جار التحميل...
الأطعمة المصنَّعة هي الأطعمة التي جرى تعديلها لتكون ذات مدة صلاحية أطول، أو ذات نكهة محسَّنة، وتتفاوت درجات معالجة الأطعمة، فبعض الأطعمة تظل قريبة من حالتها الطبيعية، مثل الخضروات والفواكه المجمدة، وبعضها يتعرض لتغييرات كبيرة، مثل الرقائق، والحلويات.
وينصبّ القلق بشكل خاص على الأطعمة المُصنعة بشكل كبير أو ما يسمى بـ "الأطعمة فائقة المعالجة" وهي المقصودة في الحديث عن الأطعمة المصنَّعة بهذا السياق، والتي تختلف عن غيرها من الفئات الغذائية بخصائص محددة، وفيما يأتي أبرز هذه الخصائص:
تميل الأطعمة المصنعة بشكل كبير إلى أن تكون أعلى في السعرات الحرارية والسكريات المضافة، مقارنة بالأطعمة الطبيعية أو المعالجة بشكل بسيط، فهي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة في كميات صغيرة، ممّا يجعل الشخص بحاجة لتناول المزيد قبل أن يشعر بالشبع.
على سبيل المثال تحتوي رقائق البطاطس ما يقارب 545 سعرة حرارية لكل 100 جرام، بينما تحتوي البطاطس المطبوخة في المنزل على 95 سعرة حرارية فقط، بالإضافة إلى ذلك غالباً ما تحتوي حبوب الإفطار المحلّاة والمشروبات السكرية على كميات كبيرة من السكر المضاف، ممّا يجعلها خيارات غير صحية مقارنة بالأطعمة الطبيعية.
غالباً ما تحتوي الأطعمة المصنعة على نسبة أعلى من الدهون المتحولة؛ وهي الأسوأ من بين جميع أنواع الدهون، نظراً لتأثيرها السلبي في الصحة، إذ إنّ تناولها بشكل كبير يسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وغيرها من المشاكل الصحية.
ويجري إنتاج الدهون المتحولة من خلال تحويل الزيوت السائلة إلى دهون صلبة، مثل السمن النباتي، ممّا يسهم في تعزيز استقرار الأطعمة المصنعة، وزيادة فترة صلاحيتها.
تحتوي الأطعمة المصنعة على كميات عالية من الصوديوم، والذي يؤثر سلباً في صحة الجسم من جوانب عديدة، منها ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ومشاكل الكلى، بالإضافة إلى احتباس السوائل.
ومن أبرز الأطعمة المصنَّعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم، اللحوم المعالجة، مثل النقانق، واللحم المقدد، والأطعمة المعلبة، والوجبات السريعة، مثل البرجر، والبيتزا المجمدة.
تفتقر الأطعمة المصنعة إلى العناصر الغذائية الأساسية مقارنةً بالأطعمة الكاملة، لفقدانها الكثير من الفيتامينات، والمعادن الأساسية أثناء عمليات المعالجة.
وعلى الرغم من أن بعض الشركات المصنعة تحاول تعويض هذه الخسارة بإضافة الفيتامينات والمعادن الاصطناعية، إلا أنها لا تعوّض بشكل كامل عن الفوائد الصحية للأطعمة الطبيعية الكاملة.
من جانب آخر تفقد معظم الأطعمة المصنعة الألياف الغذائية الطبيعية أثناء عمليات المعالجة، والتي تلعب دوراً حيوياً في تحسين الصحة العامة، حيث تساعد الألياف في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، وتسهم في الشعور بالشبع، مما يساعد في إدارة الوزن، والحفاظ على صحة القلب والجسم عامة.
تحتوي الأطعمة المصنعة على مجموعة متنوعة من المواد المضافة، ويُقدَّر أن هناك حوالي 5000 مادة تُضاف إلى هذه الأطعمة، وتشمل هذه الإضافات مواد لتغيير اللون، والملمس، والنكهة، والرائحة، بالإضافة إلى مكونات أخرى، مثل المواد الحافظة، والمحلّيات، والتي يؤثر استهلاكها الكبير سلباً في صحة الجسم.
مدة الصلاحية الطويلة هي إحدى الخصائص البارزة للأطعمة المصنعة، حيث تُستخدم المواد الحافظة والمواد المضافة لضمان بقاء هذه الأطعمة صالحة للاستهلاك لفترات طويلة، وتتنوع المواد الحافظة بين الطبيعية، مثل الملح، والسكر، والاصطناعية التي تشمل مجموعة من المواد الكيميائية، مثل النتريت الذي يمنع نمو البكتيريا الضارة، ويحافظ على مظهر اللحوم المصنعة ولونها، كاللحم المقدد.
ورغم أن طول مدة صلاحية الأطعمة المصنعة والحفاظ على شكلها يُعد ميزة، إلا أن الاستهلاك المفرط لهذه الأطعمة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى مشاكل القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم نتيجة لوجود الدهون غير المشبعة والصوديوم، كما يمكن أن تؤدي المواد الحافظة إلى تفاعلات تحسسية لدى بعض الأفراد.
تلبي الأطعمة المصنعة احتياجات الأشخاص الذين يعانون من ضيق الوقت نتيجة لالتزاماتهم العملية والأسرية، حيث تُعدّ سهولة التحضير من أبرز مميزاتها، مما يجعلها خياراً شائعاً في الحياة الحديثة، فالأطعمة الجاهزة أو المجمدة مثلاً يمكن تسخينها في دقائق، دون الحاجة إلى المعرفة بمهارات الطهي.
وفي حين أن هذه المنتجات توفر سهولة لا مثيل لها وتوفيراً للوقت، إلا أن العديد منها يحتوي على مستويات عالية من الصوديوم، والسكريات المضافة، والمواد الحافظة لتعزيز النكهة، وإطالة العمر الافتراضي، والتي تؤثر سلباً في الصحة، وتؤدي إلى أمراض عديدة.
ختاماً، قد يكون من الصعب تجنب تناول الأطعمة المصنعة تماماً، لكن من المهم تقليل استهلاكها باتباع خطوات بسيطة، من بينها؛ قراءة الملصقات بعناية، واختيار اللحوم غير المعالجة، والاستغناء عن الأطعمة المعالجة تدريجياً واستهلاك الأطعمة الطبيعية مثل الحبوب، والمكسرات، والبذور، والفواكه، والخضروات، والبقوليات.
علاوة على ذلك يساعد الطهي في المنزل وتحضير الوجبات الخاصة على ضمان جودة الطعام المتناول، وتحقيق سيطرة أفضل على النظام الغذائي، وتجنب المخاطر المرتبطة بالاستهلاك المفرط للأطعمة المصنعة.
المراجع
[1] lhsfna.org, The Many Health Risks of Processed Foods - LHSFNA
[2] canr.msu.edu, Characteristics of heavily processed foods - MSU Extension
[3] healthline.com, Healthy Food vs. Highly Processed Food: What to Know
[4] harvard.edu, Processed Foods and Health
[5] ijnrd.org, https://www.ijnrd.org/papers/IJNRD2403633.pdf