جار التحميل...
وتضطلع الدبلوماسية اليوم بدور مِحوري في صياغة السِّياسات العالَميَّة، وإيجاد الحلول المناسبة للنِّزاعات، وتعزيز أواصر التعاون بين الأمم؛ ممّا جعلها عنصراً لا غنى عنه في تشكيل ملامح العلاقات الدولية. وفي ما يأتي توضيح مفهوم الدبلوماسية، وتسليط الضوء على أهمِّيتها:
ما المقصود بالدبلوماسية؟
تُمثِّل الدبلوماسية "Diplomacy" فنّ إدارة العلاقات الدولية وسياستها؛ عبر الحِوار والتفاوُض البَنّاء؛ بهدف تحقيق المصالح الوطنية، وتعزيز التعاون بين الدُّوَل بالوسائل السلمية دون اللجوء إلى العُنف أو الصِّراع المُسلَّح، وهي تُمثِّل أيضاً ركيزة أساسية في السياسة الخارجية؛ إذ تسعى إلى بناء جسور التفاهُم، وحلّ النِّزاعات، وإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المختلفة.
وتتطلَّب الممارسة الدبلوماسية الفاعلة مهارات مُتقدِّمة في التواصل والتفاوض، إلى جانب فهم عميق للثقافات والسياسات العالَمية، ومن خلالها تتمكَّن الدُّول من تشكيل بيئة دولية مُواتِية لمصالحها، والمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليَّين، وبهذا تُمثِّل الدبلوماسية الجُهد المتواصل؛ لتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والتعاون الدولي في عالَم مُتزايد الترابط والتعقيد.
أهمية الدبلوماسية
تُعَدّ الدبلوماسية اليوم ضرورة مُلِحَّة؛ لتأثيرها في مستقبل البشرية، ولتعاملها مع مختلف القضايا التي تُواجهها الأُمَم على الساحة العالمية، ولأهمّيتها الكبيرة على المستوَيَين؛ الوطني، والعالمي، والتي تتمثَّل في ما يأتي:
تعزيز التعاون والتفاهم
تضطلع الدبلوماسية بأشكالها المختلفة (بما فيها المُفاوَضات، والمُشاوَرات، والمُعاهَدات، والقِمَم، والمُؤتمَرات) بدور محوريّ وأساسيّ في تشكيل العلاقات الدولية، والحفاظ على استقرارها، وتعزيز السلام والأمن الدوليَّين ودعمهما، وحلّ القضايا الشائكة بين الدول دون اللجوء إلى استخدام الأساليب غير السلمية التي تقود في النهاية إلى الحروب، وتُسهِم الدبلوماسية أيضاً في تشكيل التحالُفات والمُعاهَدات الناجحة التي من شانها إنهاء الحُروب والصِّراعات القائمة.
تعزيز مكانة الدول
تكمُن أهمِّية الدبلوماسية على المُستوى الوطني في تعزيز سُمعة الدولة ومكانتها على الساحة العالَميّة، والتي تمنحها مزيداً من القُوَّة والنفوذ في علاقاتها الدولية بما لا يقِلّ تأثيراً عن قوَّة مواردها الاقتصادية والعسكرية، وتُسهِم الدبلوماسية أيضاً في إكساب الدولة الشرعيةَ المُستحَقَّة بين الأُمَم الأخرى؛ ممّا يُمكِّنها من تكوين علاقات خارجية أساسها التفاوض البَنّاء، والتواصل الفعّال والمُتبادَل.
ويُسهِم هذا بدوره في نشر ثقافة البلاد وقِيَمها وأفكارها عالَميّاً، إلى جانب مشاركة أهدافها السياسية والوطنية التي ترغب في نَشرها تحديداً؛ إذ قد ترغب في الحفاظ على بعض الأهداف سِرِّيَّة لأسباب أمنية، إضافة إلى دور الدبلوماسية في مساعدة البلاد على تحقيق أهدافها الدولية، لا سِيَّما الأهداف الاقتصادية التي تُسهِم في جذب الاستثمارات العالَمية، وتُؤثِّر في قرارات الشراء وصفقاته المختلفة؛ ممّا ينعكس إيجاباً في النُّمُوّ الاقتصادي.
حماية القضايا العالمية
تُسهِم الدبلوماسية في إرساء قواعد القوانين الدولية، وحماية القضايا والتحدِّيات العالَمية المُشترَكة التي تحمي البشرية من المَخاطر المُحتمَلة، وتشمل هذه القضايا: حماية حقوق الإنسان، ومُحاربة الجوع والفقر، والحفاظ على البيئة، وتعزيز التنمية المُستَدامة، وغيرها.
وتظهر أهمِّية الدبلوماسية في حماية القضايا العالَمية جَلِيّةً في مجال الحماية الصحِّيّة؛ إذ يتطلَّب هذا تعاوُناً وطنياً وعالَميّاً، وفي المجالات والقطاعات المختلفة كافَّة؛ بما فيها السياسية، والتجاريّة، والاقتصادية، والبيئية؛ بهدف تعزيز الصِحَّة العامَّة للسُّكّان على مستوى العالم، وتحسين العلاقات الدولية التي من شأنها تعزيز التعاون والالتزام بالمُمارَسات الصحيحة، وهذا بدوره يحدّ من انتشار الأمراض والأوبئة المُعدِية التي تُؤثِّر في البشرية جمعاء.
تبادل المعرفة والثقافة
لا تقتصر الدبلوماسية على تكوين العلاقات العالَمية بين الدول والمسؤولين فحسب، وإنَّما تمتدّ لتشمل العلاقات بين المؤسسات والأفراد، والتي من شأنها تعزيز تبادل العلم والمعرفة والثقافة والخبرات بين مختلف البُلدان والمجتمعات، لتشمل المجالات التكنولوجية، والرياضية، والتجارية، والتعليمية، والصحِّية، وغيرها من المجالات المختلفة.
المراجع
[1] parlimen.gov.my, DIPLOMACY AND FOREIGN RELATIONS
[2] jgu.edu.in, What is Diplomacy? Definition, Scope, Importance & More
[3] commons.ungeneva.org, Why is diplomacy important today?
[4] emro.who.int, Health diplomacy
[5] britannica.com, diplomacy