جار التحميل...
وتجدر الإشارة إلى أنّ السخرية تترك آثارها السلبية في غالبية الأشخاص مع اختلاف شخصياتهم، وليس فقط على من يتّسمون بالحساسية الشديدة؛ لذا من المهم التعرّف إلى أساليب التعامل معها:
يجب بدايةً تقبّل مشاعر الانزعاج أو الغضب أو الإحراج التي قد تنشأ عند التعرّض إلى السخرية، فهي استجابة طبيعية لمثل هذه السلوكيات المؤذية، ثمّ يجب التفكير في سبب تأثير التعليقات أو الأفعال في النفس، مثل النظر في وجود عوامل شخصية أو تجارب سابقة قد تكون أسهمت في زيادة الحساسية تجاه هذه التعليقات، وبعد ذلك يجب العمل على حلّ أي مشكلات أساسية مرتبطة بهذه الأسباب.
بفهم دوافع الشخص الساخر، يُمكن إدراك أنّه في كثير من الأحيان لا يجب أخذ السخرية على محملٍ شخصيّ، فهي عادةً ما تعكس مشاعر داخلية لدى الساخر، مثل الغضب أو الإحراج أو الحسد أو عدم الثقة بالنفس، التي لا يستطيع مواجهتها، أو إظهارها، فيستخدم السخرية وسيلةً لإخفائها.
وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى السخرية لتعديل مزاجهم مؤقتاً نتيجة شعورهم بعدم الأمان أو التعاسة من شيء ما يتعلّق بحياتهم الخاصّة، وعليه من المهم التوقّف عن لوم الذات أو انعدام الثقة بالنفس أو عدم استحقاق الاحترام عند التعرض إلى السخرية.
وتكمن أهمية فهم الغرض من السخرية في إيجاد أسلوب التعامل المناسب، فدون فهم معنى الكلام لن يكون بالإمكان الاستجابة على النحو المناسب.
في بعض الأحيان لا يُدرك الساخر مدى الأذى الذي يُسببه للطرف المقابل؛ لذا فالصحيح هو مواجهته بهذه المشاعر، وبأسلوب يعتمد على نوايا الشخص وطبيعة العلاقة معه، مع الحفاظ على التوازن بين التعبير عن المشاعر، والحفاظ على العلاقة.
ولمواجهة الشخص الساخر من المهم بدايةً اختيار الوقت والمكان المناسبين؛ لمناقشة الأمر معه على انفراد، بهدف تجنب الإحراج، مع التركيز على توضيح المشاعر وكيف تؤثر هذه السخرية في العلاقة، بدلاً من توجيه الاتهامات.
ومن المهم التعبير على نحو واضح وصريح عن مشاعر الانزعاج من السخرية، ومنح الشخص الساخر مساحة جيدة للتعبير عن وجهة نظره، وتقديم تفسير لأقواله أو سلوكياته، فهذا قد يسهم في حل سوء الفهم في كثير من الأحيان.
ويجدر التنويه أيضاً إلى أهمية الحفاظ على الهدوء والاحترام في المحادثة مع الشخص الساخر، وإن كان الأمر صعباً، والتركيز على المستقبل وكيف يمكن تحسين الأمور، بدلاً من التركيز على الماضي.
يُمكن تجاهل التعليق الساخر تماماً عند حدوثه، وذلك بالابتعاد بلطف حال سماعه والانخراط في محادثة مع شخص آخر، فهذا يُمكن أن ينقل رسالة إلى الشخص الساخر غير مباشرة مفادها أن تعليقاته ليس مهمة، ما قد يسهم في منع تكرار سلوكه دون الحاجة إلى الجدال الذي قد يؤدي إلى الصراع.
إنّ عدم استجابة الشخص الساخر إلى أي من الأساليب السابقة بتكرار أفعاله التي تُظهر قلّة احترام ولا تزال تؤثّر سلباً في الصحّة النفسية يتطلّب التفكير بإعادة تقييم العلاقة معه، وبناءً على هذا التقييم، يجب أخذ القرار فيما إذا كانت هذه العلاقة تستحق الاستمرار، أو كان من الأفضل تقليل الاتصال بهذا الشخص، أو قطع العلاقة معه نهائياً.
يُمكن الحصول على دعمٍ خارجيّ سواء من الأصدقاء المقرّبين الموثوقين أم العائلة أم أخصّائي الدعم النفسي لإيجاد أساليبَ للتعامل مع الساخر، وأخرى لتجنّب تأثير تعليقاته السلبيّة في الصحّة النفسية، في حال لم تنجح أي من الأساليب السابقة، بالإضافة إلى أن وجود الأصدقاء والعائلة الذين يتصرّفون على نحو إيجابيّ من شأنه أن يرفع من المعنويات ويُعزّز الثقة بالنفس واحترام الذات.
ختاماً، إنّ وضع الحدود يُمكن أن يضمن للشخص -إلى حدٍ بعيد- الحصول على معاملة عادلة ولطيفة ومحترمة، وذلك بالتواصل مع الآخرين مسبقاً على نحو واضح وصريح وإخبارهم باللغة أو السلوك الذي لا يُعد مقبولاً أو مناسباً، مع استخدام نبرة حازمة وواثقة عند الشعور بعدم الراحة أو الأمان.
المراجع
[1] psychologytoday.com, 3 Ways to Stay Cool in the Face of Sarcasm
[2] goodtherapy.org, The Problem with Sarcasm
[3] healthguidance.org, Psychology of Sarcasm – Dealing With Sarcastic People
[4] accesstherapy.ca, What To Do When People Make Fun of You
[5] work.chron.com, How to Cope With a Sarcastic, Know-It-All Coworker