جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
هل تهدد الصرخة مستقبل الطفل؟

تأثير الصراخ على الطفل الرضيع ونتائجه السلبية

27 أكتوبر 2024 / 1:59 AM
تأثير الصراخ على الطفل الرضيع ونتائجه السلبية
download-img
الأطفال الرضّع كائنات ضعيفة تحتاج للرعاية والحنان، فهم مصدر البراءة والبهجة، لذا يجب بناء رابطة عاطفية قوية معهم منذ اليوم الأول، تعتمد على الحب والاحتضان والمعاملة اللطيفة، بعيداً عن الغضب والصراخ والصرامة الزائدة، فقد يؤدي الصراخ إلى عواقب وخيمة وأضرار كبيرة على نفسيتهم وتكوينهم.

التأثيرات السلبية للصراخ على الطفل الرضيع

يعتقد بعض الآباء أنه لا بأس من التعامل مع الأطفال الرضّع أحياناً بحزم وصرامة، واستخدام نبرة صوت مرتفعة أو غاضبة عند مخاطبته، بحجّة أنه يتعلّم القواعد، ويميّز بين الصواب والخطأ بهذه الطريقة، لكن لا يمكن أن يكون للصراخ تأثير إيجابي أبداً، بل يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية على نفسية الطفل ونموّه وعلاقته بوالديه. 

البكاء والشعور بالسوء

يؤدي الصراخ إلى بكاء الأطفال الرضّع، لكن ليس البكاء المعتاد الذي يعبرون فيه عن حاجاتهم، بل بكاء نابع عن إحساسهم بالسوء أو الغضب، وهو ما يُنصح بتجنّبه، خاصة أن الأطفال في هذا العمر يتعلمون أنماطاً  تشكّل مخزوناً ثابتاً لديهم وتؤثر على تطورهم الفسيولوجي واكتساب مهارات التعامل الاجتماعي فيما بعد، وأي مشاعر سلبية يتعرضون لها قد تؤثر عليهم سلباً على المدى البعيد. 

التأثير سلباً على تطور الدماغ 

يتأثر دماغ الطفل بكل ما يدور حوله، وبالظروف التي يمر بها، لذا يمكن أن يؤثر التعرّض للصراخ سلباً على نمو دماغ الطفل، خاصة أن الدماغ يستقبل الأحداث السلبية بصورة أسرع، ويحتفظ بمثل هذه الذكريات لسنوات طويلة.

الشعور بالخوف وانعدام الأمان

يرى الطفل الرضيع  والديه كمصدر وحيد للأمان والاستقرار النفسي والعاطفي، مما يجعله يثق بهما إلى أبعد الحدود،  لكن عندما يصرخ أحدهما في وجهه لأي سبب كان، فإنه قد يفقد الإحساس بالأمان والثقة، ويسيطر الخوف على مشاعره.

زيادة الشعور بالتوتر

يؤدي الصراخ إلى تحفيز استجابة الجسم للتوتر، وزيادة إفراز هرمونات التوتر في مجرى الدم، كما يزيد النشاط العاطفي في الدماغ، ممّا يؤثر على طريقة تفكير الطفل في المستقبل، كما أنّ التوتر الناتج عن الصراخ قد يزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج على المدى البعيد.

التأثير على تصرفات الأطفال

يمكن تشبيه دماغ الطفل الصغير بقطعة الإسفنج التي تمتص كل ما يراه أو يسمعه، ومع مرور الوقت تعكس تصرفات الطفل وطريقة تعبيره عن مشاعره تجاربه السابقة وطرق التعبير التي تعرض لها، وكلما تعرّض الطفل للصراخ في سنواته الأولى اعتبر أنّ الصراخ وسيلة للتعبير عن الغضب أو الاستياء لاحقاً. 

إعاقة تعلم الطفل والحدّ من استجابته

لا يستطيع الطفل الصغير أن يفهم الدافع وراء الصراخ، مما يجعله يشعر بالخوف فقط، وقد يتوقف عن القيام بتصرف معين بدافع الخوف دون أن يدرك السبب الحقيقي وراءه، لذا لا يمكن اعتبار الصراخ وسيلة للتواصل أو التعليم، فالطفل لن يتعلم شيئاً أو يفهم الموقف كما يجب. 

نصائح للتوقف عن الصراخ على الطفل الصغير

ينبغي على الوالدين دائماً إدراك الدوافع الحقيقية وراء صراخهم، ومعالجتها، والتعامل معها، مع ضرورة التذكّر أن الأطفال مهما فعلوا، فهم لا يقصدون التسبب بمشكلة أو أذى، ولا يتعمّدون إغضاب أحد، بل يتصرفون على طبيعتهم فحسب.


لذا ينبغي التعامل مع الأطفال الصغار بصبر وتروّي، ومنحهم الفرصة للتعلّم من أخطائهم، ويمكن توجيههم للصواب بطريقة فكاهية لطيفة، إذ يكون لذلك أثر إيجابي ومستمر، فالأطفال بحاجة للعيش في بيئة هادئة وسليمة يشعرون فيها بالحب والقبول، حتى وإن تصرفوا بطريقة خاطئة أحياناً. 


إضافة إلى ذلك، يشترك جميع الآباء في هدف واحد وهو تنشئة أطفال أسوياء يتمتعون بشخصيات قوية ومهارات مميزة، لذا ينبغي أن يتذكر الأهل دائماً أن الصراخ لا يُساعد في تحقيق هذا الهدف، ولن يُجدِ نفعاً في تعليمهم الصواب والخطأ، بل على العكس، يمكن أن يعلّمهم السلوكيات العنيفة، ويجعلهم يعتقدون أن الصراخ هو الوسيلة المناسبة للتعبير عن المشاعر. 

 

المراجع


[1] kidshealth.org, A Guide for First-Time Parents
[2] psychologytoday.com, Five Things NOT to Do to Babies
[3] nami.org, The Problem with Yelling
[4] fatherly.com, Parents Yelling At Kids Affects Them Psychologically. Here's How To Stop.

October 27, 2024 / 1:59 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.