمشكلات النفسية على النحو المذكور سابقاً، فضلاً عن الجهل بأهمية التمتّع بمجتمعات آمنة وصحّية، والجهل بالكيفية الصّحيحة التي يُمكن بها الخروج من الظّروف الاقتصادية أو المجتمعية السيّئة، من شأنه أن يُشكّل أرضيةً خصبةً لإشاعة الجريمة بصورها المختلفة؛ مثل: انتشار الفساد، والسّرقة، والنصب والاحتيال، والعنف وانتشار المخدّرات أو التجارات غير المشروعة.
المراجع
[1] readingrockets.org, How Knowledge Helps
[2] unicef.org, Education
[3] allisonacademy.com, Lack of education: Causes and effects
[4] neelraman.com, 5 Painful Risks if You Stop Learning Something New Each Day
[5] fillespasepouses.org, 5 reasons why ending child marriage and improving education for girls must go hand-in-hand