جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لفتح آفاقه على العالم

كيفية تعليم الطفل القراءة لتطوير مهاراته: طرق وتوجيهات

25 سبتمبر 2024 / 10:19 AM
كيفية تعليم الطفل القراءة لتطوير مهاراته_ طرق وتوجيهات
download-img
يسعى الآباء والمعلِّمون إلى تعليم الأطفال القراءة بمهارة؛ فإتقان القراءة عنصر مهمّ لبناء مستقبل الطفل، ويُشكِّل أساساً لمعظم عمليات التعلُّم اللاحقة. وكُلّما تعلَّم الطفل القراءة في سِنّ مُبكِّرة، زادت فُرَصه في تعلُّم المزيد في حياته.

لا تحدث عملية تعلُّم القراءة لدى الطفل بالفِطرة، بل هي عملية تحتاج إلى المتابعة متابعة جِدِّيّة، مع اتِّباع طرق واستراتيجيات صحيحة ومُتنوّعة، ومن أبرزها ما يلي:

بناء الوعي الصوتي

الوعي الصوتي هو القدرة على سماع أصوات الحروف في الكلمات المنطوقة وتحديدها، ويمكن البدء بتعليم الطفل هذه المهارة منذ سِنّ 3 إلى 4 سنوات؛ ففي هذا العمر يظهر فضوله تجاه الأصوات المسموعة.


ويكون بناء الوعي الصوتي للطفل عبر التركيز على أصوات الحروف بدلاً من أسمائها؛ فعند نُطق كلمة "أَسَدْ"، يمكن سماعها على شكل أصوات الحروف، كالتالي: "أَ"، و"سَ"، و"دْ" -لا ألِفاً وسِيناً ودالاً-؛ لأنّ الأسماء تبدو غريبة وغير مفهومة لدى الطفل؛ لذا بدلاً من التركيز على أسماء الحروف في هذه المرحلة، يجب التركيز على الأصوات المرتبطة بالحروف، فمثلاً، لا داعي لذكر اسم حرف الألف للطفل في البداية، بل يمكن الاكتفاء بذكر أصواته "أَ"، وأُ"، و"إِ".


ويساعد بناء الوعي الصوتي لدى الطفل على تعلُّمه ثلاث مهارات أساسية من شأنها أن تساعده على القراءة لاحقاً؛ أولاها: التعرُّف إلى الصوت الأوّل في الكلمة؛ فمثلاً، في كلمة "كُرة"، يُدرِك الطفل أنّ الصوت الأوّل فيها هو "كُ"، وثانيها: تنمية مهارة تحليل الأصوات؛ أي تقسيم الكلمة إلى أصوات فرديّة؛ فمثلاً، كلمة (أَكَلَ) تُقسَم إلى"أ"، و"كَ"، و"لَ"، وثالثها: مهارة دمج الأصوات؛ فعندما يسمع الطفل الحروف: "شَ"، و"رِ"، و"بَ"، فإنَّه سيتمكَّن من تكوين كلمة (شَرِبَ) منها.


ويمكن تنمية الوعي الصوتي عبر الاستعانة بالأناشيد، والموسيقى، والتصفيق الإيقاعي؛ فهذه الأنشطة ليست فقط للتسلية والمتعة، بل يمكن الاستفادة من القافية والإيقاع فيها؛ ليستمع الطفل للأصوات والمقاطع في الكلمات، ويدركها بشكل أسرع، ممّا يساعده في تعلُّم القراءة.

تعلُّم الحروف الأبجدية

يتضمّن تعلُّم الحروف الأبجدية التعرُّف إلى أشكال الحروف، وتسميتها، ومعرفة الأصوات المُرتبِطة بها، ومن المفترض أن يتعلَّم الطفل مهارات عِدَّة في هذه الخطوة، وهي معرفة الحروف الأبجدية جميعها، وتسلسُلها، وكيفية كتابتها؛ فالكتابة تساعد الطفل في تعلُّم القراءة؛ عبر تطوير التناسُق الحركي بين اليَد والعين.


ويمكن اتِّباع طرائق عِدَّة لتعليم الطفل الحروفَ الأبجدية، مثل عرض فيديوهات أغاني خاصَّة بتعلُّم الحروف الأبجدية تحتوي على صُور الأحرف، وبمشاهدتها يتمكَّن الطفل من الربط بين شكل الحرف، واسمه، وصَوته، ويمكن أن يتعلَّم ذلك باستخدام البطاقات التعليمية التي تحتوي على الحروف الأبجدية؛ إذ تُعرَض هذه البطاقات للطفل بشكل مُنتظَم خلال اليوم كلّه، ممّا يُمكِّنه من ممارسة قراءة الأحرف باستمرار.


ويمكن أيضاً استخدام الأنشطة الحِسِّية؛ لتعليم الأطفال الحروف الأبجدية؛ كتشكيل الحروف بالمعجون، أو استخدام ألعاب مُطابَقة الحروف؛ باستخدام لوحة مُلصَقات وبطاقات لاصقة، بحيث يُطلَب من الطفل إيجاد الحروف المُطابِقة للحروف المُلصَقة على اللوحة وإلصاقها بجانبها، كما يمكن تشجيع الطفل على إيجاد حروف اسمه، وإلصاقها على اللوحة.

بناء مهارة قراءة الكلمات

تتضمَّن هذه المرحلة قدرة الطفل على تهجئة الحروف؛ لقراءة الكلمات البسيطة، ويُنصَح البدء بالكلمات التي يعرفها الطفل، مثل: اسمه، وأسماء أشياء ملموسة،؛ ككُرة، وطاولة، وقلم، واستخدام الصور عند عرض الكلمات لقراءتها، ثمّ الانتقال إلى الجُمَل البسيطة المترابطة.


ويُفضَّل عند اختيار الكُتُب التي سيقرأ منها الطفل أن تحتوي صفحاتها على عدد قليل من الكلمات في كلّ صفحة؛ حتى لا يشعر الطفل بالارتباك، كما أنّ من المهم مساعدته على القراءة ببُطء؛ بتشجيعه على قراءة كلّ كلمة على حِدة قبل الانتقال إلى قراءة الجُمَل الكاملة، ممّا يساعده في بناء ثِقَته بمهارة القراءة لديه.


ولتسهيل عملية قراءة الطفل وتسريعها في هذه المرحلة، يمكن تشجيعه على حفظ وإتقان قراءة الكلمات الشائعة التي تتكرَّر في النصوص القِرائيَّ؛ كحروف الجَرّ، وأدوات الرَّبط، مثل: لكن، وثمّ، وحتّى، وغيرها من الكلمات المُكرَّرة، ممّا يُتيح له التعامل مع النصوص، وأيضاً زيادة سرعته في القراءة.

تطوير القراءة

بعد أن يُتقن الطفل قراءة الكلمات البسيطة والمألوفة، يمكن البدء بإعطائه بعض النصوص التي تتضمَّن كلمات صعبة، وجُمَلاً أطول وأكثر تعقيداً، وتحتاج هذه المرحلة إلى الكثير من الصبر والتشجيع؛ إذ إنّه سيواجه بالتأكيد صعوبة في قراءة الكثير من الكلمات الجديدة.


وفي هذه الحالة، يُطلَب من الوالِدَين أو المُعلِّم تقطيع الكلمة التي يجدها الطفل صعبة إلى مقاطع صوتيَّة، وقراءتها بصوت مرتفع، ومثال ذلك أنّ الطفل إذا وجد صعوبة في قراءة كلمة "شاهِقَة"، فيمكن تقطيع الكلمة على النحو التالي، وبصوت مرتفع؛ بقول: "شا، هـِ ، قَة، تُصبح شاهِقة"، ثمّ يُكرِّر الطفل التقطيع؛ لقراءة الكلمة.

تنمية فهم المفردات

سيُواجه الطفل خلال رحلة تعلُمه القراءة الكثير من المفردات الجديدة التي ينبغي على الوالِدَين أو المُعلِّم شرحها له؛ إمّا بالمحادثة، أو باستخدام الوسائل التعليمية، ومع الوقت، سيكتسب الطفل مفردات ومفاهيم جديدة تساعده في فهم ما يقرؤه، ومع التدريب المُنتظَم، سيصل الطفل إلى مرحلة فهم الكلمات الجديدة من خلال السِّياق.


وتجدر الإشارة إلى أنّ الطفل عندما ينشغل بالتركيز على التهجئة والقراءة دون التفكير في معاني الكلمات، قد يفقد تتبُّعه لسير الأحداث في القصَّة، ومن ثمَّ عدم فهمه المعلومات المذكورة؛ لذا من المهم مساعدة الطفل في تحسين فهمه لما يقرؤه، ولتحقيق ذلك، يمكن اتِّباع طرائق عِدَّة؛ كأن يُطلَب منه قراءة العنوان أوّلاً، ومحاولة التنبُّؤ بمضمون القِصّة.


 وأثناء قراءة الكتاب، يمكن طرح الأسئلة على الطفل عن الأحداث التي وردت فيه، مثل: لماذا برأيك تصرَّفَت الشخصية بهذه الطريقة؟، ومحاولة ربط أحداث القصَّة بتجارب الطفل الشخصية، ثمّ تشجيع الطفل على إبداء رأيه في القِصَّة والمعلومات التي قرأها؛ كطرح سؤال "ما أكثر شيء أعجبك في القصّة؟"، وبهذه الطريقة، يمكن استثارة فضول الطفل، وزيادة تركيزه في القراءة؛ ليُنمّي مهارة القراءة بتركيز.

التدريب على القراءة بطلاقة

تتضمَّن القراءة بطلاقة قدرة الطفل على قراءة النصوص بسهولة ودِقَّة؛ أي قراءة الكلمات بالتشكيل الصحيح دون الحاجة إلى التهجئة، وبالسرعة المناسبة، بالإضافة إلى قدرته على القراءة بتعبير؛ أي التمكُّن من تغيير نغمة الصوت بما يتناسب مع معاني النصّ؛ فعندما تكون في النصّ علامة تعجُّب أو علامة استفهام مثلاً، فإنَّه يُظهرهما في إلقائه، كم يمكنه عكس الحالة المزاجية للشخصية، عبر القراءة بنبرة سعادة، أو حُزن، أو غيرها.


بالإضافة إلى قدرته على التصحيح الذاتي؛ أي التعرُّف إلى الأخطاء القِرائيّة، وتصحيحها أثناء القراءة، ويجدر التنويه هنا إلى أنّ الطفل لا يمكنه تعلُّم القراءة بطلاقة إلّا بالكثير من التدريب والممارسة، والتشجيع، والدعم من الأهل؛ لذا ينبغي أن يحرص الوالدان على ممارسة طفلهما القراءة يوميّاً؛ بتخصيص وقت لها، وتوفير الكتب والموادّ المختلفة التي تساعده في إتقانها.

المراجع

[1] splashlearn.com, How to Teach Kids to Read: 9 Easy Tips
[2] readingeggs.com, How to Teach Kids to Read: 10 Simple Steps to Try at Home
[3] penguin.co.uk, How to help your child learn to read
[4] unicef.org, How to teach your child to love reading

September 25, 2024 / 10:19 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.